سجّل الذهب خلال عام 2025 قفزات استثنائية دفعت أسعاره إلى مستويات لم يشهدها من قبل، حيث بلغ سعر الأونصة حوالي 4525.78 دولارًا في تداولات عشية عيد الميلاد، محققًا مكاسب سنوية تقدر بنحو 70.74%، وهي أكبر وتيرة صعود سنوية منذ عام 1979، حين أدت الثورة الإيرانية وارتفاع معدلات التضخم آنذاك إلى قفزة تجاوزت 120% في أسعار المعدن الأصفر.
جاء هذا الأداء القوي في ظل عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة لولاية ثانية، وهي فترة اتسمت بفرض رسوم جمركية مرتفعة واندلاع حرب تجارية جديدة، ما زاد من حالة عدم اليقين الاقتصادي ودفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب. في هذا السياق، فضّل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير لمعظم فترات العام، في محاولة لاحتواء المخاطر التضخمية المحتملة الناتجة عن السياسات التجارية الجديدة، وهو ما أدى إلى تصاعد التوتر بين الإدارة الأمريكية ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، خاصة مع تصريحات ترامب بشأن توجهه لاختيار رئيس جديد للمجلس يتماشى مع رؤيته.
على الصعيد الجيوسياسي، واصلت التوترات العالمية دعم الطلب على الذهب، في ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب التصعيد في الشرق الأوسط المرتبط بالصراع بين إسرائيل وحركة حماس وإيران. ورغم الإعلان لاحقًا عن اتفاقات تهدئة ووقف إطلاق نار، فإن ذلك لم ينعكس بانخفاض ملموس في الطلب على المعدن الأصفر، ما يعكس استمرار القلق لدى المستثمرين. وبعد تجاوز مستويات محورية مثل 3000 و4000 دولار للأونصة خلال العام، تشير توقعات تقارير الأسواق إلى إمكانية استمرار الزخم الصعودي خلال الفترة المقبلة، مع ترقب وصول الأسعار إلى ما يتجاوز 5000 دولار للأونصة، في ظل متابعة تأثير عودة خفض الفائدة أو أي تسوية محتملة للأزمات الجيوسياسية الكبرى على مسار الذهب.
أضف تعليق