هل يسهم اتفاق "أوبك" لكبح الإنتاج في تعزيز أعمال النفط الصخري الأمريكي؟
2016-12-05
ابتليت صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية بعامين ونصف العام من العثرات، شهدت الشركات العاملة في القطاع خلالها إفلاسا وشطبا وتخفيضا للتصنيفات الائتمانية وتسريحا للعمالة، لكنها الآن تستعد لالتقاط الأنفاس بفضل غريمها التقليدي.. "أوبك".
وسيمكن اتفاق "أوبك" بشأن كبح الإمدادات من تعزيز أسعار النفط خلال النصف الأول من العام القادم، وستتمكن شركات النفط الصخري من زيادة إنتاجها عقب مرور أربعة أشهر على ذلك، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
ونجحت "أوبك" في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني في إقرار خطة لخفض إنتاجها النفطي بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، تزامناً مع مشاورات لخفض إمدادات منتجين آخرين بمقدار 600 ألف برميل يومياً.
وارتفعت أسعار النفط نحو 10% عقب الاتفاق وعزز ذلك مكاسب أسهم شركات الطاقة في المدرجة بمؤشر "إس آند بي 500" لتزيد القيمة السوقية لصناعة النفط الأمريكية بمقدار 81.3 مليار دولار.
الشركات المفلسة
كان لشركات الخدمات النفطية النصيب الأكبر من العمالة التي تم تسريحها في قطاع النفط على مستوى العالم والتي بلغت أكثر من 350 ألف عامل خلال العامين الماضيين، وأعلنت نحو 100 شركة منها الإفلاس.
- الملياردير الرائد في قطاع صناعة النفط "هارولد هام" والذي يشغل أيضاً موقع مستشار الطاقة للرئيس المنتخب "دونالد ترامب"، توقع هذا التحرك من "أوبك".
- حتى إذا لم يتم خفض كامل للكمية التي أعلنت عنها "أوبك" سيسهم ذلك في تسريع وتيرة انخفاض المخزونات.
تحوطات مالية
خلال الأشهر المقبلة سيستفيد قطاع النفط الصخري من ارتفاع الأسعار، على أن يتحول لجني الأرباح على الإنتاج المستقبلي مع تحوطات مالية.
- هذا الانتعاش المرتقب قد يشكل ضغوطاً على منتجي الغاز الطبيعي، فكلما تزايدت عمليات التنقيب عن النفط تزايدت تدفقات الغاز وهو ما يعرقل مسيرة الولايات المتحدة لرفع أسعاره.
- يرى محللون آخرون أن "أوبك" قد يكون لديها دافع أقوى لرفع الإنتاج في الوقت الحالي مع احتمالات خفض الأسعار في المستقبل، ما يعيق منتجي النفط الصخري من الحصول على التمويل اللازم لدعم أعمالهم.
إستراتيجية ذكية
تبدو مدة الستة أشهر المتفق أن يستمر الخفض خلالها إستراتيجية ذكية للحد من الاتجاه الصعودي حال توليد شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة للأرباح، والإبقاء على الأسعار عند الحد الذي يضمن المكاسب لـ"أوبك" فقط.
- مع ذلك على المستثمرين توخي الحذر، فالبعض يرى أن سوق النفط التي تشهد فائضاً في المعروض ستحتاج لمزيد من الوقت قبل التوازن.
- قوة الاتفاق تعتمد أيضاً على وفاء جميع الأطراف بالتعهدات، فالسعودية والمنتجون الخليجيون متمسكون بخفض إنتاجهم أما البعض فلا، وإذا تنامت شكوك داخل السوق في هذا الصدد ستتعرض الأسعار لضغوط قوية.
توقعات الأسعار
أكدت "موديز" قبل أيام من إقرار الخطة أنها لن تعدل توقعاتها، وكتب نائب الرئيس الأول للوكالة "تيري مارشال" في تقرير للمستثمرين أن اتفاقات "أوبك" صعبة التطبيق.
- بالنسبة لصناعة الطاقة العالمية التي عانت من ركود حاد، سيعني الاتفاق لشركات مثل "إكسون موبيل" في الولايات المتحدة و"توتال" في فرنسا تخفيف السياسات التقشفية، وربما تنتهي معاناة الدول التي تعتمد على عائدات النفط.
- توقع "بنك أوف أمريكا" ارتفاع أرباح ما قبل خصم الضرائب لشركتي "Ecopetrol" الكولومبية و"Petroleo Brasileiro" البرازيلية اللتين تعملان في إنتاج النفط بنسبة 3% و2% على التوالي مقابل كل دولار زيادة بالأسعار.
- آثار اتفاق "أوبك" على المدى القريب ستكون إيجابية وستزداد الثقة في مستقبل الأسعار تزامناً مع الاتجاه الصعودي، إلى جانب تعافي قدرة الشركات على زيادة نشاطها مع نمو التدفقات النقدية.