المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحليل الأساسي للمعادن الثمينة


التحليلات و الاخبار
11-08-2011, 12:29 PM
التحليل الأساسي للمعادن الثمينة

الذهب لا يكف عن الارتفاع، و الاقتصاد الدولي يبدي المزيد من الضعف

خلال جلسة نيويورك يوم أمس، ارتفع سعر الذهب ليلامس مستويات قريبة جداً من 1800.00 دولار للأونصة الواحدة، و هذا اليوم خلال الجلسة الآسيوية، ارتفع سعر الذهب ليلامس الأعلى له تاريخياً عند 1814.00 دولار للأونصة الواحدة. رغم أن السعر عاد للانخفاض الآن، لكننا نراه و قد ارتفع كل جلسات هذا الأسبوع، ليحقق في كل جلسة سعراً قياسياً جديداً.

هنالك مخاوف من امتداد أزمة الديون الأوروبية إلى دول مثل إسبانيا و إيطالياً، بل رغم أن وكالات التصنيف الائتماني حافظت على التصنيف الائتماني لفرنسا عند AAA، إلا أن هنالك مخاوف من أن يتم تخفيض التصنيف الائتماني لفرنسا في حال ثبت امتداد الأزمة لها في ظل " تكاثف " أزمة الدين. إن أزمة الدين الأوروبية سببت هزّة في الاتحاد الأوروبي، و لا يجب الاستهانة في مثل هذه الأزمة، إذ أنها قد تكون قادرة على أن تسبب موجات تسونامي على الاقتصاد الدولي.

في أستراليا اليوم، أظهر تقرير بأن نسبة البطالة ارتفعت إلى 5.1% في قفزة من مستوى 4.9%، و هذا الارتفاع في البطالة هو الأول منذ تشرين الأول الماضي، و هذا ما يضع مستوى البطالة في أعلى مستوياته منذ ثمان أشهر. كذلك، يبدو بأن الفيدرالي الأمريكي فشل حتى الآن في بث الثقة في الأسواق المالية عندما حافظ على سعر الفائدة عند أدنى مستوى تاريخي بين 0.00% و 0.25% حتى مع أنه أشار إلى أن سعر الفائدة سوف يبقى على ما هو عليه حتى أواسط عام 2013.

اهتزاز الاقتصاد الدولي أمام أزمة الدين الأوروبية و مشاكل الدين الأمريكي كان سبباً في التشاؤم، و حالة التفاؤل القليل التي سادت يوماً واحداً يوم الثلاثاء لم تدم طويلاً، فشهدنا أمس انخفاضاً حاداً في مؤشر داوجوز الأمريكي دفعه للإغلاق على انخفاض مقداره 4.62% و كذلك انخفض كل من مؤشر S&P500 و مؤشر نازداك. في أوروبا يوم أمس، أغلق مؤشر داكس الألماني على انخفاض 5.13% فيما أغلق مؤشر كاك بانخفاض مقداره 5.45%، وانتقلت عدوى التشاؤم الكبير اليوم نحو الأسواق الآسيوية لنرى مؤشر نيكاي الياباني و قد انخفض بمقدار 0.63% حتى مع محاولاته لتعويض الخسائر، و كذلك انخفض مؤشر هانج سينج و يتداول في هذه اللحظات على انخفاض مقداره 0.67%.

القلق الدولي سبب اتجاهاً قوياً للسيولة نحو الذهب، فارتفع سعر الذهب و أغلق جلسة نيويورك يوم أمس عند مستوى 1795.40 بعد ملامسة السعر أعلى سعر طلب تاريخي في نيويورك عند 1799.20، و هذا اليوم، ارتفع سعر الذهب ليلامس الأعلى تاريخياً له عند 1814.00 قبل أن يعود للانخفاض قليلاً، فقد انخفض سعر الذهب بمقدار 0.68% و يتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1783.20، و من الملاحظ أن سعر الذهب أصبح أعلى من سعر البلاتين مع أن البلاتين ارتفع هذا اليوم و يوم أمس بمقدار 1.08% و 0.74% على التوالي، ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1782.00 دولار للأونصة.

بالنسبة لسعر الفضة، فقد ارتفع أمس بمقدار 4.19% مستفيداً من السيولة الهائلة التي اتجهت نحو أسواق المعادن الثمينة، و هذا اليوم، عاد السعر للانخفاض قليلاً ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 38.83 دولار للأونصة بعد أن فقد 1.17% خلال الجلسة الآسيوية. الفضة تشهد عمليات جني أرباح هذا اليوم بعد الموجة الصاعدة القوية، و كذلك يفعل الذهب، لكن كما نرى، فالاتجاه الصاعد حاد و قوي جداً على كليهما.

إن ما ساعد على انخفاض سعر الذهب اليوم ليس انخفاض التشاؤم، بل نرى بأن وكالات و شركات قامت برفع هامش العقود الآجلة للذهب المقاسة بالدولار الأمريكي. حيث تم رفع الهامش بالنسبة للعقود الآجلة "كوميكس " COMEX، و هذا الرفع مقداره 22.2% مما دفع في سعر الذهب الآني إلى مستوى 1790.29 دولار للأونصة في تمام الساعة 03:37 بتوقيت غرينتش. و رفع الهامش على الذهب سبب موجة بيوع من قبل بعض المضاربين، حيث أن رفع الهامش يزيد من تكاليف الذهب.

الذهب ما زال يعتبر ملاذاً آمنا، و أزمات الديون في العالم و كذلك التباطؤ الاقتصادي الدولي يدفع المتداولين لشرائه. كذلك، حالة عدم الاستقرار في أسواق العملات تجلب المتداولين للذهب لطلبه و تغطية مخاطر تقلّب أسعار العملات من خلال رفع احتياطيات الذهب مع تقليص احتياطي العملات في ظل توقعات تدخل بنوك مركزية مثل بنك اليابان و البنك الوطني السويسري في أسعار الصرف، مما يهدد في تذبذب حاد جداً في أسواق العملات الأجنبية.

بحسب مجموعة CME، حققت أحجام التداول مستويات قياسية جديدة لأحجام التداول على الذهب، حيث وصل عدد العقود اليومية إلى 504368 عقد و هذا فوق المستوى التاريخي السابق الذي تحقق في الـ 28 من شهر تموز عام 2011. التداول في العقود الآجلة يوم الثلاثاء لم يزد عن 437250 عقد، لكن هذا أيضاً اعتبر قياسي.

هنالك جهات أصبحت تتوقع سعر الذهب عند مستوى 2000.00 دولار للأونصة، بل أن جهات أخرى ترى بأن سعر الذهب قد يصل لمستويات حول 2500.00 دولار، و هذا شيء طبيعي في حال امتدت فعلاً أزمة الديون الأوروبية إلى اقتصاديات كبرى في أوروبا مثل إسبانيا و إيطاليا بل و فرنسا، و كذلك قد يحصل ذلك حقاً في حال عجز صانعو القرار الأمريكي من تهدئة الأسواق المالية و إثبات أن الولايات المتحدة تستحق التصنيف الائتماني AAA، لكن عزيزي القارئ، لا يجب أن تهمل أبداً احتمالات التذبذب الحاد جداً، فرغم رفع الهامش لتداولات الذهب و زيادة التكاليف للمتاجرة فيه، إلا أننا لم نرى انخفاضاً حاداً، بل ما شهدناه هو القليل من الانخفاض، و ما زال الذهب قريب نسبياً من مستوياته القياسية.