المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحليل الأساسي للمعادن الثمينة


التحليلات و الاخبار
20-09-2011, 10:32 AM
التحليل الأساسي للمعادن الثمينة

رغم انخفاض الثقة، إلا أن الذهب ينخفض. ما الذي يحصل؟

الخوف من أزمة الديون السيادية يسبب موجة ذعر في الأسواق المالية

بعد أن تم تخفيض تصنيف ديون إيطاليا قصيرة و طويلة الأمد يوم أمس، عاد القلق ليجتاح الأسواق المالية تجاه أزمة الديون السيادية و ما قد تسببه الأزمة في حال امتدت للدول العظمى و الاقتصاديات الكبيرة في أوروبا. يعتقد المتداولون بأن امتداد أزمة الديون السيادية إلى دول مثل إيطاليا و إسبانيا قد يكون سبباً لهزّة كبيرة جداً في الاتحاد الأوروبي، و قد يكون ذلك سبباً لزعزعة الاتحاد الأوروبي كاملاً، حيث قد يصعب إنقاذ منذ تلك الدول، فما بالك عزيزي القارئ لو ثبت امتداد الأزمة إلى دول مثل فرنسا !

خفّضت شركة S&P لخدمات المستثمرين التصنيف الائتماني لديون إيطاليا طويلة الأمد إلى A من المستوى السابق A+، كذلك تم تخفيض تصنيف الديون قصيرة الأمد إلى A-1 من المستوى السابق A-1+ ، و بذلك تم تخفيض كل منهما كإشارة إلى ظهور مخاطر جديدة و أظهرت الشركة توقعات سلبية بالنسبة للتصنيف الائتماني الإيطالي.

إن هذه الخطوة سببت موجة ذعر جديدة في الأسواق الأمريكية أمس أسفرت عن إغلاق مؤشر داوجونز الأمريكي على انخفاض مقداره 0.94%، فيما أغلقت مؤشرات أوروبا على انخفاض واضح بلغ على مؤشر داكس انخفاض مقداره 2.83% و مؤشر كاك 3.00%. هذا اليوم، شهدنا بعض المحاولات من المؤشرات الآسيوية للتداول بإيجابية، لكن الإيجابية كانت قليلة في المؤشرات التي ارتفعت مقارنة في التي انخفضت، فنرى انخفاض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.61% فيما اكتفى مؤشر شنغهاي الصيني المركّب بارتفاع لا يزيد عن 0.36%، لكن الآن يتداول مؤشر هانج سينج بانخفاض 0.41%.

حركة المعادن الثمينة اليوم و يوم أمس

تكمن المعضلة في أن سعر الذهب إلى جانب المعادن الثمينة الأخرى شهدت انخفاضاً خلال جلسة نيويورك يوم أمس، و كذلك هذا اليوم، نرى ميلاً واضحاً نحو السلبية رغم أن الانخفاض محدود في سعر الذهب. خلال جلسة نيويورك أمس، انخفض سعر الذهب و أغلق عند مستوى 1.88% عند سعر 1778.50 دولار للأونصة، و بالنسبة لسعر الفضة، فقد انخفض بمقدار 2.48% و أغلق عند سعر 39.65 دولار للأونصة. البلاتين أيضاً فقد 2.05% عندما أغلق الجلسة عند مستوى 1772.00 دولار.

لو نظرنا إلى أسعار المعادن الثمينة هذا اليوم، سوف نجد بأن الميل السلبي استمر، في البداية نرى الفضة تعاني أكبر ضغوط سلبية لتفقد اليوم 0.58% عندما تداول سعر الأونصة في هذه اللحظات عند مستوى 39.42 دولار للأونصة، فيما البلاتين انخفض بحوالي 0.11% و يتداول في هذه اللحظات عند 1770.00 دولار. أما الذهب، فهو يتداول الآن بانخفاض مقداره 0.04% حيث أن سعر الذهب اليوم واجه محصّلة ضغوط سلبية قليلة و يتداول سعر الذهب اليوم حول 1777.70 دولار. الأسعار الحالية المشار لها كما هي في تمام الساعة 02:39 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:39 بتوقيت غرينتش ).

لماذا انخفضت أسعار المعادن الثمينة رغم التشاؤم في الأسواق؟

إن السؤال الذي قد يدور الآن في بال الكثيرين هو سبب الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة بالرغم من حالة التشاؤم التي تسود الأسواق المالية. لو نظرنا إلى عموم الأسواق المالية، أول ما سوف يلفت نظرنا هو قوّة الدولار الأمريكي التي دفعت به للارتفاع مقابل سلّة العملات الأجنبية. إن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي يقلل لحد كبير الطلب المضاربي على أسواق المعادن الثمينة، خصوصاً في وقت نرى فيه المضاربة تأخذ حذرها من دخول الذهب شراءً في ظل ارتفاع تكاليف المضاربة و كذلك ارتفاع الهامش الأدنى للتداول في الذهب. و في هذه الحالة، عندما يشك المضاربون بأن الذهب لن يرتفع بشكل مقبول ليعوّض تلك التكاليف، نراهم يقومون بالتخلّص من أصول الذهب، و بمجرّد دخول الذهب و المعادن الثمينة اتجاه هابط، نرى بأن المضاربين يتجّهون نحو البيع على المكشوف في العقود الآجلة للمعادن الثمينة و هذا ما ينعكس على السعر الحالي بالانخفاض.

لكن، لو نظرنا إلى سعر الذهب اليوم، سوف نجد بأن الانخفاض محدود جداً مقارنة في المعادن الثمينة الأخرى، و هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن انخفاض السعر يجذب للذهب طلبات من الملاذ الآمن و تغطية المخاطر التابعة للأسواق المالية، إلى جانب أن انخفاض سعر الذهب يجلب معه طلباً مادياً من قبل تجارة المجوهرات. لكن في المحصلّة، لم تكن قوى الطلب اليوم قادرة على التغلّب على عمليات جني الأرباح لتدفع الذهب للارتفاع، بل نراه و هو يميل للتداول السلبي.

إلى أين يتّجه سعر الذهب؟

إن الظروف الاقتصادية العامة ما زالت تظهر الحاجة لملاذ آمن، أي أن الاتجاه العام للذهب ما زال صاعداً بدعم من طلبه كملاذ آمن. لكن، المضاربة تعتبر مؤثراً كبيراً في الأسواق المالية، حيث استطاعت المضاربة سابقاً دفع سعر برميل النفط للصعود نحو مستويات فوق 147 دولار قبل انهياره، و استطاعت قوى المضاربة دفع سعر صرف الين و سعر صرف الفرنك للارتفاع نحو مستويات قياسية مقابل العديد من العملات. لذلك، لا يجب أن نستهين في قوى المضاربة بأنها محرّك أساسي في الأسواق المالية، و بما أن المضاربين الآن يبتعدون عن الذهب، فالموجات الصاعدة قد تكون محدودة، لكن في حال اتجه المضاربون نحو بيع العقود الآجلة للذهب على المكشوف، فقد نرى موجة هابطة حادة تسيطر على الذهب قبل أن يجد أي فرصة ليستجيب لطلبات الملاذ الآمن.

الظروف التي تحكم أسعار المعادن الثمينة خلال بقية الأسبوع

هنالك متغيرات كثيرة يجب أن يتم مراعاتها خلال رقابتنا لأسواق المعادن الثمينة. انتظار قرار الفيدرالي الأمريكي و أي سياسات نقدية أو مالية جديدة قد يتم طرحها، أو حتى الامتناع عن تقديم أي سياسات مالية، و لنزيد الأمر تعقيداً على هذا، قد يكون مقدار دعم الاقتصاد الأمريكي من قبل الفيدرالي الأمريكي من خلال سياساته هو عامل مؤثر أيضاً في الأسواق المالية و منها المعادن الثمينة، و هذا القرار سوف يكون يوم الأربعاء القادم مما قد يجعل الأسواق المالية في حيرة كبيرة تنعكس على أسواق المعادن الثمينة.

لكن انتشار التشاؤم الحالي في الأسواق المالية يدفع في المتداولين لتصفية الأصول المرتفعة العائد، و ليس كل المتداولين و المضاربين مهتمين في الاتجاه نحو الأصول الآمنة، بل يتجّهون لتصفية الأصول من خلال الاتجاه نحو العملات منخفضة العائد مثل الدولار الأمريكي و الين الياباني، و ارتفاع الدولار الأمريكي يضيف ثقلاً على تداولات الأسواق المالية. و في حال استمر ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، قد نرى الموجات الصاعدة محدودة على الذهب، بل قد يكون التأثير سلبياً عليها، خصوصاً مع التكاليف المرتفعة للهامش لتداولات الذهب و التي تتطلب موجات صاعدة كبيرة من أجل تعويضها، و ارتفاع الدولار الأمريكي حالياً أصبح يؤثر بشكل أكبر مما كان عليه سابقاً بعد رفع تكاليف المتاجرة في الهامش في الفترة الأخيرة.