بدأت الاسواق المالية الاربعاء سنة 2013 بانطلاقة قوية مدفوعة باتفاق اللحظة الاخيرة الذي تم التوصل اليه في الولايات المتحدة لتفادي خطة التقشف القسرية المعروفة بـ “الهاوية المالية”.
فقد حققت الأسهم الأميركية الأربعاء أفضل اداء يومي لها في أكثر من عام وسط مشاعر ارتياح بين المستثمرين، وبنهاية التعامل قفز مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 2.35 بالمئة إلى 13412 نقطة، وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 2.54 في المئة إلى 1462 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 3.07 بالمئة إلى 3112 نقطة.
وربحت بورصة باريس 2,37 في المئة ملامسة اعلى مستوياتها منذ تموز/يوليو 2011, في حين ربحت سوق لندن 2,47 في المئة بعدما تخطت للمرة الاولى – ومنذ تموز/يوليو ايضا – عتبة الستة الاف نقطة. اما اسواق فرانكفورت وميلانو ومدريد فربحت 2,18 في المئة و3,60 في المئة و3,20 في المئة على التوالي.
وقال اسحق صديقي المحلل لدى مؤسسة “اي تي اكس كابيتال” ان الانفراج ضخم بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الديموقراطيين والجمهوريين والذي سمح بتفادي +الهاوية المالية+”, وهي مصطلح يعني زيادة تلقائية في الضرائب وخفضا كبيرا في النفقات العامة كانت, في حال دخلت حيز التنفيذ, لتعيد الاقتصاد الاميركي, الذي لا يزال في مرحلة التعافي, الى بؤرة الانكماش.
وانتظر المسؤولون السياسيون الاميركيون اللحظة الاخيرة لتفادي علاج التقشف الذي كان سيطبق في بداية 2013 بسبب عدم الاتفاق. وهذا الاستحقاق شغل بال المستثمرين لاسابيع عدة ولو ان معظمهم كان يتوقع مخرجا ملائما.
من جهته، رحب صندوق النقد الدولي بهذا الاتفاق لكنه اعتبره غير كاف, مطالبا البرلمانيين الاميركيين بالاتفاق على “خطة متكاملة” تحل جذريا مشاكل المالية العامة.
والاتفاق الذي تم تبنيه ليل الثلاثاء ينص على زيادة الضرائب على الاسر التي يفوق دخلها السنوي 450 الف دولار. الا انه يترك في المقابل مسائل عدة دون تسوية ويرجىء مسألة الاقتطاعات التلقائية في النفقات العامة ولا سيما النفقات العسكرية.
ورأى جان لوي مورييه الخبير الاقتصادي في شركة “اوريل بي جي سي” للوساطة انه وبالنظر الى ما تقدم فان الاتفاق “يبقى منقوصا وقد يحصل توتر جديد لدى المستثمرين ما ان تستأنف المفاوضات حول سقف الدين العام والاقتطاعات المالية”.
واضاف مورييه “لكن المستثمرين يرحبون خصوصا اليوم بارادة التسوية التي ابداها الحزبان السياسيان الكبيران. نرى ان بامكانهما تقريب مواقفهما وهو الامر الذي كان حتى قبل وقت قصير امرا غير متوقع. انه امر مطمئن جدا للاسواق”.
وتؤكد عدة ارقام جيدة “استقرار وتيرة النمو في الصين وبشكل أعم في الدول الناشئة”, بحسب ما اعلن خبراء الاستراتيجية في بنك “كريدي ميوتشول-سي آي سي”.
وتواصل توسع النشاط الصناعي في الصين خصوصا في كانون الاول/ديسمبر وفق الوتيرة التي كانت سائدة في تشرين الثاني/نوفمبر. ويتوقع الخبراء بالتالي تسارعا في النمو الاقتصادي لهذا البلد في الفصل الرابع بعد سبعة فصول من التباطؤ.