القمة الأوروبية: اتفاق مبدئي بين قادة أوروبا على "ميثاق" أكثر صرامة للميزانية والديون
أفادت الأنباء الواردة من بروكسل حيث بدأت أعمال قمة لقادة الاتحاد الأوروبي مساء الخميس بأن الدول الأعضاء وافقت مبدئيا على اقرار "ميثاق مالي" أكثر صرامة لتشديد القواعد المنظمة لشؤون الميزانيات والديون الخاصة بالدول الأعضاء في منطقة اليورو.
وكانت فرنسا وألمانيا قد بادرتا الى طرح مقترح الميثاق المالي سعياً منهما لإنقاذ العملة الاوروبية الموحدة (اليورو).
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي أوروبي قوله "يوجد اتفاق بين الزعماء على الميثاق المالي الجديد" مضيفا ان من بين نقاط التي تم الاتفاق عليها : اتفاق على ان العقوبات على مخالفي قواعد الميزانية ستطبق بشكل تلقائي ما لم تعطلها أغلبية مشروطة أو ثلاثة ارباع الدول الاعضاء".
وأضاف الدبلوماسي أن القادة الأوروبيين ما زالوا يناقشون كيفية تعزيز الالية المستقبلية الدائمة للانقاذ المالي والمعروف باسم الية الاستقرار الاوروبية وهل ينبغي ان تحصل على رخصة مصرفية.
واضاف انه لم يتم بعد الاتفاق على افضل السبل لتنفيذ التغييرات.
السبيل الوحيد
ويريد هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الاوروبي ان توافق جميع دول الاتحاد السبع والعشرين على تغييرات القواعد عبر تعديل لمعاهدة الاتحاد الاوروبي لكن المانيا وفرنسا تقولان ان هذا ربما يكون ممكنا فقط بين دول منطقة اليورو السبع عشرة.
وكانت خمس دول من الاتحاد الأوروبي، بينها بريطانيا، قد أعربت عن معارضتها لتغيير شامل لمعاهدة الاتحاد الأوروبي.
بينما دعت فرنسا والمانيا إلى تبني هذه التغيرات باعتبارها السبيل الوحيد لمعالجة أزمة منطقة اليورو.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد حذر قبل انطلاق القمة من أن أوروبا تواجه الآن خطر التفكك على نحو غير مسبوق بسبب أزمة اليورو.
وأضاف أن لدى قادة منطقة اليورو بضعة أسابيع لاتخاذ قرارات بشأن الأزمة الراهنة في المنطقة، محذرا من التأخير في التعامل مع الأزمة.
في هذه الاثناء دعا رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو قادة الاتحاد الأوروبي، قبيل انعقاد القمة، إلى "فعل كل شىء" لانقاذ اليورو.
وقال باروسو "كل العالم يترقب، علينا أن نفعل كل شىء لانقاذ اليورو".
وأضاف في تصريحات من مدينة مرسيليا الفرنسية "من الضروري جدا أن نثبت جميعا، أن يثبت كل الاتحاد الأوروبي أن اليورو غير قابل للتراجع".
أوباما وميركل
من جانبه حذر جين ليونتي الوزير الفرنسي لشؤون أوروبا من أن العملة الأوروبية الموحدة والاتحاد الأوروبي نفسه سيكونا مهددين إذا فشل القادة الأوروبيون في معالجة أزمة الدين.
وأضاف في تصريحات للتلفزيون الفرنسي أن انهيار اليورو "يمكن أن يكون كارثة، ليس في أوروبا أو فرنسا فحسب، بل في كل العالم".
وتخشى الدول الأوروبية العشر التي لا تنتمي إلى منطقة اليورو، بما فيها بريطانيا، من أن تصير معزولة إذا قررت منطقة اليورو، بقيادة فرنسا والمانيا، تبني اتفاقية جديدة بمعزل عن بقية أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ناقش أزمة منطقة اليورو الأربعاء خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.
وأعلن البيت الأبيض أن الجانبين اتفقا على أن أي حل يجب أن يكون دائما وموثوقا به.
على صعيد متصل، التقى وزير الخزانة الأمريكي تومي غيثنر برئيس الوزراء الايطالي الجديد ماريو مونتي في روما لبحث سبل دعم منطقة اليورو.
كما بحث الجانبان المساعدات التي يمكن أن تقدمها المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي لمنطقة اليورو.
وأعرب غيثنر عن حرص الولايات المتحدة على نجاح القمة الأوروبية.