هل تربك طفرة إنتاج الغاز الطبيعي في تكساس أسواق الطاقة؟
2017-04-11
ينتاب قطاع الطاقة العالمي الشعور بالحذر إزاء منطقة "الواحة" الواقعة في الغابة القاحلة غربي تكساس، والتي يلتقي بها تقاطعات كثيرة لأنابيب نقل الغاز الطبيعي، وذلك بعدما هبطت أسعار الغاز المبيع بها لما دون المستويات المحلية.
ويعد ضعف سعر غاز الواحة من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها لعمليات التنقيب في الحوض البرمي في تكساس ونيو مكسيكو، والذي أصبح من أهم مناطق أعمال النفط الصخري في الولايات المتحدة، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
بداية الانتعاش
مع تزايد عمليات استخراج النفط من الحوض البرمي ينمو إنتاج الغاز الطبيعي، ويتسبب هذا النمو في تجدد عدم اليقين بسوق الغاز في أمريكا الشمالية، علمًا بأن أمريكا تصدر الغاز المسال إلى الأسواق العالمية الآن.
- يستخدم الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء وتشغيل المصانع وصنع المواد الكيميائية وتدفئة المباني، وتقريبًا كافة الكميات المنتجة من الحوض البرمي هي "غاز مصاحب" أي أنها تأتي من آبار نفطية في الأساس.
- بعد استقرار أسعار النفط العام الماضي، تزايدت منصات التنقيب في الحوض البرمي، ومنذ مايو/ أيار ارتفع إنتاج النفط والغاز الطبيعي في المنطقة بنحو 14%، وبلغ إنتاج الغاز حاليًا حوالي 8 مليارات قدم مكعبة يوميًا.
- أصبحت النتائج الأولية لارتفاع إنتاج الغاز البرمي أكثر وضوحًا مؤخرًا، مع كشف النقاب عن مشروع خط أنابيب "بيكوس تريل" الذي يفترض أن ينقل الغاز من الواحة إلى قرب ساحل تكساس على بعد 468 ميلًا.
- من المقرر ربط هذا المشروع بخطوط الأنابيب المغذية للمكسيك ومحطة الغاز المسال قيد الإنشاء في ميناء كوروبس كريستي.
خطط وآمال
يباشر المنتجون أعمال الحفر أملًا في العثور على السبيل الأمثل لتحقيق الأرباح، لذلك يركزون على النفط، وربما يكون ذلك سببًا لدعم أعمال الغاز أيضًا، بحسب "Namerico Partners" المطورة لمشروع "بيكوس تريل".
- كشفت شركتا "Enterprise Products Partners" و"Kinder Morgan" مؤخرًا عن مشاريع محتملة لتدشين المزيد من خطوط الأنابيب لربط الواحة بوجهات في خليج المكسيك.
- من دون خطوط أنابيب جديدة، سيتواصل انخفاض أسعار الغاز البرمي مع نمو العرض، بعدما أصبح متوسط السر في الواحة حاليًا أرخص 31 سنتًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية عن المستوى الأمريكي القياسي.
- قال محلل الطاقة "جرانت غونتر" إن هذا الانخفاض سيتأثر مباشرة بتوسعات خطوط الأنابيب الوشيكة في الحوض البرمي، إذ إن هذه المشاريع تخلق حافزًا لربطها غاز الواحة بأسواق ذات أسعار أعلى.
- رغم تراجع الأسعار، إلا أن الشركات قد تواصل استخراج الغاز البرمي لأن عائداتها الأولية تستمد من بيع النفط، ومع تسارع نشاط الحفر في بعض مواقع الحوض، فإن إنتاج الغاز ربما يتضاعف تقربيًا هذا العام.
هل تنجح أمريكا في اقتناص الفرصة؟
يرى المحلل "تيم شنايدر" أن القدرة على استهلاك زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في تكساس محدودة، ما يمثل خطرا حال دفع المنتجون بإمداداتهم عبر الأنابيب بأسعار منافسة، ما يترتب عليه إضعاف الأسواق البعيدة مثل كاليفورنيا.
- تشير بيانات إدارة معلومات الطاقة إلى أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز ستبلغ 9.5 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال العام المقبل، بارتفاع نسبته 51% عما كانت عليه خلال العام الماضي.
- أكدت "Cheniere Energy" التي تعمل على بناء ميناء كوروبس كريستي دخولها في محادثات مع "نامريكو" و"إنتربريز" لاستخدام الأنابيب المزمع إنشاؤها، علمًا بأن الشركة أرسلت شحنات لـ18 دولة عبر محطتها في لويزيانا منذ العام الماضي.
- قد تمثل المكسيك منفذًا قريبًا للتصدير لكن هذه الفرصة ستكون موضع شك في ظل سعي الرئيس "دونالد ترامب" لإعادة صياغة اتفاق التجارة الحرة في أمريكا الشمالية.
- يؤكد محللون ضرورة حفاظ الولايات المتحدة على علاقات طيبة مع المكسيك وعدم الانقلاب على اتفاق "نافتا"، حيث إن صادرات الغاز الأمريكي لها بصدد أن تتضاعف، ما يشكل فرصة لبيع الغاز البرمي.