بحلول مارس من عام 2020، فإن فيروس كورونا كان قد أصاب أكثر من 135 ألف إنسان، وتسبب في وفاة 5 آلاف شخص في جميع أنحاء العالم حتى منتصف مارس 2020. ولكن هناك ظاهرة تستحق الدراسة وهي هجوم المتسوقين على المتاجر في هيستريا شديدة لشراء وتخزين المواد الغذائية ومواد التنظيف وغيرها من السلع تاركين أرفف المتاجر خالية تمامًا.
فقد تم تجريد أرفف المحلات في سنغافورة بالكامل، ومحلات السوبر ماركت في بريطانيا بدأت تُقنن البيع للمستهلكين؛ أي أن الشخص الذي يطلب عشرة علب من الحليب فإنه يأخذ علبتان فقط، وفي هونج كونج وقعت حوادث سطو مسلح علي أشخاص يحملون لفائف من مناديل التواليت! أما في استراليا فقد وقعت مشاجرات في محلات بقالة ولكن الشرطة قد تدخلت الشرطة، وفي الولايات المتحدة حدث هجوم كاسح من المواطنين لدرجة أن (وول مارت) أكبر متجر تجزئة في أمريكا قام بتقليل ساعات العمل حتي يستطيع العمال إعادة تعبئة الأرفف من جديد، وكان الرئيس الأمريكي يُحذر باستمرار من عمليات الشراء بكثافة.
نظرية الهلع الشرائي
في علم الاقتصاد السلوكي هناك نظرية تُعرف باسم Panic buying أو الهلع الشرائي وهي تعني أن المُستهلك يتجه إلى الشراء بكميات كبيرة بشكل غير طبيعي بدافع الخوف تحسبا لوقوع كارثة أو لتوقع ارتفاع أسعارها في المستقبل أو حتى توقعًا لاختفائها نهائيا من الأسواق!
وبالتالي فإنهم يقومون بشراء كميات أكبر من احتياجاتهم ويقوموا بتخزيها، وهذا الأمر له تابعات سلبية على الأسواق والاقتصادات.
لا يقتصر هلع الشراء على منتجات السوبر ماركت فقط ولكن من الممكن أن يحدث أيضًا في أسواق المال أيضا! على سبيل المثال، عند ظهور أخبار إيجابية عن شركة مقيدة في البورصة مثل ابتكارها لشيء معين فإن المستثمرين يتصارعون على شراء أسهمها!
ما هو تفسير الهلع الشرائي؟
هناك ثلاث أمور تُفسر لنا ظاهرة هجوم المستهلكين على البضائع في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية وتحولهم لمستهلكين غير عقلانيين وهي:
الأمر الأول – أن عقولنا مصممة للانتباه للتهديد والخطر وحينما تشعر بهما فإنها تسعى سريعًا إلى الأمان، زهذا الوضع يتفاقم عندما يكون الوضع جديد وخارج عن السيطرة مثل حالة فيروس كورونا ووضع الفيروس هنا مختلف عن أي كارثة طبيعية أخرى لأننا لا نعرف متي ينتهي بخلاف كارثة أخرى مثل الاعصار التي نكون علي علم بموعد نهايتها، وبالتالي نستطيع القول بأن هلع الشراء هو ألية نفسية للتعامل مع مخاوفنا وهو طريقة لتأكيد سيطرتنا على الموقف من خلال اتخاذ إجراء معين وهو شراء المواد التي نحتاجها بكميات كبيرة.
الأمر الثاني: وهو صور الأرفف الفارغة التي يتم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يُزيد عند الناس الشعور بالندرة ويُحفزهم للانضمام إلى الجموع والشراء بكميات أكبر من احتياجاتهم خوفا من نفاذ مخزون هذه السلع، وبالتالي نستطيع القول بأن ظاهرة الهلع الشرائي هي “نبوءة ذاتية التحقق” وهو مصطلح في علم النفس يعني أننا عندما نتوقع حدوث شيء معين فإن هذا التوقع يؤدي لحدوث هذا الشئ على أرض الواقع!
الأمر الثالث: ظاهرة النفور من الخسارة. وهي ظاهرة شهيرة في الاقتصاد السلوكي أيضا ومعناها أن ألم فقدان الشيء أكبر من متعة الحصول على شيء مُكافئ! بمعني أن خسارة مائة دولار تبدو أسوأ من ربح مائة دولار، بمعني أنه اذا اكتشفنا اننا بحاجة الي الكحول ولم نشتريه بالرغم من أنه كان متوفرًا أمامنا سنصاب بالحُزن، وهلع الشراء سببه الخوف من الوصول الي هذه الحالة!
ما هو تأثير هلع الشراء؟
أولا: نقص المنتجات. لأن الامدادات ستكون محدودة في أوقات الكوارث والأوبئة، وبالتالي فإن عدد كبير من الناس سوف يُحرمون من الحصول عليها ولن يتوفر لديهم الحد الأدنى من هذه المواد الغذائية في حين أن هناك أشخاص آخرون لديهم مخزون يزيد عن احتياجاته.
ثانيا: التضخم وارتفاع الأسعار. فعند حدوث زيادة في الطلب على منتجات معينة فهذا سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها. على سبيل المثال، فإن المنتجات التي تحتوى علي الكحول الإيثيلي وصلت لأسعار فلكية!
فالمشكلة هنا هو أن ارتفاع الأسعار يُغذي عملية الهلع الشرائي؛ لأنه يعطي مؤشر للناس بأن هذا المنتج عليه طلب كبير أو بدأ ينفد من الأسواق، وهذا يجعلهم يتصارعون لشرائه قبل نفاده تمامًا وبالتالي فهذا يؤدي الي رفع سعر المنتج أكثر فأكثر.
التقليل من تأثير الهلع الشرائي
خصائص الشعوب تختلف من مجتمع لأخر لذا فإن علماء الاجتماع يقوموا بتقييم البلدان المختلفة وفقا لمقاييس معينة مثل:
هل هذا الشعب لديه النزعة الفردية أم المجتمعية؟ لأن المواطن إذا كان لديه نزعة فردية فإنه سيقوم بشراء كميات كبيرة من المنتجات ويتجاهل المحتاجين، لكن إذا كان لديه مسئولية اجتماعية فسوف يشتري ما يكفي احتياجه فقط.
لذا يجب وضع تدابير لمنع المُضاربين من الاستفادة من ارتفاع الطلب على المنتجات. وقد تم تطبيق هذه الضوابط في دول عدّة مثل الصين، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والسعودية، وفي مصر عندما صدرت قرارات من وزارة التموين بتغليظ العقوبات على المتلاعبين بالأسعار واستغلال الأزمة واحالتهم الي نيابة أمن الدولة العليا.
الخلاصة
هناك الكثير من الأمور والأنشطة التي يُمكنك الترفيه بها عن نفسك في أوقات الأزمات العالمية مثل كارثة وباء كورونا الحالية، حيث يُمكنك أن تستمتع بألعاب الكازينو اون لاين على هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي وربح المال من هذه الألعاب! وفي الوقت الحالي فإن كازينو يُعتبَّر هو الأفضل على الإطلاق فإذا أردت أن تعرف المزيد عن هذا الكازينو فقُم بالدخول على هذا الرابط https://www.7alalcasino.com/مراجعة-موقع-888-للمراهنات-الرياضية
