وفقا للبيانات التي أصدرتها KCG Hotspot ، فقد حققت الشركة مستوى قياسي جديد لأحجام تداول الفوركس يوم الأربعاء عند 59.5 مليار دولار. بعد فترة من إقبال سوق العملات على شراء الدولار الأمريكي بكثافة، بدأ المستثمرون اليوم بتصفية هذه المراكز في ظل موجة البيع القوية التي ضربت أسواق الأسهم الأمريكية فيما تراجعت عوائد سندات الخزانة إلى أدنى مستوياتها منذ 2013.
وأفصحت KCG Hotspot أن إجمالي قيمة التداولات على منصة التداول الالكترونية التابعة لها بلغت 60 مليار دولار يوم الأربعاء، ما يمثل ارتفاعا بـ 3 مليار دولار مقارنة بالمستوى القياسي السابق الذي سجلته أحجام التداول في أعقاب خطاب رئيس البنك المركزي الأوروبي، والذي مثّل الحافز الأول لبدء التقلبات القوية التي اجتاحت سوق الفوركس خلال الشهر الماضي.
وكانت CLS قد أعلنت في ذات اليوم أن إجمالي أحجام التداول في سوق تبادل العملات الأجنبية تجاوز حاجز الـ 10 تريليون دولار للمرة الأولى.
وبحسب عدة مصادر مطلعة على أوضاع الصناعة، فإن كبرى وسطاء الفوركس بالتجزئة شهدت أيضا ارتفاعات قوية في أحجام التداول يوم الأربعاء. وخسر مؤشر الدولار الأمريكي نقطة مئوية كاملة في تداولات اليوم، وذلك مع بدء سوق السندات في التساؤل حول حقيقة نوايا الاحتياطي الفيدرالي بخصوص رفع أسعار الفائدة في ضوء تهاوي أسعار النفط وضعف نمو الأجور وهو ما سيقود بالتبعية إلى انخفاض التضخم.
وسجلت العملة الأوروبية الموحدة أكبر مكاسب لها منذ يوليو 2013 وسط تعاملات بالغة التقلب. وفي ذروة التذبذبات التي شهدها سوق الفوركس في سبتمبر كانت هناك توقعات على نطاق واسع بأن الفيدرالي الأمريكي بصدد رفع أسعار الفائدة خلال الربع الثاني من هذا العام.
التحركات الأخيرة في عوائد السندات الأمريكية ترجح أن هذه التوقعات قد لا تكون دقيقة ومن ثم سعى السوق إلى تصحيحها بشكل جماعي في تعاملات الجمعة. وأتى الدولار الأمريكي تحت وقع ضغوط بيعية مسجلا تراجعا أمام كافة العملات الرئيسية.
وهبطت عوائد سندات الحكومة الأمريكية إلى 1.873% حيث أدنى مستوياتها منذ مايو 2013. ودفعت التحركات الأخيرة في أسواق السندات والأسهم بالمستثمرين إلى التساؤل حول مدى عزم الاحتياطي الفيدرالي على تطبيع أسعار الفائدة مع إعلانه نيته التوقف عن شراء السندات للمرة الرابعة في ستة سنوات.
وفشلت جميع المحاولات السابقة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لإنهاء شراء السندات حيث اضطر للعودة إلى استخدام نفس السياسة لدفع أسعار الفائدة إلى الانخفاض وتحفيز الارتفاعات في أسعار الأصول.
وبحسب مصادر مقربة لفوركس ماجنتيس، فإن التحركات غير الاعتيادية في سوق الصرف الأجنبي جاءت نتيجة لعمليات تسييل واسعة للمراكز الشرائية على الدولار الأمريكي قبيل الاجتماع القادم للبنك المركزي. وستعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اجتماعها المقبل يومي 28 و29 من شهر أكتوبر الجاري ويسود اعتقاد بعزمها الإعلان عن نهاية الجولة الثالثة من برنامج الاحتياطي الفيدرالي لشراء الأصول (QE3).
