عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2011, 12:21 AM   المشاركة رقم: 276
الكاتب
امير محمد عيسي
عضو خبير
الصورة الرمزية امير محمد عيسي

البيانات
تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية: 25
العمر: 40
المشاركات: 1,414
بمعدل : 0.27 يوميا

الإتصالات
الحالة:
امير محمد عيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : امير محمد عيسي المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: حدث فى مثل هذا اليوم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amir Issa نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا من جديد بفضل الله
مع بعض التعديلات فالمفترض ان الموضوع يؤرخ للاحداث التاريخية واليومية لذلك فالتعديلات الجديده ستكون
باضافة مقال صحفى منقول من احد الجرائد عن احداث بلدنا المعاصرة
علاء الأسواني يكتب: هل نكذب أعيننا لنرضيكم ؟!
Mon, 12/26/2011 - 21:39

منذ أكثر من شهر ، اتصل بي المسئولون في قناة أرتيه الفرنسية وطلبوا تسجيل حلقة لمدة ساعة عن أعمالي الأدبية ..
قناة أرتيه أهم قناة ثقافية في فرنسا ولا شك أن تخصيصها لبرنامج خاص عن أديب مصري شيء جيد لي وللأدب المصري .وافقت على التسجيل واتفقنا على يوم السبت الماضى وفي الساعة الثانية ظهرا ،
طبقا للموعد ،وصل الصحفيون الفرنسيون الى عيادتي في جاردن سيتي فلاحظت أنهم في حالة غير طبيعية . كانوا منهكين وبدت عليهم علامات قلق .
سألتهم فأخبروني أنهم باتوا ليلتهم في فندق الاسماعيلية التى يطل على ميدان التحرير ( الذى صار رمزا مشهورا للثورة في العالم كله ) ..
استيقظ الفرنسيون في الصباح على صوت اطلاق نار ورأوا بأعينهم قوات الأمن والجيش تطلق النار على المتظاهرين وتعتدى عليهم بوحشية وتهتك أعراض المتظاهرات( كما رأينا جميعا )
فما كان منهم الا أن فتحوا كاميراتهم وبدءوا يصورون الاعتداءات على المتظاهرين ..
بعد نصف ساعة فوجئوا بمجموعة من البلطجية يكسرون عليهم باب الحجرة ويعتدون عليهم بالضرب باستعمال عصى حديدية ثم قاموا بكسر بعض الكاميرات ولم يتوقفوا الا بعد أن أكدوا لهم بأنه لم تعد معهم أفلام تصور الاعتدءات على المتظاهرين .
أسفت بالطبع لهذه الحادثة وسألت المصورين الفرنسين ماذا تريدون أن تفعلوا الآن ..؟!
فقالوا انهم يعتقدون أنه لا فائدة من ابلاغ السلطات لأنها في رأيهم هي التى دبرت الاعتداء عليهم .
ثم أكدوا أنهم مصرون على تسجيل البرنامج الثقافي معى .
كان يفترض أن يصوروا جزءا من الحلقة في عيادتى
وجزءا على مركب في النيل
وجزءا ثالثا في نادى جاردن سيتي .
انتهينا من تصوير الجزء الخاص في العيادة ونزلت مع الصحفيين الفرنسيين لنتوجه الى المركب التى استأجروها لتصوير الجزء الثاني ففوجئت ببضعة أشخاص لا أعرفهم ينتظروننا تحت البيت .. تقدم أحدهم منى وقال :
ــ لا تتكلم مع هؤلاء الخواجات لأنهم جواسيس
قلت له :
ــ هؤلاء ليسوا جواسيس . انهم صحفيون فرنسيون محترمون كما أن معهم التصاريح اللازمة للتصوير في الشارع
فوجئت بهذا الشخص يصيح بشتائم مقذعة في حقي وكاد وأصحابه يعتدون علينا لولا تدخل سكان الشارع الذين منعوه .
كان واضحا أن الهجوم مدبر .
حررت محضرا بالواقعة في القسم و ذهبت مع طاقم التليفزيون الفرنسي وسجلنا الحلقة التى سوف تذاع يوم 8 يناير
وبعد يومين كنت عائدا الى البيت عندما اتصل بي الجيران محذرين من أن نفس الشخص الذى حاول التعدى على مع ضيوفي الفرنسيين يقف تحت البيت ومعه عشرين شخصا يشتموننى ويهددون بالاعتداء على في محاولة لترويع أسرتي .
تدخل السكان مرة أخرى وأبعدوهم وحررت ضده محضرا جديدا

وفي نفس الليلة ظهرت فتاة متظاهرة اسمها هدير مكاوي مع الاعلامي الكبير وائل الابراشي
وقالت: ان أفراد الشرطة العسكرية قبضوا عليها وهددوها بصواعق كهربائية وأجبروها على تصوير فيديو تتهمنى فيه مع الصديق الفنان الثوري خالد يوسف بأننا حرضناها وزملاءها على الاعتصام والتخريب .
الفتاة سجلت ما طلبوه منها لكن ضميرها استيقظ فاتصلت بالاعلام لتقول الحقيقة ..في نفس الليلة ظهر مذيع وثيق الصلة بأجهزة الأمن ليقول اننى ، بعد واقعة تسمم المتظاهرين بطعام الحواوشي ذهبت الى اعتصام مجلس الوزراء وحرضت المعتصمين على تكسير الكاميرات التى تصورهم من مجلس الوزراء .
الواقعة كاذبة مختلقة من أساسها .
لقد ذهبت متضامنا مع المعتصمين أكثر من مرة وعقدت معهم ندوات ورأيت فيهم مجموعة من أشجع وأشرف شباب مصر لكننى لم أذهب الى الاعتصام اطلاقا بعد واقعة الحواوشي
..المذيع كاذب وضابط أمن الدولة الذى لقنه هذا الكلام الخائب فقير الخيال .
في اليوم التالي نشرت جريدة قومية يومية أن هناك خطة لاغتيالي مع مجموعة من المنتمين الى الثورة
الخبر غريب لأنه يؤكد أن خطة اغتيالنا سيقوم بها عملاء سوريون وايرانيون أما مصدر الخبر فهو أحد المسئولين في البيت الأبيض .
يصعب على أن أصدق أن النظام الايراني المشتبك مع الغرب من أجل برنامجه النووي أو النظام السوري الذى يقتل شعبه ويخوض معركته الأخيرة للبقاء ، يجد أحدهما من الوقت والجهد ما يجعله يقتل مواطنين مصريين ..
الأغرب أن مسئولا في البيت الأبيض يترك كبريات الصحف العالمية لكى يتصل بصحفى في جريدة مصرية ليخصه بهذا السبق الصحفي .
في اليوم التالي خرجت مجلة قومية على غلافها صورتي مع زملاء آخرين وقد كتبت بالبنط الكبير " المحرضون ".. أصبحت الحقيقة واضحة .
المجلس العسكري ، بمعاونة جهاز أمن الدولة وأتباعه في الاعلام ،
يشن حربا ضارية لارهاب كل الذين انتقدوا الجرائم التى تم ارتكابها ضد المتظاهرين ..
الهدف تشويه صورة المنتقدين لسياسات المجلس العسكري وترويعهم حتى يخافوا ويسكتوا عن الحق ..
المطلوب أن نكذب أعيننا لنرضي المجلس العسكري .
المطلوب أن نرى بنات مصر يسحلن وتنتهك أعراضهن بواسطة جنود الجيش ونرى الشهداء يتساقطون بالرصاص الحي ثم نسكت وكأننا لم نر شيئا .
المطلوب أن نخالف ضمائرنا ونسكت على هذه الجرائم حتى نحظى برضا المجلس .
لن يحدث ذلك أبدا .
لن ننسى الجرائم البشعة التى ارتكبها الجنود ضد متظاهرين سلميين في ماسبيرو ومحمد محمود وشارع مجلس الوزراء ..
هذه المذابح جميعا مسجلة بالصوت والصورة والمسئول الوحيد عنها المجلس العسكري ..
هذه الحقيقة التى سنظل نقولها ونكررها وليفعل المجلس العسكري ما يريد فحياتنا لن تكون أبدا أغلى من حياة شبان وشابات الثورة الذين قتلهم حسني مبارك ثم استمر المجلس العسكري في قتلهم ..
ليس ما يفعله المجلس العسكري غريبا أو غامضا ..
انه يطبق خطة محددة لاحتواء الثورة ثم اجهاضها تماما حتى تصبح كأن لم تكن .

هذه الخطة تم تطبيقها بحذافيرها في بلاد أخرى .
=========================
في عام 1989 ثار الشعب الروماني ضد الطاغية شاوشيسكو وامتنع الجيش عن مساندة الطاغية فتمت محاكمته وأعدمه الثوار مع زوجته ايلينا ثم تولى السلطة في الفترة الانتقالية أحد مساعدى شاوشيسكو واسمه ايون ايليسكو .
امتدح ايليسكو الثورة واحتفى بها في البداية ثم حدث انفلات أمنى رهيب في رومانيا
( تبين فيما بعد أنه من تخطيط ايليسكو ) ..
بدأت مجموعات من الأشخاص المجهولين يهاجمون بيوت الناس والمنشآت الحيوية ووراج جنود الجيش يتصدون لهم حتى أصبحت رومانيا ميدان حرب مما تسبب في احساس المواطنين بالهلع وانعدام الأمن ..
مع الانفلات الأمنى المتعمد ارتفعت الأسعار وأصبحت الحياة صعبة للغاية.
في نفس الوقت لعب الاعلام الخاضع للنظام دورا مزدوجا فهو من ناحية ساهم في نشر الذعر عن طريق الشائعات الكاذبة المتوالية وفي نفس الوقت راح الاعلام يمعن في تشويه صورة الثوريين وتوالت الاتهامات لمن قاموا بالثورة بأنهم خونة وعملاء يقبضون أموالا من الخارج من أجل اسقاط الدولة وتخريب الوطن .
مع الهلع والأزمات الطاحنة تأثر المواطنون بحملات التشويه الاعلامي وبدءوا يصدقون فعلا أن الثوار عملاء ..
وعندما أحس الثوار بأن ايليسكو يسعى لاجهاض الثورة نظموا مظاهرة كبيرة رفعت شعار :
" لا تسرقوا الثورة "..
فما كان من ايليسكو الا أن وجه نداء في التليفزيون الى المواطنين الشرفاء
( لاحظ تكرار التعبير )
وطالبهم بالتصدي للخونة وقام ايليسكو سرا باستدعاء آلاف العمال من المناجم وأشرف على تسليحهم فاعتدوا على الثوريين وقتلوا أعدادا كبيرة منهم ..
كانت هذه نقطة النهاية لثورة رومانيا ..
فقد استتب الأمر بعد ذلك لايون ايليسكو ورشح نفسه للرئاسة وفاز بالمنصب لدورتين متتاليتين في انتخابات مزورة ..
وهكذا بعد أن كانت الثورة رومانية مفخرة تحولت الى مادة للتندر والسخرية ...
فقد قام الرومانيون بثورة عنيفة وسقط منهم شهداء كثيرون وفي النهاية بدلا من الطاغية شاوشيسكو تسلم الحكم مساعده ايليسكو ..
لاحظ من فضلك ما يفعله الآن الفريق أحمد شفيق
( الذى يلعب دور ايليسكو في النسخة المصرية ) ..
هذا الرجل تقدم ضده العاملون في الطيران المدنى بعدد 42 بلاغا للنائب العام يتهمونه باهدار المال العام والفساد ..
لكن النائب العام لم يحقق في البلاغات منذ شهر مارس وحتى الآن وهاهو السيد شفيق يقود حملة انتخابية كبيرة من أجل أن يتسلم السلطة كرئيس لمصر لتنتهى ثورة مصر تماما كما انتهت ثورة رومانيا ..
الحق واضح بين ...
أى انسان منصف مهما يكن اتجاهه السياسي لا يمكن أن يرى البنات المسحولات المنتهكات والشهداء المقتولين بالرصاص ولا يدين المجلس العسكري .
أستشهد هنا بأحد كبار المقاتلين في القوات المسلحة ..
اللواء صاعقة متقاعد حمدي الشوربجى الذى وجه رسالة الى المجلس العسكري على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك )
(وأعاد نشرها موقع مصراوي ) .
يقول اللواء الشوربجي أن القمع الذى مورس ضد المتظاهرين المصريين يصدر من قلة مريضة نفسيا من الضباط والجنود يملكون السلطة ولا يملكون شرف المهنة أو الضمير .ويؤكد سيادته أنه شهد بنفسه أسر 28 جنديا اسرئيليا خلال حرب أكتوبر 1973 ورأى كيف عاملهم الجيش المصري معاملة كريمة أما قتل المصريين وهتك أعراض المصريات فان اللواء الشوربجي يعتبر هذه التصرفات عارا على الجيش المصري .
======================


الآن ما العمل .. :
أولا : يجب تشكيل لجنة تحقيق في المجازر التى ارتكبها أفراد الشرطة والجيش ضد المتظاهرين .
على أن تكون هذه اللجنة مستقلة تماما عن جهاز الدولة الذى لازال تابعا لنظام مبارك ..
يجب أن يترأس اللجنة قاض مستقل مشهور له بالنزاهة مثل المستشار زكريا عبد العزيز أو أشرف البارودى أو محمود الخضيري على أن تملك اللجنة حق التحقيق مع العسكريين والمدنيين على السواء . هذه اللجنة سوف تحقق العدالة وتعاقب كل من أجرموا في حق الشعب المصري
ثانيا : بالرغم من تحفظاتي على الانتخابات الا أن مجلس الشعب القادم هو الهيئة الوحيدة المنتخبة التى تمثل ارادة الشعب ولابد من منحه صلاحيات مطلقة لتشكيل حكومة بدلا من حكومة الجنزوري المفروضة على الشعب
ثالثا : يجب التعجيل بانتخابات رئيس الجمهورية لأن الوضع في مصر قد تأزم بشكل لن يعالجه الا انتقال السلطة من المجلس العسكري الى رئيس منتخب ..
هذه الخطوات الثلاث ضرورية للخروج من الأزمة . وليعلم كل من يريد اجهاض الثورة أن ملايين المصريين الذين ثاروا من أجل الحرية لن يسمحوا أبدا باجهاض ثورتهم أو سرقتها .
الثورة سوف تنتصر باذن الله لتبدأ مصر المستقبل
الديمقراطية هي الحل



التوقيع

تابع احدث التوصيات عبر قناة التليجرام
بورصة فوركس
من هنا

Telegram: Contact @borsaforex

عرض البوم صور امير محمد عيسي  
رد مع اقتباس
  #276  
قديم 27-12-2011, 12:21 AM
امير محمد عيسي امير محمد عيسي غير متواجد حالياً
عضو خبير
افتراضي رد: حدث فى مثل هذا اليوم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amir Issa نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا من جديد بفضل الله
مع بعض التعديلات فالمفترض ان الموضوع يؤرخ للاحداث التاريخية واليومية لذلك فالتعديلات الجديده ستكون
باضافة مقال صحفى منقول من احد الجرائد عن احداث بلدنا المعاصرة
علاء الأسواني يكتب: هل نكذب أعيننا لنرضيكم ؟!
Mon, 12/26/2011 - 21:39

منذ أكثر من شهر ، اتصل بي المسئولون في قناة أرتيه الفرنسية وطلبوا تسجيل حلقة لمدة ساعة عن أعمالي الأدبية ..
قناة أرتيه أهم قناة ثقافية في فرنسا ولا شك أن تخصيصها لبرنامج خاص عن أديب مصري شيء جيد لي وللأدب المصري .وافقت على التسجيل واتفقنا على يوم السبت الماضى وفي الساعة الثانية ظهرا ،
طبقا للموعد ،وصل الصحفيون الفرنسيون الى عيادتي في جاردن سيتي فلاحظت أنهم في حالة غير طبيعية . كانوا منهكين وبدت عليهم علامات قلق .
سألتهم فأخبروني أنهم باتوا ليلتهم في فندق الاسماعيلية التى يطل على ميدان التحرير ( الذى صار رمزا مشهورا للثورة في العالم كله ) ..
استيقظ الفرنسيون في الصباح على صوت اطلاق نار ورأوا بأعينهم قوات الأمن والجيش تطلق النار على المتظاهرين وتعتدى عليهم بوحشية وتهتك أعراض المتظاهرات( كما رأينا جميعا )
فما كان منهم الا أن فتحوا كاميراتهم وبدءوا يصورون الاعتداءات على المتظاهرين ..
بعد نصف ساعة فوجئوا بمجموعة من البلطجية يكسرون عليهم باب الحجرة ويعتدون عليهم بالضرب باستعمال عصى حديدية ثم قاموا بكسر بعض الكاميرات ولم يتوقفوا الا بعد أن أكدوا لهم بأنه لم تعد معهم أفلام تصور الاعتدءات على المتظاهرين .
أسفت بالطبع لهذه الحادثة وسألت المصورين الفرنسين ماذا تريدون أن تفعلوا الآن ..؟!
فقالوا انهم يعتقدون أنه لا فائدة من ابلاغ السلطات لأنها في رأيهم هي التى دبرت الاعتداء عليهم .
ثم أكدوا أنهم مصرون على تسجيل البرنامج الثقافي معى .
كان يفترض أن يصوروا جزءا من الحلقة في عيادتى
وجزءا على مركب في النيل
وجزءا ثالثا في نادى جاردن سيتي .
انتهينا من تصوير الجزء الخاص في العيادة ونزلت مع الصحفيين الفرنسيين لنتوجه الى المركب التى استأجروها لتصوير الجزء الثاني ففوجئت ببضعة أشخاص لا أعرفهم ينتظروننا تحت البيت .. تقدم أحدهم منى وقال :
ــ لا تتكلم مع هؤلاء الخواجات لأنهم جواسيس
قلت له :
ــ هؤلاء ليسوا جواسيس . انهم صحفيون فرنسيون محترمون كما أن معهم التصاريح اللازمة للتصوير في الشارع
فوجئت بهذا الشخص يصيح بشتائم مقذعة في حقي وكاد وأصحابه يعتدون علينا لولا تدخل سكان الشارع الذين منعوه .
كان واضحا أن الهجوم مدبر .
حررت محضرا بالواقعة في القسم و ذهبت مع طاقم التليفزيون الفرنسي وسجلنا الحلقة التى سوف تذاع يوم 8 يناير
وبعد يومين كنت عائدا الى البيت عندما اتصل بي الجيران محذرين من أن نفس الشخص الذى حاول التعدى على مع ضيوفي الفرنسيين يقف تحت البيت ومعه عشرين شخصا يشتموننى ويهددون بالاعتداء على في محاولة لترويع أسرتي .
تدخل السكان مرة أخرى وأبعدوهم وحررت ضده محضرا جديدا

وفي نفس الليلة ظهرت فتاة متظاهرة اسمها هدير مكاوي مع الاعلامي الكبير وائل الابراشي
وقالت: ان أفراد الشرطة العسكرية قبضوا عليها وهددوها بصواعق كهربائية وأجبروها على تصوير فيديو تتهمنى فيه مع الصديق الفنان الثوري خالد يوسف بأننا حرضناها وزملاءها على الاعتصام والتخريب .
الفتاة سجلت ما طلبوه منها لكن ضميرها استيقظ فاتصلت بالاعلام لتقول الحقيقة ..في نفس الليلة ظهر مذيع وثيق الصلة بأجهزة الأمن ليقول اننى ، بعد واقعة تسمم المتظاهرين بطعام الحواوشي ذهبت الى اعتصام مجلس الوزراء وحرضت المعتصمين على تكسير الكاميرات التى تصورهم من مجلس الوزراء .
الواقعة كاذبة مختلقة من أساسها .
لقد ذهبت متضامنا مع المعتصمين أكثر من مرة وعقدت معهم ندوات ورأيت فيهم مجموعة من أشجع وأشرف شباب مصر لكننى لم أذهب الى الاعتصام اطلاقا بعد واقعة الحواوشي
..المذيع كاذب وضابط أمن الدولة الذى لقنه هذا الكلام الخائب فقير الخيال .
في اليوم التالي نشرت جريدة قومية يومية أن هناك خطة لاغتيالي مع مجموعة من المنتمين الى الثورة
الخبر غريب لأنه يؤكد أن خطة اغتيالنا سيقوم بها عملاء سوريون وايرانيون أما مصدر الخبر فهو أحد المسئولين في البيت الأبيض .
يصعب على أن أصدق أن النظام الايراني المشتبك مع الغرب من أجل برنامجه النووي أو النظام السوري الذى يقتل شعبه ويخوض معركته الأخيرة للبقاء ، يجد أحدهما من الوقت والجهد ما يجعله يقتل مواطنين مصريين ..
الأغرب أن مسئولا في البيت الأبيض يترك كبريات الصحف العالمية لكى يتصل بصحفى في جريدة مصرية ليخصه بهذا السبق الصحفي .
في اليوم التالي خرجت مجلة قومية على غلافها صورتي مع زملاء آخرين وقد كتبت بالبنط الكبير " المحرضون ".. أصبحت الحقيقة واضحة .
المجلس العسكري ، بمعاونة جهاز أمن الدولة وأتباعه في الاعلام ،
يشن حربا ضارية لارهاب كل الذين انتقدوا الجرائم التى تم ارتكابها ضد المتظاهرين ..
الهدف تشويه صورة المنتقدين لسياسات المجلس العسكري وترويعهم حتى يخافوا ويسكتوا عن الحق ..
المطلوب أن نكذب أعيننا لنرضي المجلس العسكري .
المطلوب أن نرى بنات مصر يسحلن وتنتهك أعراضهن بواسطة جنود الجيش ونرى الشهداء يتساقطون بالرصاص الحي ثم نسكت وكأننا لم نر شيئا .
المطلوب أن نخالف ضمائرنا ونسكت على هذه الجرائم حتى نحظى برضا المجلس .
لن يحدث ذلك أبدا .
لن ننسى الجرائم البشعة التى ارتكبها الجنود ضد متظاهرين سلميين في ماسبيرو ومحمد محمود وشارع مجلس الوزراء ..
هذه المذابح جميعا مسجلة بالصوت والصورة والمسئول الوحيد عنها المجلس العسكري ..
هذه الحقيقة التى سنظل نقولها ونكررها وليفعل المجلس العسكري ما يريد فحياتنا لن تكون أبدا أغلى من حياة شبان وشابات الثورة الذين قتلهم حسني مبارك ثم استمر المجلس العسكري في قتلهم ..
ليس ما يفعله المجلس العسكري غريبا أو غامضا ..
انه يطبق خطة محددة لاحتواء الثورة ثم اجهاضها تماما حتى تصبح كأن لم تكن .

هذه الخطة تم تطبيقها بحذافيرها في بلاد أخرى .
=========================
في عام 1989 ثار الشعب الروماني ضد الطاغية شاوشيسكو وامتنع الجيش عن مساندة الطاغية فتمت محاكمته وأعدمه الثوار مع زوجته ايلينا ثم تولى السلطة في الفترة الانتقالية أحد مساعدى شاوشيسكو واسمه ايون ايليسكو .
امتدح ايليسكو الثورة واحتفى بها في البداية ثم حدث انفلات أمنى رهيب في رومانيا
( تبين فيما بعد أنه من تخطيط ايليسكو ) ..
بدأت مجموعات من الأشخاص المجهولين يهاجمون بيوت الناس والمنشآت الحيوية ووراج جنود الجيش يتصدون لهم حتى أصبحت رومانيا ميدان حرب مما تسبب في احساس المواطنين بالهلع وانعدام الأمن ..
مع الانفلات الأمنى المتعمد ارتفعت الأسعار وأصبحت الحياة صعبة للغاية.
في نفس الوقت لعب الاعلام الخاضع للنظام دورا مزدوجا فهو من ناحية ساهم في نشر الذعر عن طريق الشائعات الكاذبة المتوالية وفي نفس الوقت راح الاعلام يمعن في تشويه صورة الثوريين وتوالت الاتهامات لمن قاموا بالثورة بأنهم خونة وعملاء يقبضون أموالا من الخارج من أجل اسقاط الدولة وتخريب الوطن .
مع الهلع والأزمات الطاحنة تأثر المواطنون بحملات التشويه الاعلامي وبدءوا يصدقون فعلا أن الثوار عملاء ..
وعندما أحس الثوار بأن ايليسكو يسعى لاجهاض الثورة نظموا مظاهرة كبيرة رفعت شعار :
" لا تسرقوا الثورة "..
فما كان من ايليسكو الا أن وجه نداء في التليفزيون الى المواطنين الشرفاء
( لاحظ تكرار التعبير )
وطالبهم بالتصدي للخونة وقام ايليسكو سرا باستدعاء آلاف العمال من المناجم وأشرف على تسليحهم فاعتدوا على الثوريين وقتلوا أعدادا كبيرة منهم ..
كانت هذه نقطة النهاية لثورة رومانيا ..
فقد استتب الأمر بعد ذلك لايون ايليسكو ورشح نفسه للرئاسة وفاز بالمنصب لدورتين متتاليتين في انتخابات مزورة ..
وهكذا بعد أن كانت الثورة رومانية مفخرة تحولت الى مادة للتندر والسخرية ...
فقد قام الرومانيون بثورة عنيفة وسقط منهم شهداء كثيرون وفي النهاية بدلا من الطاغية شاوشيسكو تسلم الحكم مساعده ايليسكو ..
لاحظ من فضلك ما يفعله الآن الفريق أحمد شفيق
( الذى يلعب دور ايليسكو في النسخة المصرية ) ..
هذا الرجل تقدم ضده العاملون في الطيران المدنى بعدد 42 بلاغا للنائب العام يتهمونه باهدار المال العام والفساد ..
لكن النائب العام لم يحقق في البلاغات منذ شهر مارس وحتى الآن وهاهو السيد شفيق يقود حملة انتخابية كبيرة من أجل أن يتسلم السلطة كرئيس لمصر لتنتهى ثورة مصر تماما كما انتهت ثورة رومانيا ..
الحق واضح بين ...
أى انسان منصف مهما يكن اتجاهه السياسي لا يمكن أن يرى البنات المسحولات المنتهكات والشهداء المقتولين بالرصاص ولا يدين المجلس العسكري .
أستشهد هنا بأحد كبار المقاتلين في القوات المسلحة ..
اللواء صاعقة متقاعد حمدي الشوربجى الذى وجه رسالة الى المجلس العسكري على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك )
(وأعاد نشرها موقع مصراوي ) .
يقول اللواء الشوربجي أن القمع الذى مورس ضد المتظاهرين المصريين يصدر من قلة مريضة نفسيا من الضباط والجنود يملكون السلطة ولا يملكون شرف المهنة أو الضمير .ويؤكد سيادته أنه شهد بنفسه أسر 28 جنديا اسرئيليا خلال حرب أكتوبر 1973 ورأى كيف عاملهم الجيش المصري معاملة كريمة أما قتل المصريين وهتك أعراض المصريات فان اللواء الشوربجي يعتبر هذه التصرفات عارا على الجيش المصري .
======================


الآن ما العمل .. :
أولا : يجب تشكيل لجنة تحقيق في المجازر التى ارتكبها أفراد الشرطة والجيش ضد المتظاهرين .
على أن تكون هذه اللجنة مستقلة تماما عن جهاز الدولة الذى لازال تابعا لنظام مبارك ..
يجب أن يترأس اللجنة قاض مستقل مشهور له بالنزاهة مثل المستشار زكريا عبد العزيز أو أشرف البارودى أو محمود الخضيري على أن تملك اللجنة حق التحقيق مع العسكريين والمدنيين على السواء . هذه اللجنة سوف تحقق العدالة وتعاقب كل من أجرموا في حق الشعب المصري
ثانيا : بالرغم من تحفظاتي على الانتخابات الا أن مجلس الشعب القادم هو الهيئة الوحيدة المنتخبة التى تمثل ارادة الشعب ولابد من منحه صلاحيات مطلقة لتشكيل حكومة بدلا من حكومة الجنزوري المفروضة على الشعب
ثالثا : يجب التعجيل بانتخابات رئيس الجمهورية لأن الوضع في مصر قد تأزم بشكل لن يعالجه الا انتقال السلطة من المجلس العسكري الى رئيس منتخب ..
هذه الخطوات الثلاث ضرورية للخروج من الأزمة . وليعلم كل من يريد اجهاض الثورة أن ملايين المصريين الذين ثاروا من أجل الحرية لن يسمحوا أبدا باجهاض ثورتهم أو سرقتها .
الثورة سوف تنتصر باذن الله لتبدأ مصر المستقبل
الديمقراطية هي الحل




رد مع اقتباس