شهد نشاط قطاع التصنيع في منطقة اليورو تراجعًا جديدًا في ديسمبر، حيث سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي قراءة بلغت 45.1، وهو أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، مقارنة بـ 45.2 المسجلة في الشهر السابق، وفقًا للتقرير النهائي الصادر عن ستاندرد آند بورز جلوبال وبنك هامبورج التجاري (HCOB). ظلت القراءة أقل من عتبة 50 نقطة، ما يعكس استمرار تدهور ظروف التشغيل في القطاع التصنيعي. وقادت أكبر اقتصادات منطقة اليورو، وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، هذا التراجع، بينما أظهرت كل من إسبانيا واليونان تحسنًا نسبيًا في ظروف القطاع.
وأوضح سايروس دي لا روبيا، كبير الاقتصاديين في بنك هامبورج التجاري، أن الطلبات الجديدة انخفضت بشكل حاد مقارنة بالشهرين السابقين، مما يعزز التوقعات السلبية بشأن تعافي القطاع على المدى القريب. وأضاف أن استمرار انخفاض تراكم الطلبات وعدم وجود إشارات على إعادة بناء مخزون السلع الوسيطة يؤكد غياب أي تحسن خلال ديسمبر.
انكماش قطاع التصنيع الألماني في ديسمبر
أظهر التقرير نفسه أن قطاع التصنيع الألماني شهد انكماشًا أعمق في ديسمبر، حيث سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي HCOB قراءة 42.5، مقارنة بـ 43.0 في الشهر السابق، ما يتماشى مع القراءة الأولية.وأشار سايروس دي لا روبيا إلى أن الوضع في القطاع التصنيعي الألماني “لا يزال قاتمًا للغاية”، حيث انخفض الإنتاج بشكل ملحوظ مع استمرار تراجع الطلبات الجديدة، مما يعكس عدم قدرة الصناعة على الخروج من حالة الركود قريبًا. كما أكد أن انكماش متأخرات الطلبات المستمر منذ يونيو 2022 يشير إلى بداية عام جديد بتوقعات ضعيفة.
أخيرًا، أوضح التقرير تحسنًا طفيفًا في أوقات تسليم المدخلات، لكن توقعات النمو لدى منتجي السلع ظلت خافتة، ما يعزز النظرة السلبية تجاه القطاع التصنيعي في ألمانيا ومنطقة اليورو بشكل عام.