عندما تتقاتل الفيلة فإن الحشائش والأعشاب هي التي تعاني
العالم حين يقوده مجنون تتراجع العقول المثقفة ويكشر المستفيدون عن أنيابهم وتنأى النفوس الحكيمة بنفسها لتقتعد مكاناً قصياً تتفرج على ما تعلم مسبقاً أنه سيحدث.
لعل بعضكم قد سمع عن آخر لقاء للسيد كومي، والذي قال فيه بالحرف: إنه لا يستبعد أن يكون لدى الروس ممسكاً قوياً على ترامب هو ما يبتزونه به.
مثل هذا الكلام لا يخرج خبط عشواء من رجل كان يقود أكبر جهاز بحث جنائي، فمن يتتبع فترة حكم المستحاثة البشرية المسمى ترامب سيقع بلا شك على خيوط مؤداها ينبي أن الرجل يسير بطريقة مريبة للغاية، بل يلاحظ عليه أنه شخص مسير لا يملك من أمر نفسه شيء، ناهيك عن أن الدولة العميقة في أميركا تقف ضده على طول الخط، وهذا في حد ذاته ناقوس خطر على ترامب أن يعيه جيداً. إلا أن مستشاريه لا يرغبون في تنبيهه لغايةٍ في أنفسهم.
الحرب التجارية ماهي إلا بداية الشرارة لشيء أكبر مما تتوقعه البشرية -نسأل الله أن ينجينا الفتن والدمار-، سيما وأن الدائرة بدأت تتسع على ترامب، فالاتحاد الأوروبي من جهة والصين من الجهة الأخرى والآن دخلت روسيا على الخط، حتى البيت الأبيض عما قريبٍ سيكون مأوىً للبوم والغلابان بعد أن استقال الجميع.
ألا ترون أن الأمر محير ويدعو للاستغراب الشديد علاوة على علامات استفهام دامغة!!
هل حقق بوتن حلمه وهو الآن في طريقه لإعادة مجد الاتحاد السوفيتي السابق؟
هل نحن على أعتاب نظرية ونهج اقتصادي عالمي جديد بعيد عن نظرية القطب الواحد؟
هل القوم آسفوا رب الأرباب وحان الانتقام؟
لا نملك إلا الانتظار.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود