ساعد تشديد الإمدادات العالمية وارتفاع الطلب على النفط الخام أسعار السلع الأساسية في بداية العام مع ارتفاع مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات، ويعتقد العديد من المحللين أن السوق لديه الدافع الذي يحتاجه لمواصلة الارتفاع إلى أعلى مستوى منذ فترة طويلة عند 80 دولارا للبرميل.
يقول فيل فلين، محلل السوق الأول في مجموعة برايس فوتشرز جروب: “إن السبب في أن النفط سوف يرتفع هو أقدم قصة في عالم النفط: إن انخفاض الأسعار يخلق طلبا قويا ونموا، والآن أصبح الطلب يقود الطريق”.
وقد عانت العقود الآجلة للنفط من انخفاضات كبيرة في عامي 2014 و 2015، حيث كان الفائض العالمي في الإمدادات وعدم رغبة منظمة البلدان المصدرة للنفط في كبح الإنتاج بشكل كبير وسط خوف من فقدان حصتها في السوق يخفض سعر برميل البرميل إلى النصف تقريبا.
النفط عند أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2014
يوم الجمعة ارتفع النفط الى اعلى مستوياته منذ 2014 مع ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط، المؤشر الأمريكي، مستقرا عند 64.30 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية و ارتفع معيار برنت الخام العالمي الذي اغلق التداولات عند 69.87 دولار فى بورصة أيس الآجلة في أوروبا.
ويتوقع فلين أن تبلغ أسعار خام غرب تكساس الوسيط 67 دولارا أمريكيا في عام 2018، وستحتاج بعض الوقت لتداول فوق ال 70 دولارا. واوضح ان اسعار النفط الخام قد تصل الى 80 دولارا للبرميل اذا ما حافظت اوبك على صفقة خفض انتاجها الخام حتى نهاية العام الحالي.
وانخفضت امدادات النفط الخام الامريكية لمدة ثمانية اسابيع على التوالى لانخفاض اجمالى قدره 39 مليون برميل، وفقا لما ذكرته ادارة معلومات الطاقة. ويقول فلين، وهو علامة مؤكدة على أن سوق النفط الأمريكي في حالة عجز مقابل الطلب، “يمثل أكبر انخفاض في التاريخ في أقصر وقت ممكن”.
وقد ربطت وكالة الطاقة الدولية متوسط الطلب العالمي على النفط في عام 2017 عند 97.8 مليون برميل يوميا، بزيادة 1.6٪ عن عام 2016، وفقا لتقرير صدر في منتصف ديسمبر. واظهرت ان امدادات النفط العالمية فى نوفمبر بلغت 97.8 مليون برميل يوميا بانخفاض 1.1 مليون برميل يوميا عن العام السابق. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة أخرى في عام 2019 الطلب إلى 99.1 مليون برميل.
وقال جاي هاتفيلد، المؤسس المشارك لإدارة رأس المال في البنية التحتية: إن الطلب العالمي يرتفع بأكثر من مليون برميل يوميا في السنة، أكثر “من تعويض الإنتاج الإضافي من منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة”.
توقعات بارتفاع الطلب العالمي للنفط
يتوقع “الطلب العالمي القوي” على النمو الاقتصادي القوي، لدفع أسعار النفط إلى ارتفاع هذا العام، والتنبؤ بأن أسعار خام غرب تكساس الوسيط تتراوح بين 60 و 70 دولارا خلال عام 2018 “مع المخاطر على الجانب المرتفع”. قد تحقق الأسعار المرتفعة عائدات جيدة كما أن هناك مخزونات نفطية وشراكات محدودة محدودة، كما يقول.
في الأسابيع الأخيرة، أضافت العوامل الجيوسياسية دعما لأسعار النفط، مع الاضطرابات في إيران، ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، وأزمة في فنزويلا تهدد الإنتاج.
النفط قد يصل إلى 80 دولارا للبرميل هذا العام
يقول دينتون سينكويغرانا، كبير المحللين النفطيين في خدمة معلومات أسعار النفط: “من الإنصاف القول بأن” السعر مرتفع جدا سوف يساوي الكثير من النفط “. وقال إن التعاون مع تخفيضات الانتاج كان “لا يصدق”، مع الربع الأخير من عام 2017 رؤية معدل الامتثال ما يقرب من 100٪، وفقا لتقييم الأثر البيئي. ولكن “إغراء الغش” قد يزيد مع الأسعار، ويقول سينكغرانا.
اوبك و روسيا
ولا يزال منتجو الدول غير الأعضاء في الأوبك، ولا سيما روسيا، التي تشارك في صفقة الإنتاج، والولايات المتحدة، التي لا تفعل ذلك، أساسية. وقال عمر العبيدلي، مدير البرنامج في “روسيا ودول أخرى منتجة للنفط، بما في ذلك دول الخليج، قد أعادت الاستثمار في قطاعاتها النفطية، وهذا سيؤدي إلى زيادة الإنتاج على الخط، الأمر الذي سيؤثر بالتأكيد على الأسعار” ومركز البحرين للدراسات االستراتيجية والدولية ودراسات الطاقة.
النفط الصخري
وفي الوقت نفسه، “لا يزال الصخر الزيتي لغز. التعداد في لعبة دائمة من القط والفأر مع النفط التقليدي “، كما يقول، مع تكاليف النفط الصخري من المتوقع أن تبدأ في الارتفاع بشكل حاد” بمجرد أن تستخرج كل الفاكهة منخفضة شنقا “.
كما أن خطة إدارة ترامب لفتح المزيد من المناطق البحرية الأمريكية لحفر النفط والغاز الطبيعي كجزء من خطة خمسية قد تضغط أيضا على الأسعار.
وقال ماكسويل جولد، مدير استراتيجية الاستثمار في شركة إتف للأوراق المالية: “يمكن أن يعود التركيز للمستثمرين إلى” العرض المتزايد الناجم عن زيادة إنتاج النفط وارتفاع الصادرات والسياسات المحتملة للحفر في الولايات المتحدة “. وقد ترى هذه العوامل “تراجع أسعار النفط إلى 45 دولارا إلى 60 دولارا للبرميل في النصف الأول من عام 2018.” ولكن “المزيد من إعادة التوازن في السوق مقرونا بارتفاع توقعات التضخم والدولار الفاتر يمكن أن يساعد الأسعار على إيجاد الاستقرار خلال النصف الثاني من السنة “.
المصدر :Barrons
