23-11-2010, 11:23 PM
|
المشاركة رقم: 10
|
البيانات |
تاريخ التسجيل: |
Nov 2010 |
رقم العضوية: |
2157 |
الدولة: |
Alexandria |
المشاركات: |
277 |
بمعدل : |
0.05 يوميا |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
general90
المنتدى :
منتدى تعليم الفوركس
رد: سلسلة حلقات اقتصادية
أكلاف ومخاطر التضخم
الآثارالاقتصادية والاجتماعية للتضخم :
يترتب على التضخم آثاراً اقتصاديةواجتماعية تقسم إلى نوعين ، الأكلاف الوهمية والمخاطر الحقيقية للتضخم .
الأكلاف الوهمية للتضخم :
· التضخم والوهم النقدي : إحدى الأكلاف الوهمية للتضخم تتمثل في التآكلالتدريجي "المزعوم" لمستوى المعيشة الحقيقي ، إن هذا ببساطة غير صحيح .
إذن ما هو مصدر الاعتقاد الواسع الانتشار الذي يقول بانخفاض مستوىالمعيشة Standard of Living بسبب التضخم ؟ الإجابة موجودة في ظاهرة يطلق عليهاالاقتصاديون تسمية "الوهم النقدي" . إذ إن هناك ميل لقياس مستوى الرفاه الحقيقيبالكمية النقدية التي يجري الحصول عليها وليس بالقدرة الشرائية الحقيقية . فالوهمالنقدي يؤدي إلى أكلاف نفسية ( سيكولوجية ) حادة في فترات التضخم لأن المداخيلالحقيقية هي أدنى بكثير من المداخيل الاسمية .
· الخاسرون غير الحقيقيون نتيجةالتضخم : إن مستوى الرفاه Welfare لبعض الفئات الاجتماعية يتغير فيأزمات التضخم ، و قد تم التأكد أن الخاسرين الأساسيين من التضخم هم أصحاب المداخيلالثابتة . ولكن أصحاب المداخيل المتصاعدة ليسوا خاسرين حقيقة وذلك لأن ارتفاعالتضخم يتزامن مع ارتفاع مداخيلهم .
المخاطر الحقيقية للتضخم :
يمكن اختصار المخاطر الحقيقية للتضخم فيما يلي :
· يترتب على التضخم إضعاف ثقةالأفراد في العملة ، وإضعاف الحافز على الادخار . فإذا اتجهت قيمة النقود إلىالتدهور المستمر تبدأ في فقدان وظيفتها كمستودع للقيمة ، وهنا يزيد تفضيل السلع علىتفضيل النقود ، فيزيد ميل الأفراد إلى إنفاق النقود على الاستهلاك الحاضر وينخفضميلهم للادخار ، وما يتبقى لديهم من أرصدة نقدية يتجهون إلى تحويلها إلى ذهب وعملاتأجنبية مستقرة وإلى شراء سلع معمرة وعقارات .
· يترتب على التضخم اختلال ميزانالمدفوعات بالاتجاه إلى خلق عجز به ، وذلك لزيادة الطلب على الاستيراد Imports وانخفاض حجم الصادرات Exports . فالزيادة التضخمية في الإنفاق القومي وبالتاليالمداخيل النقدية يترتب عليها زيادة في الطلب ليس فقط على السلع المنتجة محلياً ،بل على المستوردة أيضاً . ولو كان الاستيراد طليقاً سوف يزيد حجمه وترتفع مدفوعاتهويعمل على امتصاص موارد الدولة من النقد الأجنبي . وأما إذا كان الاستيراد مقيداًفيقل ما يمكن تسربه من فائض القوة الشرائية إلى الخارج فيرتد إلى السوق المحليةويزيد الطلب على السلع المنتجة محلياً ولا سيما تلك السلع البديلة للواردات ، فيشتدارتفاع الأسعار .
ومن زاوية أخرى يضعف التضخم مقدرة البلاد علىالتصدير ، لأنه سوف يخفض من حجم السلع القابلة للتصدير لزيادة الحافز على توجيهجانب منها إلى السوق المحلية . هذا بالإضافة إلى أن التضخم يميل إلى رفع تكاليفإنتاج سلع التصدير ، مما يضعف من مركزها التنافسي في الأسواق الخارجية .
· يؤدي التضخم إلى توجيه رؤوسالأموال إلى فروع النشاط الاقتصادي التي لا تفيد التنمية في مراحلها الأولى ، فتتجهإلى إنتاج السلع التي ترتفع أسعارها باستمرار ، وهي عادة السلع الترفيهية Luxury Goods التي يطلبها أصحاب المداخيل العالية . وكذلك يتجهقسم هام من الأموال إلى تجارة الاستيراد والمضاربة Speculation التجارية وإلى بناء المنازل .
· يترتب على استمرار تصاعدالأسعار ارتباك في تنفيذ مشاريع التنمية بسبب استحالة تحديد تكاليف إنشاء المشاريعبصورة نهائية ترتفع عناصرها باستمرار خلال فترة تنفيذ المشاريع ، الأمر الذي يؤديمعه إلى عجز القطاعات في الحصول على الموارد اللازمة لإتمام مشاريعها ، وبالنتيجةيصبح التخطيط القومي أمراً غير ميسور .
· يشكل التضخم تهديداً للاستقرار النقدي ، فهو يثير انحرافات في هيكليةالإقراض ويؤثر على العلاقات بين المشاريع والمصارف . ففي فترات التضخم من الأجدىدائماً اللجوء إلى الاقتراض ، لأن التسديد سوف يتم بنقود أدنى قيمة ، وبذلك فإنالمشاريع تسعى للاقتراض إلا أن المصارف تبدو متحفظة للأسباب ذاتها .
· يترتب على التضخم ظلم اجتماعييحيق بأصحاب المداخيل الثابتة ، كأصحاب المعاشات وحملة السندات والذين تتخلفمداخيلهم النقدية عن اللحاق بتصاعد الأسعار ، في حين يستفيد أصحاب المداخيلالمتغيرة من تجار ومنتجين .
· يعمق التضخمالتفاوت في توزيع المداخيل Income والثروات ، ويخلق موجة من التوتروالتذمر الاجتماعي بدرجة تهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي الضروري لدفع عجلةالتنمية الاقتصادية .
· يشكل التضخمتهديداً لقيمة الأصول النقدية ، والتهديد بتآكل الأصول النقدية مرتبط بشكل وثيقبالتضخم الجامح والمريع . وهذه الأصول النقدية ، كحسابات الادخار Saving Accounts وبوالص التأمين Insurance وسندات الدين Bonds الحكومية وغيرها ، جميعها تتآكل من جراء التضخم . كذلك فإن قيمة الأسهم يطاولها التآكل أيضاً ، لكن هذه القيمة يمكن أن تتبدل إذا مابشرت الآفاق البورصية بازدهار مستقبلي .
لقد تسببت التضخمات الجامحةوالتضخمات المريعة بتبديد الأصول النقدية ، ففي ما بين عامي 1970 و1982 ارتفع رصيدحسابات الادخار والحسابات الصغيرة في الصناديق المشتركة للتوظيف في الولاياتالمتحدة من 184 مليار دولار إلى 670 مليار دولار ، كذلك فقد قفزت قيمة بوالصالتأمين من 1400 مليار دولار إلى 3300 مليار دولار .
إن قيمة بعض الأصول ترتفع عادة مع التضخم كالأراضي والأعمال الفنيةوالتحف والمعادن ، وكل ما هو نادر ويقدر أن له قيمة دائمة . وأكثر التغطيات أهميةفي مواجهة التضخم هو الذهب Gold ،وقد شهد الذهب اتجاهاً تصاعدياً حاداً لسعره ابتداء من بداية عام 2002 ، فارتفعالسعر من 275 دولاراً للأونصة وصولاً إلى أكثر من 965 دولاراً ، وهو لا يزالمستمراً في الصعود .
ارتفاع سعر الذهب منذ بداية العام
2002
يمنع التضخم من محاولة إدراك النمو ، فهو يقف حاجزاً أمام محاولة استخدام كامل الطاقة الإنتاجية بدافع الخوف من تحويل درجة معقولة من التضخم إلى تضخم غير مقبول أو خطر كبير على الفور . وبذلك فإن الكلفة الحقيقية للتضخم هي "البطالة المفروضة" ( ليس فقط البطالة التي تتأتى من معدلات الفائدة المرتفعة ومن انخفاض الاستثمار ، بل أيضاً البطالة التي تتسامح فيها أو تشجعها الحكومات عمداً من أجل تجنب تفاقم التضخم أو على أمل تخفيف من حدته ) .
وأكلاف البطالة مرتفعة بما فيه الكفاية ، لكنها لا تبدو أكثر ثقلاً من أخطار التضخم ، فأكلاف البطالة تتحملها أقلية في المجتمع ، في المقابل فإن الجميع يشعر بآثار التضخم . والحاجة لاستيعاب التضخم تعتبرها الحكومات شأناً أكثر إلحاحاً من الحاجة لمعالجة البطالة ( في ظل عدم وجود خوف من ركود اقتصادي ) . فالحكومات والناخبون هم جميعاً على استعداد لتقبل زيادة في معدلات البطالة مقابل تخفيض لمعدلات التضخم ، إلا أنهم ليسوا على استعداد لتقبل المزيد من التضخم مقابل تخفيض للبطالة .
· إن أهم أخطار التضخم يكمن في طبيعته التراكمية Accumulation ، فمتى تمكنت القوى التضخمية من النظام الاقتصادي تستفحل وتستشري بصورة تراكمية فيغدو التضخم لصيقاً بالاقتصاد القومي وسمة من سماته الأساسية ، فيؤثر على الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بفعل سيطرته على قرارات رجال الأعمال وسلوك العمال ورجال الحكم .
ويمثل التضخم تهديداً بالميل نحو مزيد من التسارع ، وبالإمكان التمييز بين تسارع منتظم وغير منتظم للتضخم . والتضخم يمثل إنذاراً تتسارع وتيرته حتى تصبح النقود عديمة القيمة ويحدث الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الشامل ، لكن حتى وإن كانت التضخمات المريعة نادرة في الحقيقة ، وأتت نتيجة كوارث حربية أو اجتماعية سابقة ، فإن شبح احتمال كهذا هو مقلق جداً ، وقد يكون هو السبب في الشعور بالتضخم على أنه خطر . والخطر ليس ما هو عليه التضخم الآن ، بل ما سوف يكون عليه في المستقبل .
التوقيع |
تعلم كيف تتجنب الخسارة ,, قبل ان تتعلم كيف تربح ..
 |
|
|
|