أعلنت وزارة المالية الروسية أنها ستصدر في ديسمبر المقبل سندات سيادية مقومة باليوان الصيني، في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في سياسات التمويل الروسية نحو تعزيز العلاقات المالية مع الصين وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي. وبحسب البيان الرسمي، ستتراوح آجال السندات بين 3 و7 سنوات، بقيمة اسمية تبلغ 10,000 يوان لكل سند، على أن يتم دفع الكوبون كل 182 يومًا. كما أوضحت الوزارة أن الاكتتاب سيبدأ في 2 ديسمبر، بينما من المقرر أن يتم الطرح الفني في 8 من الشهر ذاته.
تأتي هذه الخطوة في إطار سعي موسكو توسيع قاعدة المستثمرين وجذب رؤوس الأموال من الأسواق الآسيوية، وبالأخص من الصين، ضمن سياستها لتنويع أدواتها التمويلية في ظل استمرار العقوبات الغربية المفروضة عليها، بما يتماشى مع دعمها نحو بناء نظام مالي متعدد الأقطاب خالي من هيمنة الدولار، وسط اتجاه متسارع نحو استخدام العملات المحلية في التمويل الدولي بدلًا من الاقتصار على الدولار أو اليورو . كما يتيح الإصدار الجديد للمستثمرين التعامل بالسندات باليوان أو الروبل، وهو ما يعزز من مكانة العملتين في المبادلات المالية الثنائية. في نفس الوقت يُنظر إلى السندات المقومة باليوان كخطوة عملية نحو تعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين، ودعم جهود بكين في ترسيخ مكانة اليوان كعملة احتياط دولية.
