جورج سوروس يواجه جون بولسون .. مَنْ يربح معركة الرهان على الذهب؟

في حين يتساءل بعض المستثمرون حول العالم «متى تنفجر فقاعة الذهب؟» وخاصة أنه بدأ يفقد بريقه في الأشهر الثلاثة الماضية ومع وصوله الى مرحلة تذبذب عالية وصلت الى 200 دولار بحيث واصل تأرجحه ما بين 1800-1600 دولار للأونصة نجد ان العوامل الاقتصادية العالمية السلبية مازالت تدعم تحركات الذهب وتعده بمزيد من التألق للفترة المقبلة، وخاصة مع آخر صفعات الاقتصاد العالمي والاوربي خاصة وهو خفض تصنيف 9 دول اوربية بالاضافة الى مخاوف من لحاق دولة اوربية اخرى بأزمة ديون اليونان التي لم تنته بعد.
يعتبر الذهب وتحركاته في الاسواق العالمية مؤشرا هاما جدا في تحديد تحركات بقية القطاعات المالية فأي ارتفاع للذهب يشير الى انخفاض في سوق الأسهم، فطالما ظل الذهب متألقا فان سوق الأسهم والسندات تتراجع والعلاقة بينهما عكسية، اذ ان تزايد المخاوف لدى المستثمرين وقلقهم تجاه الأوضاع الاقتصادية تدفعهم تلقائيا الى شراء الذهب ومع تزايد الطلب على العرض ترتفع الاسعار.
منْ يربح؟
توقع من سيصدق؟ ومن هو الرابح الأكبر؟ سؤال ينتظر اجابته الكثيرون حول العالم، فقد شهد عام 2011 ردود افعال متناقضه بين أشهر مضاربين في العالم وهما جورج سوروس الرجل اليهودي الأصل الذي هز بنك بريطانيا وتسبب في أزمة النمور الاسيوية في عام 1997 بالمضاربة في عملتها والذي يحمل في شخصيته الكثير من التناقضات فهو متبرع سخي من ناحية ومن ناحية أخرى هو رجل المال الذي بدأ يحرك خيوط لعبة السياسة حول العالم، وهو الرجل الذي يعترف بأن موهبته في المضاربات لا يمكن ان يتعلمها أحد لأنها موهبة ربانية جعلته يتحول من صراف عملات ونادل في مطعم الى أغنى أغنياء العالم والى ساحر المضاربات الذي يحول كل ما يلسمه الى ذهب ويتابع الجميع تحركاته وتخشاه الدول الكبرى من ان يضرب باقتصادياتها.
أما الرجل الآخر فهو جون بولسون والذي راهن على انهيار القطاع العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2007 ليحقق 3.5 مليارات دولار في سنة واحدة ويصبح أعلى مدير صندوق تحوطي حول العالم أجرا، وأصبح من أهم مديري الصناديق في العالم وتحركاته يتابعها الكثيرون لبعد النظر التي تحملها.
قام جورج سوروس في الربع الأول من عام 2011 بالتخلص من استثماراته في الذهب والتي قدرت ب800 مليون دولار وصرح بعدها سوروس بأن فقاعة الذهب ستظهر لذا قام بالتخلص منه، وفي هذه الفترة كانت تداولات الذهب تدور حول مستوى 1500 دولار للأونصة الواحدة والذي ارتفع في سبتمبر 2011 الى أعلى سعر له وهو 1900 دولار للأونصة الواحدة، فيما قام جون بولسون بالعكس وقام بزيادة استثمارات صناديقه في الذهب في نفس الوقت لتوقعه بأن الذهب مازال يحمل بريقا في الارتفاع، بل قام بالاسثتمار في الذهب عبر حسابه الشخصي معرضا ثروته الشخصية الى خطر التقلبات السعرية للذهب وعدم التنويع في استثمارات أخرى.
من سيكون الخاسر ومن سيكون الرابح في هذا الرهان؟ البعض من المستثمرين تأثروا بسوروس وتصريحه وقاموا بحذو خطوته في البيع فيما قام البعض الآخر بالتأثر ببولسون والحذو بخطوته في الشراء، ولكن تجدر الاشارة الى أنه على الرغم من عبقرية كل منهما في عالم المضاربات والاستثمار الا ان لكل منهما أخطاء استثمارية فادحة فسوروس قد خسر في عام 1998 ملياري دولار نتيجة مضارباته وانخفاض الروبل الروسي بالاضافة الى خسائر كبيرة في عام 2000 نتيجة الاستثمار في شركات التكنولوجيا بينما كانت أشهر أخطاء بولسون هي استثمار صندوقه في بنك أمريكا وسيتي جروب وشركة سينو فورست الشركة الصينية الكندية حيث تسببت استثماراته في انخفاض صندوقه %40 في سبتمبر 2011.
أي ان لكل من المضاربين أخطاءه الاستثمارية الفادحة والتي يعوضانها لاحقا بانتصارات كبرى، ولكن لمن الغلبة في الذهب؟ومن أخطأ فيهما في تصرفه وتوقعه؟