ما هي أهداف قرار مجلس الأمن إعلان الحرب على العقيد معمر القذافي ونظامه؟
أصدر مجلس الأمن قرارا يجيز توجيه ضربات عسكرية ضد ليبيا واتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية المدنيين الليبيين والمناطق المأهولة مما قد يعطى الفرصة للمقاتلات الأمريكية والفرنسية والبريطانية بقصف مواقع في ليبيا في أي وقت
لقطة مسرحية في قاعة مجلس الأمن في الأمم المتحدة: من المرات النادرة في تاريخ المنظمة الأممية يُصدر قرارا بهذه الخطورة بهذه السرعة القياسية. وتكمن أهمية القرار المؤلف من ست صفحات بسماحه للدول الأعضاء باتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية المدنيين الليبيين والمناطق المأهولة. أي وبوضوح إعطاء الضوء الأخضر للمقاتلات الأمريكية والفرنسية والبريطانية بقصف مواقع في ليبيا في أي وقت ترى فيه هذه الدول أن الخطر يهدد حياة المدنيين.
ولوهلة ظن العالم أن مشروع منطقة حظر جوي فوق ليبيا دفن نهائيا في الأدراج. ولكنه ها هو يعود و بقوة إلى الحياة. ويجيز القرار استعمال القوة ضد نظام معمر القذافي باستثناء واحد هو عدم احتلال أي رقعة من الأراضي الليبية.وعدا ذلك الطريق معبد أمام طائرات وصواريخ الدول المشاركة.
وكل شيء يوحي بأن عملية عسكرية ضد ليبيا باتت وشيكة وعلى الأبواب. وأن المقاتلات الفرنسية والبريطانية ستكون في طليعة الهجوم بدعم أمريكي وبمشاركة رمزية شديدة الأهمية لأكثر من دولة عربية.
ولكن ما هي أهداف القرار؟ نظرا لصعوبة فرض منطقة حظر جوي على ليبيا خلال ساعات قليلة، انضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى البريطانيين والفرنسيين في مشروع توجيه ضربات عسكرية محددة إلى القذافي غير مرتبطة بشكل مباشر بمشروع فرض الحظر الجوي. وبما أن الوقت أصبح ضيقا والمطلوب الرد السريع على تهديدات القذافي لمدينة بنغازي، فمن المتوقع أن تكون الرسالة قوية وواضحة لنظام العقيد الليبي. وكانت باريس تحدثت في الأيام الأخيرة عن بنك أهداف يشمل مطار سرت العسكري الذي يبعد نحو 500 كلم عن شرق طرابلس ومطار سبها في جنوب البلاد عند الحدود التشادية وباب العزيزية مركز قيادة العقيد القذافي في طرابلس.
ويبدو أن القرار الأممي يشكل عودة إلى "حق التدخل" والذي صار " الواجب في الحماية " و عودة قوية لما يعرف بالأسرة الدولية وأيضا عودة قوية لباراك أوباما الذي كعادته اخذ وقته قبل الموافقة على القرار و للدبلوماسية الفرنسية التي كانت محط انتقادات أوروبية في الأيام الماضية لعنادها وتسرعها في الدفع لاتخاذ القرار.
قررت الأمم المتحدة إذا شن الحرب على ليبيا باسم الدفاع عن المدنيين. وسيكون لهذا القرار نتائج في البلدان العربية الأخرى على المدى البعيد. صحيح أن تقسيم ليبيا سيكون مصدر قلق ولكن القرار 1973 هو قبل أي شيء إنذار إلى الأنظمة العربية المستبدة ودعم لانتفاضات الشعوب العربية. بعد ثلاثة أشهر من قيام محمد البوعزيزي بإشعال النار بنفسه احتجاجا على وضعه المتردي.