هل أنهى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سلسلة مكاسب النفط؟
2016-06-29
تساءل تقرير حديث عن آثار التصويت بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي على وضع نهاية لارتفاعات أسعار النفط في الآونة الأخيرة، مع حقيقة الخسائر الحادة المسجلة في جلستي يومي الجمعة والإثنين الماضيين.
وأوضح تقرير نشره "أويل برايس" أن هناك قدرا كبيرا من الجدل حول مدى استمرار الأثر السلبي لـ"البريكست" على النفط، مع استمرار العوامل الرئيسية لسوق الخام دون تغيير، من حيث الطلب على النفط وأهميته لملايين الأشخاص.
لماذا تتراجع الأسعار؟
- رغم أن المملكة المتحدة تعتبر واحدة من أكبر 5 اقتصادات حول العالم، إلا أن خروجها من الاتحاد الأوروبي لن يؤثر بشكل كبير على موازين العرض والطلب على النفط، حتى في حال تأثر النمو الاقتصادي بمغادرة الاتحاد.
- ذكر "جولدمان ساكس" عبر مذكرة بحثية أنه في حال تراجع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة بنسبة 2% بسبب نتيجة الاستفتاء، فإن هذا سيعني انخفاض الطلب البريطاني على الخام بنحو 1% أو ما يوازي 16 ألف برميل يوميا، ما يعادل 0.016% فحسب من إجمالي الطلب العالمي.
- رغم هذه الحقائق، إلا أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعتبر أكثر أهمية بالنسبة للأسواق المالية والعملات مقارنة بالعرض والطلب على النفط، وهو ما يؤثر بشكل كبير على تحركات خامي "برنت" و"نايمكس".
- استقبلت الأسواق العالمية نتائج استفتاء المملكة المتحدة بموجة بيعية قوية يوم الجمعة الماضي، قبل أن تتماسك نسبيا في نهاية الجلسة، لكنها استهلت تعاملات الإثنين على خسائر حادة جديدة، ما يمثل حالة من عدم الاستقرار التي أثرت بدورها على أسعار النفط
كما تدخلت حركة العملات في التأثير على أسعار النفط، مع حقيقة أن الخام مسعر بالدولار ما يعني أن ارتفاع قيمة العملة من شأنه جعل النفط أكثر تكلفة وخفض الطلب، حيث تراجع الإسترليني واليورو بشكل حاد بفعل التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ما رفع من قيمة مؤشر الدولار مقابل سلة العملات الرئيسية.
مخاوف مستقبلية
- يختلف المحللون حول ما إذا كان على الأسواق أن تتجاهل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أم لا، في حين يرى "ماكيل كوهين" المحلل في "باركليز" أن متوسط أسعار النفط المتوقعة في العام الحالي تراجعت إلى 40 دولارا للبرميل بعد "البريكست" مقابل توقعات سابقة بوصولها إلى 44 دولارا.
- كما انخفضت تقديرات أسعار النفط في العام المقبل بمقدار 3 دولارت، لتهبط من 60 دولارا للبرميل إلى 57 دولارا للبرميل.
- يعتقد "بنك أوف أمريكا – ميريل لانش" أن التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمثل تصويتا ضد العولمة، وحرية انتقال الأفراد والسلع، حيث إن أي تراجع في نمو التجارة والتنقل له أثر سلبي على السلع باستثناء الذهب.
أساسيات السوق
- يرى "مورجان ستانلي"أن هناك نقطة إيجابية خاصة بأسعار النفط بسبب استفتاء بريطانيا، حيث إن التصويت قد يؤجل خططا استثمارية للمنتجين، ما يجعلهم مترددين بشأن الاستثمار حتى في حال وجود مكاسب سعرية خاصة في الولايات المتحدة.
- رغم احتمالية استمرار أثر "البريكست" على أسعار النفط لفترة من الوقت بسبب حالة عدم اليقين الذي تسبب فيه، إلا أن عوامل السوق الأساسية تبدو أكثر أهمية في تحديد أسعار الخام.
- أشار "مورجان ستانلي" إلى أنه على المدى القصير فإن القلق يتركز على فائض المعروض من الخام، والطلب من جانب الصين، وآفاق الاقتصاد الكلي، والعودة المحتملة للإنتاج.