المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبيل انطلاق الجلسة الأوروبية: المزيد من الإشارات البريطانية السيئة .. في ظل ضعف سوق العمل .. والتشاؤم يسيطر على منطقة اليورو


التحليلات و الاخبار
13-07-2011, 11:09 AM
قبيل انطلاق الجلسة الأوروبية: المزيد من الإشارات البريطانية السيئة .. في ظل ضعف سوق العمل .. والتشاؤم يسيطر على منطقة اليورو

شمس جديدة تشرق على القارة الأوروبية، حيث لا تزال مشاعر الخوف والتوتر تسيطر على المشهد الأوروبي، وذلك وسط تنامي مخاوف وقلق المستثمرين حول انتشار وتوسع أزمة الديون، ومدى تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، حيث يرى جمهور المستثمرين بأن عجلة التعافي والانتعاش ضمن الاقتصاد العالمي في خطر، مع الإشارة إلى أن تلك المشاعر تغذي النفور من الإقبال على الاستثمارات التي تنطوي على مخاطرة، وبالتالي تشهد الأسواق المالية عمليات بيع على نطاق واسع.

ولا بد لنا من الإشارة إلى أن وزراء مالية منطقة اليورو لم يأتوا يوم أمس في ختام اجتماعهم في العاصمة البلجيكية بروكسل بقرارات ناجحة لوقف الأزمة، واكتفوا فقط بوعود تتمثل في إيجاد حلول لوقف المأساة اليونانية "قريباً"، حيث جاءت تلك الوعود في الوقت الذي تتعرض فيه إيطاليا واقتصادها إلى ضغوطات بسبب ارتفاع مديونيتها، الأمر الذي قد يضعها على حافة الهاوية، إلا أن القمة وبسبب ذلك أعلنت في ختام اجتماعاتها يوم أمس على توسعة نطاق صندوق الاستقرار المالي الأوروبي.

وتتركز الأولويات الرئيسية للاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي على ايجاد كيفية لاحتواء مخاطر انتشار عدوى اليونان إلى دول أوروبية أخرى، في حين يرى جمهور المستثمرين بأن اليونان ستتجه حتماً إلى مستنقع الإفلاس، وبأن أوروبا ستترك اليونان إلى مصيرها الحتمي، وبالأخص في ظل عدم صدور أية تعليقات عن وزراء المالية لمنطقة اليورو على الموضوع، حتى أنهم لم يرفضوا أو يطمأنوا الأسواق إلى أن ذلك ليس خياراً مطروحاً على طاولة دول الاتحاد!!

و بخطوة جديدة أعلنت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية مساء يوم الثلاثاء عن تخفيض التصنيف الائتماني لايرلندا بواقع درجة واحدة ليصل من Baa3 إلى Ba1، الأمر الذي يدخل ايرلندا في خانة المستويات أو الدرجات "عالية المخاطر"، مع الإشارة إلى أن خطوة موديز عزيت إلى المخاوف المتعلقة باحتمالية احتياج ايرلندا إلى جولة ثانية من التمويل، وذلك لعدم دخول البلاد في بوتقة توسع العجز في الموازنة العامة.

ولا يزال الاتجاه الرئيسي للأسواق المالية متوجهاً نحو المناطق الحمراء، وذلك في ظل تعاظم المخاوف المتعلقة بتباطؤ عجلة النمو والانتعاش في الاقتصاد العالمي، وما ينطوي تحت ذلك البند من بنود فرعية كتفاقم أزمة الديون الأوروبية، الأمر الذي وصف على أنه صفعة قوية للقارة الأوروبية واقتصادياتها، ناهيك عن ارتفاع مستويات التضخم بشكل مطرد في الصين، وتباطؤ عجلة الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة -أكبر اقتصاد على وجه المعمورة-.

وفي نطاق الأزمة الأوروبية فإن ضغوط الديون تتراكم، وبالتالي فإن عجلة النمو تتباطأ، والأسواق تضرب بسبب ذلك بيد من حديد، كما تعمل على جر الأسواق إلى المناطق الحمراء، الأمر الذي يقودنا إلى توقع أن تأتي نتائج اختبارات الملاءة المالية والتي ستعقد في وقت لاحق من الأسبوع الحالي سلبية، مما يدمر المزيد من مستويات الثقة في الأسواق المالية وبالأخص الأوروبية منها.

ومن المتوقع أن تصدر القارة العجوز المزيد من البيانات السيئة اليوم الأربعاء، مع الإشارة إلى أن مستجدات أزمة الديون الأوروبية ستبقى قصة العذاب المسيطرة على أداء اليورو، في حين سيتأثر أداء الجنيه الاسترليني بالبيانات التي ستصدر اليوم عن المملكة المتحدة، إلا أن العين ستبقى مفتوحة على تراجع عجلة الانتعاش في بريطانيا، والتي ستؤكدها أو تنفيها البيانات البريطانية المتتابعة.

فعقب انخفاض مستويات التضخم بشكل غير متوقع خلال حزيران/يونيو من 4.5 بالمئة إلى 4.2 بالمئة، لا تشير التوقعات إلى أن سوق العمل أو قطاع العمالة سيأتي اليوم بأي بيانات مبهرة، حيث من المتوقع أن يفقد الاقتصاد البريطاني 15 ألف وظيفة جديدة، وسط ارتفاع معدل طلبات الإعانة إلى 4.7 بالمئة، وذلك في ظل فقدان الاقتصاد البريطاني للكثير من زخمه خلال حزيران/يونيو، وذلك في قطاعات الصناعات التحويلية، البناء، إلى جانب الخدمات، وذلك على نطاق واسع خلال الربع الثاني من العام الجاري 2011.

أخيراً وليس آخراً، لا تزال مشاعر التشاؤم تسيطر على سماء الأسواق المالية، علماً بأن التوقعات تصب في مصلحة تذبذب الأسواق وتأرجحها اليوم، في الوقت الذي ترقب فيه الأسواق شهادة برنانكي النصف سنوية أمام مجلس النواب، حيث ينتظر المستثمرون أية دلائل جديدة لمواجهة تراجع عجلة التعافي والانتعاش في الاقتصاد الأمريكي!!!