انتقد صندوق النقد الدولي يوم أمس الخميس الولايات المتحدة لفرضها رسوما جمركية أعلى على البضائع الصينية وحث واشنطن على العمل مع بكين لإيجاد “حل يعالج المخاوف الأساسية التي أدت إلى تفاقم التوترات التجارية بين البلدين”. قالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك للصحفيين إن “التجزئة من هذا النوع يمكن أن تكون مكلفة للغاية بالنسبة للاقتصاد العالمي”، وادعت أن الولايات المتحدة “ستستفيد بشكل أفضل من خلال الحفاظ على سياسات التجارة المفتوحة التي كانت حيوية لأدائها الاقتصادي”.
وتأتي هذه التعليقات بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إدارته قررت فرض رسوم جمركية أعلى على الصادرات الصينية من السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات والمعادن إلى الولايات المتحدة. في الأشهر الأخيرة من ولاية الرئيس بايدن، اشتدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. تقوم مايكروسوفت بنقل موظفي الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية خارج الصين، مما يؤثر على 700-800 عامل، معظمهم من المواطنين الصينيين. ويمكن لأولئك الذين لا يرغبون في الانتقال البقاء في الصين. يأتي ذلك في الوقت الذي فرضت فيه إدارة بايدن تعريفات جديدة على أشباه الموصلات والمعادن والسيارات الكهربائية والبطاريات الصينية. ويستمر النزاع التجاري، الذي بدأ في عام 2018 في عهد الرئيس ترامب بشأن الممارسات الصينية غير العادلة المزعومة، على الرغم من محاولات بايدن للحل. ومع الانتخابات الأمريكية المقبلة، يعمل بايدن على تعزيز استراتيجية سلفه، من خلال تصعيد التعريفات الجمركية على الواردات الصينية.
برينارد: الصين أكبر من أن تلعب وفق قواعدها الخاصة
في نفس الإطار أشارت مديرة المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي، ليل برينارد، يوم الخميس إلى أن الصين في الوقت الحالي “أكبر من أن تلعب وفقًا لقواعدها الخاصة”. كما قالت أثناء حديثها في حدث نظمه مركز التقدم الأمريكي: “إن القدرة الصناعية للصين وصادراتها في قطاعات معينة أصبحت الآن كبيرة جدًا، ويمكن أن تقوض جدوى الاستثمارات في الولايات المتحدة ودول أخرى”.
أوضحت برينارد أن حصة بكين الحالية من التصنيع العالمي تقترب من 30%، مضيفًا أن هذا حدث بسبب “مزيج من الممارسات غير السوقية”، مثل النقل القسري للتكنولوجيا، وسرقة الملكية الفكرية، فضلاً عن القواعد التمييزية. اتهمت الإدارة الأمريكية السابقة بعدم الاستثمار بشكل كاف في البلاد والفشل في وضع حد “لممارسات الصين غير العادلة”.
