المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في كتاب ' اعترافات قاتل اقتصادي'


Benisafcom
22-08-2012, 04:11 PM
قراءة في كتاب ' اعترافات قاتل اقتصادي'
مراجعة: د. زيد الجابري



هذا الكتاب، ' اعترافات قاتل اقتصادي'، كتبه الكاتب الأمريكي جون بيركنز، ونقله إلى العربية د. بسام أبوغزالة، ونشرته حديثا في عمّان ( الأردن) دار ' ورد' للنشر والتوزيع. وهذا الكتاب، الذي بيع منه في الولايات المتحدة ملايين النسخ، مذكرات شخصية لكاتبه، الذي يصف فيه وظيفته التي تُلخّص الأسلوب الجديد للإمبريالية الأمريكية في السيطرة على أمم العالم الثالث.
كان الكاتب يعمل كبيراً للاقتصاديين في شركة مين الأمريكية العابرة للقارات. وكانت وظيفته الرسمية ' قاتلا اقتصاديا'، هكذا من غير تجميل، سوى أن الأحرف الأولى من مسمى الوظيفة هو المستخدم في وصف الوظيفة، أي (EHM) بدل (Economic Hit Man)، باللغة الإنكليزية. يُعرِّف الكاتب القتلة الاقتصاديين بأنهم ' رجال محترفون يتقاضون أجراً عاليا لخداع دول العالم بابتزاز ترليونات الدولارات. وهم بهذا يحوِّلون الأموالَ من البنك الدولي، ومن الوكالة الأمريكية للتنمية العالمية، ومن منظمات ( مساعداتٍ) أجنبية أخرى، لتصبَّ أخيراً في خزائن الشركات الضخمة وجيوب قلةٍ من الأسر الغنية التي تتحكم بموارد الأرض الطبيعية. وسبيلهم إلى ذلك تقاريرُ مالية محتالة، وانتخاباتٌ مُزوَّرة، ورشاوى، وابتزاز، وغواية جنس، وجرائم قتل. إنهم يمارسون لعبةً قديمةً قِدَمَ الإمبراطوريات، ولكنها لعبةٌ اتخذت في هذا الزمن العولمي أبعاداً جديدة رهيبة.' ويعترف الكاتب قائلا: ' بلى، لقد كنت واحداً من هؤلاء.' ... كانت وظيفتي ' أن أُشجِّعَ زعماء العالم على الوقوع في شَرَكِ قروضٍ تؤمِّنُ ولاءهم. وبهذا يُمكننا ابتزازُهم متى شئنا لتأمين حاجاتِنا السياسية والاقتصادية والعسكرية. مقابل ذلك يُمكنُهم دعمُ أوضاعهم السياسية بجلب حدائقَ صناعيةٍ ومحطاتٍ كهربائيةٍ ومطاراتٍ لشعوبهم، فيغدو أصحابُ شركات الهندسة والإنشاءات الأمريكية أثرياء بصورة خرافية'.
هذه الكلمات تلخّص السياسة الإمبريالية الحديثة التي ابتدعتها الولايات المتحدة. ويورد الكاتب أمثلة كثيرة مفصلة عما فعلته دولته، واشترك هو في ذلك في حدود وظيفته. من ذلك، مثلا، كيف استطاع ضابط الاستخبارات الأمريكية كيرمت روزفلت عام 1951 القضاء على محمد مصدق، رئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطيا، وتنصيب الشاه محمد رضا بهلوي، إمبراطورا مستبدا على إيران، لسبب واحد: أن مصدق أمّم نفط إيران، واضعا حدا لنهبه من قبل الإمبرياليين الغربيين. ويذكر أيضاً كيف اغتالت دولته الرئيس البنمي عمر توريجس، لإصراره على استعادة قناة بنما من السيطرة الأمريكية.
يصف الكاتب ثلاث مراحل تتبعها الولايات المتحدة: الأولى تبدأ بالقتلة الاقتصاديين، من أمثال الكاتب قبل صحوة ضميره، ومهمتهم إقناع زعماء الدول المستهدفة بأخذ قروض ضخمة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنوك الأمريكية لتمويل مشاريع مبالغ فيها. فإن قبلت الدولة العرض، أحكمت أمريكا قبضتها على خناقها لأنها لن تستطيع سداد ديونها. فإن فشل القتلة الاقتصاديون، جاء دور من أسماهم بالواويات، مهمتهم تصفية الزعيم العنيد، أو الانقلاب عليه، كما حدث مع عمر توريجُس ومن قبله محمد مصدق. فإذا فشلت الواويات، تحرك الجيش الأمريكي نفسه لاحتلال البلد، كما حدث مع صدام حسين في العراق، ومن قبل مع الرئيس نورييغا في بنما، التي دمرها الجيش الأمريكي بلا مبرر.
فيما يتعلق بغزو العراق، يقول الكاتب: ' نهايةُ صدّام، كنهاية نُورييغا في بنما، سوف تُُغيِّر المعادلة. ... تساءل بعض النقاد عن سبب مهاجمة بوش للعراق بدل تركيز جميع مواردنا في ملاحقة القاعدة في أفغانستان. أيُمكن أن تكون وجهةُ نظر هذه الإدارة ـ هذه الأسرة النفطية ـ أنّ تأمينَ وارداتنا النفطية، وإيجادَ مبرراتٍ لعقود بناء، أهمُّ من محاربة الإرهاب؟' ثم يتساءل: ' كم من أبناء شعبنا يعرف مثلي أنّ صدام حسين كان سيبقى في الحكم لو أنه قبل الدور الذي قبله السعوديون؟ لكُنّا تقبّلنا صواريخه ومصانعه الكيماوية؛ لكُنّا بنيناها له، ولتولَّى جماعتُنا تحديثَها وصيانتَها. لكانت صفقةً حلوةَ المذاق جدا ـ كما كانت السعودية'.
قبل قراءتي للتفاصيل الواردة في الكتاب كنت أظن ظنا أن الولايات المتحدة تتآمر علينا. وحين قرأته، لم يتأكد ظني فحسب، بل ازددت علما بكيفية إدارة هذه الدولة لذلك التآمر، وبكيفية تحقيقها مصالحها الأنانية بعمل إجرامي منظم. لذلك أدعو من يشك بفكرة المؤامرة أن يقرأ هذا الكتاب، خاصة أن كاتبه أمريكي مارس عملية إيقاع شعوب العالم الثالث بالديون التي تلقي بها تحت أقدام الولايات المتحدة.
أما الترجمة العربية التي أبدعها الدكتور بسام أبوغزالة، فكانت، إلى أمانتها المتناهية، بلغة أدبية سلسة، لا يُصدّق القارئ أنها الترجمة لا الأصل.
الكاتب أستاذ في الاقتصاد السياسي حلب - سورية

القدس العربي: ‏الأربعاء‏، 19‏ كانون الثاني‏، 2011
__________________

أ.نادر غيث
24-08-2012, 01:42 AM
امريكا لا تعترف بالاصدقاء وانما تعترف فقط بالمصالح ..
ندعو الله ان يأتي اليوم الذي نتخلص به من التبعية السياسية والاقتصادية للغرب , ونستبشر خيراً بالثورات الربيع العربي باذن الله ..

roaelctriuos
01-09-2012, 12:01 PM
لم أقراء الكتاب ولكن شاهدت جون بيركنز نفسه يتحدث كيف
أن السياسية العامة للشركات المالكة لإمريكا تقتضي بتتبع ثلاث إسترتيجيات على الدولة المراد الإستفادة منها

1- إرسال مندوبين للسلام للتفاهم مع الحاكم الجديد للدولة بأن يصدر خيرات شعبه الى الخارج وله أن يعيش كالملك
فإذا كان نزيها ورفض

2- إرسال economic hit man للقيام بالتهديد الإقتصادي
فإذا كان شريفا ورفض

3- إرسال الضباع وهم الموجودن في الإستخبارات الامريكية CIA للقيام بعملية الإقتيال

وأنصحك أن تتابع الأجزاء الثالثة للمخرج الوئائقي Joseph peter
المسمات بال zeitgeist أي روح العصر

وصدقني لم تندم عليها

Benisafcom
01-09-2012, 03:00 PM
مشكروين شباب على المرور.
موافقك يا نادر
و ان شاء الله شاشاهاده يا اخي