الأسواق على موعد مع محضر اجتماع البنك المركزي البريطاني، و القمة الأوروبية الغير رسمية
لا تزال حالة عدم التأكد مسيطرة على الاقتصاديات الأوروبية التي تكافح لاحتواء أزمة الديون السيادية و التي اضرت بمستويات النمو، إذ ان التوقعات تؤكد بانها ذاهبة ذاهبة لركود اقتصادي خلال العام الجاري، و المملكة المتحدة ليست بحال أفضل من منطقة اليورو إذ أن انكمش الاقتصاد خلال الربع الأول من العام الجاري و السياسات التقشفية الصارمة التي أقرتها الحكومة الائتلافية تقف عوائق في تعافي عجلة النمو الاقتصادي، و اليوم أننا على موعد مع محضر اجتماع البنك المركزي البريطاني الذي سوف يرفع النقاب على ماهية تصويت لجنة السياسة النقدية.
قدم الاقتصاد البريطاني أمس بعضا من بوادر الخير للأسواق إذ عاود معدل التضخم الانخفاض للمستويات المقبولة للحكومة عند 3.0% بعد ان استمر ارتفاعه فوق هذه المستويات لأكثر من عامين، و هذا ما سيحفف من الضغوط على صناع القرار في البنك البريطاني و يفسح المجال أمام توسيع برنامج شراء الأصول خاصة و ان الاقتصاد قد دخل في ركود تقني خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، إذ انكمشت القراءة التمهيدية للناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول بنسبة 0.2% مخالفا للتوقعات التي كانت بنمو بنسبة 0.1%.
تتسلط الاضواء اليوم على محضر اجتماع البنك المركزي البريطاني و الذي من المتوقع ان يظهر ميل من الأعضاء التسعة في لجنة السياسة النقدية على توسيع برنامج شراء الأصول، إذ من المقدر أن ينضم أعضاء جدد لديفيد مايلز الذي نادى في الاجتماع الماضي لتوسيع البرنامج بمقدار 25 مليار جنيه أضافية في الوقت الذي صوت فيه الأعضاء البقية لبقائها كما هي دون تعديل، أما عن سعر الفائدة المرجعي فمن المتوقع ان يبقى موقف اللجنة بالإجماع على إبقائها ثابتة عند 0.50%.
أن التوسع في الخلاف المتوقع بين الأعضاء مبني أساسا على الركود الاقتصادي الذي دخلت فيه المملكة المتحدة خلال الربع الماضي، عزيزي القارئ، تواجه المملكة المتحدة العديد من الصعاب التي أدخلتها مجددا إلى دائرة الركود الذي يدعم التوقعات بمزيد من التحفيز للاقتصاد.
اليوم سوف تكون الأسواق المالية تعيش حالة من الانتظار إلى ا لقمة غير الرسمية لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل التي ستاخذ شكل مأدبة عشاء، تهدف القمة لايجاد السبل اللازمة لتعزيز النمو في اوروبا، لكن اليونان ستطغى مرة اخرى على قسم كبير من النقاشات مع الخشية المتزايدة من رؤيتها تغادر اليورو.
يتوقع أن يقدم الرئيس الفرنسي الجديد هولاند فكرة سندات منطقة اليورو " التي تقترح سندات تمثل أعضاء منطقة اليورو "، و من المقدر أن يلقى اقتراحه الذي قدمه في أجتماع مجموعة الثمانية الدعم من الرئيس الايطالي ماريو مونتي و مثيله الأسباني مارينو روخيه ، و في المقابل فأن المستشارة الألمانية تعارض هذا الاقتراح و تعتبره إضعافا لمنطقة اليورو.
اما بالنسبة الى اليونان، فقال دبلوماسي اوروبي "من الصعب جدا معرفة ما اذا كنا سنتمكن من القيام بامور جوهرية" قبل الانتخابات في 17 حزيران التي قد تؤدي الى فوز احزاب ترفض اجراءات التقشف المالية المفروضة على اثينا من قبل الجهات المانحة وتفتح الطريق امام افلاس البلاد وخروجها من منطقة اليورو.
واخيرا، من المتوقع أن تحتل اسبانيا حيزا كبيرا من النقاشات خاصة و ان وضع القطاع المصرفي يزداد سوءا.