كشفت تصريحات صادرة عن السفير الروسي المتجول، روديون ميروشنيك، يوم الإثنين 19 مايو 2025، أن روسيا وأوكرانيا تعتزمان الدخول في مفاوضات مغلقة لبحث مقترحات وقف إطلاق النار، وذلك استنادًا إلى ما تم الاتفاق عليه مسبقًا خلال اجتماعات إسطنبول. وأوضح ميروشنيك، في مقابلة مع قناة “روسيا 24″، أن الاجتماع الأول بين الطرفين كان قصيرًا نسبيًا، لكنه أسفر عن اتفاق يقضي بمواصلة مناقشة شروط وقف إطلاق النار ضمن مجموعة الاتصال. وأضاف أن الجانبين يعملان حاليًا على إعداد مقترحات محددة ستُعرض لاحقًا في جولة مفاوضات مغلقة، مشيرًا إلى أن ما أسماه بـ”الفروق الدقيقة والآليات” تهدف إلى ضمان حل سلمي شامل وليس إلى تأجيج التوترات.
في سياق الجهود الداعمة لهذه المحادثات، كانت الصين من أوائل الدول التي أبدت ترحيبها باستئناف المفاوضات المباشرة، حيث أثنت وزارة الخارجية الصينية على ما وصفته بـ”الجهود المشتركة للمجتمع الدولي” الرامية إلى نزع فتيل الأزمة.
في المقابل، تكثف أوروبا ضغوطها على موسكو عبر حزمة عقوبات جديدة. فقد أعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية، في بيان صدر يوم الإثنين، أن ألمانيا تعمل بالتنسيق مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإعداد الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، ضمن محاولة لزيادة الضغط على الكرملين للقبول بشروط وقف إطلاق النار.
أشار المتحدث إلى أهمية الدعم الأمريكي لهذه الخطوة، مؤكدًا أن تنفيذ العقوبات الجديدة سيكون مرتبطًا بنتائج الاتصال المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والمقرر إجراؤه اليوم في تمام الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش. كما سبق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أعلن الأسبوع الماضي أن الحلفاء الأوروبيين بصدد صياغة حزمة عقوبات جديدة بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية.
تأتي هذه التحركات في وقت حرج تسعى فيه الأطراف الدولية إلى تجنب تصعيد جديد، في ظل استمرار الاشتباكات على عدة جبهات داخل الأراضي الأوكرانية، وتعاظم المخاوف من تداعيات الأزمة على الأمن الأوروبي والاقتصاد العالمي.