تداولات إيجابية للذهب، برغم انخفاض سعر برميل النفط و رغم التذبذب الحاد في أسواق صرف العملات الأجنبية و كذلك رغم الاختلاط في أداء مؤشرات الأسهم، إلا أننا نرى الذهب مستقر في أعلى مستويات له منذ 19/كانون الثاني-يناير/2011. ارتفع سعر الفضة و البلاتين كذلك خلال تداولات يوم أمس، فقد دعمت العديد من البيانات الاقتصادية يوم أمس طلب الذهب كملاذ أمن و كذلك طلبات لتغطية مخاطر التضخم.
أشارت البيانات الاقتصادية يوم أمس إلى ارتفاع في مستوى التضخم البريطاني إلى 4.0%، فيما نرى كذلك بأن النمو الاتحاد الأوروبي كان أقل من التوقعات خلال عام 2010، حيث اكتفى الاقتصاد بنمو مقداره 2.0% بعد تحقيق نمو 0.3% خلال الربع الرابع من ذلك العام مما أشار إلى استقرار وتيرة النمو عكس توقعات أشارت إلى احتمال بعض الارتفاع.
رغم هذا، إلا أننا شهدنا اليونان و قد انكمش اقتصادها بمقدار 6.6% خلال عام 2010 و قد انكمش الاقتصاد بمقدار 1.4% خلال الربع الرابع من عام 2010، أما ألمانيا فقد أظهرت تباطؤ واضح بل و شهدنا أن الميزان التجاري الأوروبي بقي على عجز مقداره 0.5 مليار يورو.
نضيف أيضاً على البيانات الاقتصادية الأوروبية البيانات الاقتصادية الأمريكية، حيث أن بيانات يوم أمس أشارت إلى أن مبيعات التجزئة شهدت تباطؤاً خلال شهر كانون الثاني-يناير الماضي، لكن في المقابل شهد قطاع الصناعة تحسّنا في النمو و الأداء خلال هذا الشهر لكن مع ارتفاع في أسعار الواردات.
كل تلك البيانات تجعل المعادن الثمينة تحت الطلب الكبير لطلب المعادن الثمينة كملاذ آمن من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي و كذلك لتكون كتغطية لمخاطر التضخم و التقلّب الكبير في الأسواق المالية عامة منها أسواق السلع و الأسهم. رغم انخفاض مؤشرات السلع يوم أمس، إلا أن أسواق المعادن الثمينة احتفظت في إيجابيتها. انخفض مؤشر s&p gsci بمقدار 7.03 نقطة متأثراً في انخفاض أسعار أدوات الطاقة و غيرها من الأصول و كذلك شهدنا انخفاضاً في مؤشر rj/crb للسلع مقداره 2.38 نقطة.
رغم الظروف القاسية التي تجتاح الاقتصاد الدولي، إلا أننا نرى سعر الذهب و قد أغلق على ارتفاع مقداره 0.83% خلال جلسة نيويورك يوم أمس و أغلق الجلسة عند سعر 1373.30 فيما ارتفع سعر الذهب بشكل طفيف خلال تداولات لندن ليغلق عند مستوى 1372.75 في السعر المسائي المثبّت. ارتفع سعر الفضة يوم أمس بمقدار 0.59% فيما ارتفع سعر البلاتين بمقدار 0.11% في نيويورك ليغلق كل منهما عند سعر 30.78 و 1831.00 على التوالي. نرى بأن الذهب كان الرابح الأكبر يوم أمس مما يجعل الاعتقاد بأن الطلب في أسواق المعادن الثمينة شمل يوم أمس طلب ملاذ آمن و تغطية مخاطر التضخم و تخفيض مخاطر الاستثمارات المالية الأخرى و هذا ما دعم سعر الذهب بشكل واضح.
هذا اليوم، نرى ميلاً للسلبية في تداول كل من سعر البلاتين و الفضة، فقد أثّرت بيانات النمو الأوروبي و التباطؤ في مبيعات التجزئة الأمريكية على طلب هذه المعادن، لكن الذهب ما زال يتداول في إيجابية هذا اليوم فوق مستوى إغلاق نيويورك.
يتداول سعر الذهب اليوم عند مستوى 1373.80 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.04% بينما نرى سعر الفضة الآن يتداول بانخفاض مقداره 0.29% عند مستوى 30.69 دولار للأونصة. البلاتين فقد خلال جلسة آسيا اليوم كل مكاسب يوم أمس إثر ظهور إشارات التباطؤ الاقتصادي في أوروبا و العديد من الدول و انخفض البلاتين ليتداول سعر البلاتين في هذه اللحظة عند مستوى 1826.00 فاقداً 0.27% من إغلاق نيويورك يوم أمس. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 01:41 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:41 بتوقيت غرينتش).
يبدو الذهب متمسكاً في قوته، و الطلب على الذهب مستمر في انتظار بيانات اقتصادية هذا اليوم أيضاً منها بيانات الوظائف البريطانية و محضر اجتماع البنك البريطاني، كذلك ينتظر المتداولون بيانات مرتبطة في التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية و كذلك بيانات من قطاع الصناعة و المنازل. كل هذه البيانات قد تكون سبباً لتذبذب كبير في سعر الذهب، لكن بشكل عام تبدو الإيجابية واضحة في الطلبات إلا أنه لا يجب استبعاد موجات تصحيح مضاربية في حال استحثت أي من هذه البيانات أو تحركات في أسواق السلع و الأسهم و العملات ذلك في أسواق المعادن الثمينة.