اخواني في البداية دعونا نناقش نقطة جوهرية ومهمة جدا في فلسفة ما يسمى بالتحليل الفني هناك نوعان من الناس النوع الأول يؤمن إيمان تام بأن الأخبار الاقتصادية أو الاحداث السياسية هي السبب الرئيسي في صعود ونزول الأسواق.
والرأي الثاني يرى عكس ذلك فهو يؤمن إيمان تام بأن الأخبار الاقتصادية او السياسية
ليس لها علاقة بصعود ونزول الأسواق بل ان المحرك الرئيسي للعرض والطلب هو سلوك المتداولين.
ولهذا دعونا نناقش هذه الفكرة بشيء من التفصيل والمنطق وهنا أستشهد بمقولة أينشتاين إذا تصور الإنسان أن تفكيره وسلوكه بمعزل عن حركة الكون فإنه يعيش حالة خداع بصري.
وعندما نتحدث عن الكون هل نستطيع القول بأنه غير محدود او لا نهائي بسبب عدم قدرتنا على قياسه
والقول بأن الكون لا نهائي فهذا يعني أننا نلغي وجود الله والأصح أن الكون نهائي ومحدود.
وعدم توفر الإمكانيات البشرية لقياس سعة الكون أو اتساعه فهذا لا يعني ان الكون لا نهائي ومن هنا نحتكم للعقل والمنطق إن الله هو الخالق الأزلي وكل ما سواه هو مستحدث ومحدود .
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لدينا السلوكيات البشرية
ولو سألنا انفسنا كم عدد هذه السلوكيات البشرية قد تكون 15سلوك بشري أو مائة سلوك بشري او ألف أو مليون سلوك بشري ولكن في النهاية لدينا عدد محدود من السلوكيات البشرية
وهذه السلوكيات تتجلى على شكل نماذج في لوحة الرسم البياني وتمكنت بفضل الله من رصد 29 نموذج منها 21 نموذج زمني وثمان نماذج سعرية. وكل نموذج من هذه النماذج يعكس سلوك المتداولين في هذه الفترة بغض النظر إذا كان هذا السلوك سلبي أم إيجابي.
ومن هنا دعوني أشير الى نقطة مهمة جدا ألا وهي إن نسبة الاحتمالية في النماذج التصحيحية تساوي صفر بينما في النماذج الدافعة يكون لدينا من احتمالين إلى ثلاثة احتمالات فعلى سبيل المثال لو قام مزارع بزراعة فدن قمح سيكون من السهل جدا أن نتنبأ بكمية إنتاج هذا الفدان من القمح ولكن لوكان المزارع في حيرة أمره
ماذا يزرع هل يزرع بطاطس أو بطيخ أو قمح سيكون لدينا عدة احتمالات بسبب عدم معرفتنا نوع الزراعة الذي يريد المزارع زراعتها .
وكذلك الحال في الموجات فنتيجة الموجات التصحيحية حتمية بعكس الموجات الدافعة فنتيجة الموجات الدافعة دائما ما تكون احتمالية
ومن هنا نفهم قوله تعالى
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ))