بسم الله الرحمن الرحيم يوم الخميس الماضي قام البنك المركزي الاوروبي بتخفيض برنامج التسهيل الكمي من 80 مليار الى 60 مليار و للوهلة الاولى كان ذلك بمثابة الامر الايجابي و ان اليورو بدأ يتعافى و يتم تقليص المبلغ 20 مليار يورو مقارنة بالسابق لذلك في البداية صعد اليورو امام العملات. لكن سرعان ما اكتشف السوق ان البنك المركزي الاوروبي ينفذ خطة في غاية الذكاء و هو اللعب بعامل الوقت و اظهار التغيير في العامل المادي لسوق ، المركزي الاوروبي فعلياً مدد وقت البرنامج التسهيل الكمي الى 9 اشهر في حين كان بالسابق 6 اشهر فقط. فالذي حصل هو كتالي :- التوقع الطبيعي كان يشير الى 80 مليار في ستة أشهر فقط و قد احتسبها السوق! 80 مليار * 6 أشهر = 480 مليار يورو 60 مليار * 9 أشهر = 540 مليار يورو ..!! فكما يظهر امامنا ان المبلغ لبرنامج التسهيل الكمي زاد عملياً 60 مليار يورو رغم رغم تخفيضه من 80 مليار الى 60 مليار . و ذلك لسبب بسيط هو توسيع المدة الزمنية الى 9 اشهر بدل من من 6 أشهر ، و لذلك نرى اليورو الان يسقط منهاراً امام كل العملات العالمية على رأسها الدولار الامريكي . لماذا يضطر البنك المركزي الاوروبي لهذا اللعب بالسوق ..!؟ البنك المركزي الاوروبي يعلم ان يوم الاربعاء القادم موعد الفائدة الامريكية في 14 ديسمبر و غالبية التوقعات ترجح قيام الاحتياطي الفيدرالي الامريكي برفع الفائدة كونه الاجتماع الاخير لسنة الحالية ، لذلك يريد اشارة ايجابية تحافظ على توازن اليورو كي لا يتلقى ضربتين على رأسه بحال تم رفم الفائدة ، ضربة بتمديد برنامج التسهيل و ضربه برفع الفائدة ، لذلك اوجد فكرة تقليص المبلغ من 80 الى 60 و مدد الوقت باعتقاد منه ان السوق قد يتفاعل ايجابياً مع تقليص المبلغ و يتجاهل تمديد المدة الزمنية له . صحيح ان ذلك حصل لكن لوقت قصير جداً حيث ارتفع اليورو في البداية و سرعان ما ادرك السوق لعبة المركزي الاوروبي و تم الاطاحة باليورو بشدة كما رأينا يوم الخميس و الجمعة نهاية الاسبوع الماضي كيف نزف بشدة اليورو امام اغلب العملات العالمية ، أخيراً على الجميع الاستعداد يوم الاربعاء القادم موعد قرار الفائدة الامريكية و اجتماع الفيدرالي الامريكي الذي يعتبر الاخير خلال العام الحالي و الذي سيحدد مسا الزوج للعام القادم . تم بحمد الله