تشهد الأسواق المالية العالمية بسبب حالة عدم اليقين، في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، مدفوعة بمؤشرات واضحة على اتساع الفجوة بين أكبر اقتصادين في العالم. فقد تلاشت الآمال بشأن استئناف المحادثات التجارية، بالتزامن مع إعلان واشنطن عن فرض رسوم جديدة مقترحة على سفن الحاويات الصينية، إلى جانب فرض قيود صارمة على صادرات شركة إنفيديا من رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين. تُشير هذه التحركات إلى دخول العلاقة الثنائية بين البلدين مرحلة أكثر حساسية من المواجهة الاستراتيجية، حيث باتت الدبلوماسية التجارية في مرتبة متأخرة مقارنة بالتصعيد المتعمد على المستوى التكنولوجي واللوجستي، ما يعكس توجهًا أمريكيًا أكثر صرامة في إدارة العلاقة مع بكين.
غير أن الساحة الجيوسياسية ليست وحدها ما يثير قلق المستثمرين، إذ بدأ الداخل الأمريكي بدوره يُنتج ملامح توتر غير مسبوق. فقد نُقل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبحث إمكانية إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قبل انتهاء ولايته، اعتراضًا على نهجه في السياسة النقدية. وجاء ذلك بعد انتقادات علنية وجهها ترامب ضد باول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبًا بخفض أسعار الفائدة بشكل أسرع، وهو ما أثّر بشكل مباشر على أداء الدولار الأمريكي.
الذهب يسجل مستويات قياسية جديدة والدولار يتراجع إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات
في هذا السياق، شهد الدولار تراجعًا ملحوظًا يوم الإثنين، وسط ضعف شهية المستثمرين نحو العملة الأمريكية، في ظل تصاعد الهجوم السياسي على رئيس الفيدرالي. حيث سجل مؤشر الدولار أدنى مستوى له منذ مارس 2022، بينما أصبح الذهب يسجل صعود فقط دون حتى تصحيح يذكر.ساعة كتابة التقرير تداول الذهب عند مستويات 3421 دولار للأونصة، وتزامن هذا التراجع مع عطلة عيد الفصح التي قللت من حجم التداول العالمي، مما فاقم من أثر الأزمة ودفع الأسواق نحو مزيد من الحذر. وتزايدت التكهنات بشأن سعي البيت الأبيض للبحث عن طرق قانونية لعزل باول، رغم أن المنصب لا يخضع رسميًا لإشراف الرئيس، وهو ما أدى إلى دق ناقوس الخطر في أوساط الأسواق والمؤسسات المالية.
وتزداد الأمور تعقيدًا مع بروز انقسام داخلي داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي نفسه. فبينما يتمسك باول بموقفه المتشدد حيال الضغوط التضخمية الناتجة عن السياسات التجارية، تُظهر أصوات أخرى، مثل كريستوفر والر، قلقًا متزايدًا من انعكاسات هذه السياسات على وتيرة النمو الاقتصادي، في ظل رياح معاكسة عالمية تتطلب مرونة أكبر في السياسة النقدية.
كل ذلك انعكس مباشرة على أداء الأسواق المالية، إذ تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، في حين صعد الذهب ليسجل أعلى مستوياته التاريخية مدفوعًا بطلب قوي على أصول الملاذ الآمن، وسط مخاوف متزايدة بشأن الاستقرار المؤسسي في الولايات المتحدة.
تجري هذه التطورات على خلفية نظام اقتصادي عالمي هش، تُعاد صياغة توازناته بشكل يومي بفعل عناوين الصحف وتغريدات القادة، ما يجعل الثقة في المؤسسات المالية العالمية – وفي مقدمتها البنوك المركزية – مسألة شديدة الحساسية، وقابلة للاهتزاز بفعل أي إشارة سياسية مفاجئة.
تداول اربح من خلال أفضل مواقع الكاش باك في سوق الفوركس
في خضم هذه التقلبات المتسارعة التي تشهدها الأسواق العالمية، فكل تراجع حاد أو صعود مفاجئ في الأسعار، سواء للدولار أو الذهب أو غيرهما من الأصول، يمكن أن يتحول من خطر إلى فرصة ربحية حقيقية عند استغلاله بشكل مدروس. يمكنك الاستفادة من تلك التقلبان بجانب التداول عبر بعض الأدوات التي تعزز كفاءة التداول وتقلل من التكاليف، وعلى رأسها برامج الكاش باك (Rebate)، التي تُعيد جزءًا من العمولات المدفوعة لكل صفقة. ويُعد موقع FXCommission واحدًا من أفضل مواقع الكاش باك في سوق الفوركس، حيث يوفّر للمتداولين إمكانية الاستفادة من كل صفقة – سواء رابحة أو خاسرة – من خلال استرداد نقدي يعزز العائد النهائي على التداولات.
في النهاية، الأسواق المتقلبة ليست تهديدًا لمن يُحسن إدارتها، بل بيئة خصبة تُكافئ المتابعين، المنضبطين، والمستفيدين من كل أداة تزيد من قدرتهم على الاستمرار والربح في عالم المال.