تداول أسعار العملات الأجنبية بشكل عام هذا اليوم في تذبذب كبير لكن في نطاق محدود، و نرى بأن الأسواق المالية يسودها الحذر و القلق في انتظار بيانات الوظائف الأمريكية و التي اعتدنا أن تحرّك الثقة و الأسواق المالية عامة. بذلك، قد تكون أسواق العملات الأجنبية تقف على قنبلة موقوتة موعدها تمام الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش !
مستجدات الاقتصاد البريطاني
شهدنا هذا اليوم حفنة من البيانات الاقتصادية أظهرت لنا ارتفاعاً في مستويات التضخم عند أبواب المصانع بحسب ما ظهر على مؤشر أسعار المنتجين للمخرجات و كذلك المدخلات، فقد ارتفعت أسعار المدخلات بمقدار 1.7% فيما ارتفعت أسعار المنتجات بمقدار 0.3% و هذا ما أظهر لنا احتمالات أن يبقى مستوى التضخم في بريطانيا مرتفع. و هنا، فكّر المتداولون في خطوة البنك البريطاني يوم أمس و التي تضمّنت رفع مبلغ شراء الأصول بمقدار 75 مليار جنيه إسترليني، و ما سوف يصحب ذلك من احتمال مزيد من الضغوط التضخمية.
لكن، بعد أن تم تخفيض تصنيف 12 شركة مالية بريطانية، أصبح المداولون أكثر تفهّماً لقرار البنك البريطاني أمس حتى مع ارتفاع التضخم، و المتداولون حالياً يجدون سبباً لبعض التفاؤل في ظل اتجاه العديد من الجهات الرسمية في العالم من البنوك المركزية للقيام بأساليب دعم للاقتصاد.
البيانات الاقتصادية الأوروبية و أسواق الأسهم الأوروبية
أظهرت بيانات ألمانيا هذا اليوم انكماشاً في الإنتاج الصناعي، و رغم أن هذا الانكماش أقل من التوقعات، إلا أنه ما زال يشير إلى أن مشكلة اقتصادية حقيقية تواجه أوروبا بتأثير من أزمة الديون السيادية. و قد شهدنا حيرة كبيرة هذا اليوم بعد أن خفّضت وكالة موديز تصنيف 9 شركات مالية برتغالية لتظهر لنا تعمّق أزمة الديون السيادية.
لكن، كان تأثير بيانات اليوم أقل سلبية مما اعتدنا أن تسبب سابقاً، فاتجاه البنك المركزي الأوروبي يوم أمس لإعادة استخدامه للسياسات المالية الغير اعتيادية و شراء السندات، أعطت المتداولون قليلاً من الثقة. اتجاه البنك المركزي الأوروبي نحو مساعدة الاقتصاد الأوروبي يقلل من تأثير أزمة الديون السيادية على الاتحاد الأوروبي، و رغم أن هذا شيء غير مؤكد و أن احتمال وقوع اليونان في الإفلاس أمر مرجّح فعلاً، إلا أن المتداولين هذا اليوم ما زالوا يعيشون قليلاً من التفاؤل، لكن مع حذر شديد سبب موجة من جني الأرباح في الأسواق المالية.
لو نظرنا إلى مؤشرات الأسهم الأوروبية هذا اليوم، سوف نرى بأنها تداولت في سلبية واضحة، و هذه السلبية ليست بسبب تفشّي التشاؤم في الدرجة الأولى، بل هي موجة جني أرباح سبقت بيانات الوظائف الأمريكية و التي من المتوقع أن تسبب تذبذب كبير في الأسواق المالية في العالم، و طبعاً المتداولون حالياً لا يريدون التعرّض لأي مخاطر خصوصاً مع حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق المالية.