دبي تحتضن البيتكوين وتؤسس المجلس العالمي للتعاملات الرقمية
أعلنت «مؤسسة دبي لمتحف المستقبل» عن تأسيس «المجلس العالمي للتعاملات الرقمية»، بهدف استكشاف وبحث التطبيقات الحالية والمستقبلية لها، والعمل على تنظيم التعاملات الرقمية عبر منصات تكنولوجيا البلوك تشين (Blockchain) التي يمكن من خلالها تسجيل وتوثيق المعاملات الرقمية والتداولات كافة باستخدام عملات البيتكوين الرقمية (Bitcoin) وغيرها، وذلك في إطار تبني أحدث الابتكارات والممارسات الناجحة على مستوى العالم. كما سيبحث المجلس تداعيات هذا الابتكار على مستقبل المال والأعمال ودوره في تسهيل التعاملات ضمن القطاعات المختلفة المالية وغير المالية وزيادة كفاءتها واعتمادها.
يمكن الاستفادة من منصات التعاملات الرقمية «البلوك تشين» للقيام بالتداولات المالية الرقمية بموافقة جميع الأعضاء، مما يحد من عمليات الاحتيال وغسيل الأموال، فعلى سبيل المثال، العملة الرقمية غير قابلة للتزوير أو التلف ويمكن نقلها عبر الحدود بكل سهولة، كما يمكنها تسهيل عملية التسوق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية.
ويمكن تعريف «البلوك تشين» بأنه بروتوكول رقمي للقيام بالتعاملات ونقل الأموال باستخدام شبكة واسعة من الحواسيب المنتشرة حول العالم، وأن القواعد التي يحتاج هذا البروتوكول إليها هي: توافر عملة إلكترونية، والسجل الدقيق، وثقة مطلقة بين المتداولين، كما يمكن أن تكون بيانات هذه العمليات خاصة أو عامة، وفقاً لاختيار نوعية سرية المعلومات الشخصية للأطراف المعنية بعملية التداول.
ويأتي الإعلان عن تأسيس المجلس العالمي للتعاملات الرقمية (The Global Blockchain Council) في إطار سعي مؤسسة دبي لمتحف المستقبل لتبني استراتيجيات تطوير علوم المستقبل والابتكار واستشراف الجيل القادم للتكنولوجيا، وهدفها الرامي إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات في تبني التكنولوجيا الواعدة في القطاعات ذات الاهتمام الاستراتيجي والإسهام في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار والتفكير المستقبلي.
خدمات مدن المستقبل
وقال سيف العليلي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لمتحف المستقبل، إن تشكيل المجلس يعد خطوة جديدة ضمن إطار متطلبات الجيل الجديد من الخدمات في مدن المستقبل الذكية وتطوير حلول تنموية مبتكرة، ويسهم في تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية الابتكار لمواكبة متطلبات المستقبل، والإسهام في تحفيز الاختراعات والابتكارات.
وأضاف العليلي أن دراسات عدة تشير إلى أن حجم السوق العالمي للتعاملات الرقمية يصل إلى 9.5 مليار دولار، كما يُتوقع أن يصل حجم الاستثمارات العالمية في تكنولوجيا التعاملات الرقمية «البلوك تشين» إلى 300 مليار دولار خلال الأربع سنوات المقبلة، موضحاً أن النمو الكبير في حجم التداولات باستخدام منصات التعاملات الرقمية «البلوك تشين» خلال عام 2015 الذي وصل إلى 56% يشير إلى الفرص الكبرى التي يمكن انتهازها من خلال التطبيق الأمثل لهذه التكنولوجيا في القطاعات ذات العلاقة.
وأكد العليلي، أن المجلس سيعمل على إطلاق مجموعة من المبادرات المبتكرة للتعريف بمنصات بلوك تشين (Blockchain) والعملات الرقمية وتحديد إيجابياتها وسلبياتها، إضافة إلى رسم خريطة طريق حول الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا الناشئة، حيث يضم المجلس ممثلين عن الجهات الحكومية وشبه الحكومية والمناطقة الحرة المالية والتكنولوجية، إضافة إلى مجموعة من الشركات العالمية والشركات الناشئة والمطورة لتكنولوجيا التعاملات الرقمية «البلوك تشين».
وقال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: «في ظل العصر الرقمي الذي ينمو بوتيرة متسارعة، نشهد بين الحين والآخر حلولاً تكنولوجية مبتكرة تغير نظرتنا إلى عالم الأعمال. وتشكل بلوك تشين (Blockchain) تكنولوجيا رائدة من شأنها أن تحدث تغييراً جذرياً في طريقة عمل الحكومات والشركات. ويشرفنا في مركز دبي المالي العالمي أن نحظى بعضوية المجلس العالمي للتعاملات الرقمية في دبي. ونتطلع قدماً للعمل مع زملائنا في المجلس لاستكشاف الفرص التي يمكن أن توفرها تكنولوجيا بلوك تشين في القطاع المالي والاقتصاد ككل».
سرعة
وفي السياق نفسه قال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة، «أحد أدوار المجلس هو ضمان وجود دبي في طليعة السباق وتقديم أفكار وتوجيهات بكيفية استفادة العملاء من تكنولوجيا البلوك تشين (Blockchain) وأعضاء دبي للسلع المتعددة، والمساهمة في اقتصاد دبي. فتكنولوجيا البلوك تشين (Blockchain) توفر السرعة في القيام بالمعاملات وتخفض من تكاليف القيام بهذه المعاملات وهذا من أساسيات استراتيجية مركز دبي السلع المتعددة. وبهذه التوجهات، سيقوم مركز دبي للسلع المتعددة ببذل كل ما في وسعه لتحقيق المزيد من المشاريع بالتعاون مع المجلس العالمي للبلوك تشين (Blockchain)، وعدم الاكتفاء بمشاريعها التجريبية مع BitOasis و Kraken Exchange»
وقال عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة دو: «يشهد العالم أشكالاً مبتكرة جديدة للعمليات الرقمية ويتميز قطاع التعلاملات الرقمية بالقدرة على قيادة الثورة الرقمية المقبلة. وتجسد منصة بلوك تشين (Blockchain) النظام الأحدث لإجراء التعاملات الرقمية التي تشمل العديد من الأطراف المعنية، وليس من المستغرب أن تأخذ دبي زمام المبادرة في هذا القطاع المستقبلي نظراً لمكانتها الرائدة على صعيد المنطقة والعالم».
قال الشريك المؤسس ورئيس شركة «بلوكتشين»، نيكولاس كاري، إن العملة الرقيمة «البيتكوين» تختصر الطريق لإيصال الخدمات المالية إلى الكثير من الناس الذين يفتقرون إلى المعاملات المالية والبنكية، والذين يصل عددهم إلى 2.5 مليار نسمة حول العالم.
وأضاف، في الجلسة التي حملت إسم «هل العملة الرقمية هي مستقبل المال؟» ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات بدبي، أنه لا بد من البحث عن الأمور التي تريح الناس من حيث إيجاد وسيلة وقناة دفع مالي سلسة، مشيرا إلى أن الحل لذلك يكمن فيما يسمى عملة «البيتكوين» أو العملة الرقمية.
وأوضح أن العملة القمية هي أشبه بمنصة أوبروتوكول مالي تقني لتنقل الأموال وأكبر مشروع حوسبي حول العالم، لافتا إلى أنه يحتاج إلى سجل موثوق لتتبع المعلومات.
وأشار «كاري» إلى أن تاريخ «البيتكوين» حديث ويعود إلى عام 2008، وفي 2010 تم القيام بأول معاملة رقمية.
وأضاف أن كل شيء في حيتاتنا تحسن وتطور وبالتالي فلا بد للمعاملات المالية من أن تواكب التطورات في باقي القطاعات والمجالات.
وأكد أن العملة الرقيمة ستسهل الكثير على الناس وستتيح للكثير ممن لا تصلهم الخدمات المالية الاستفادة منها بطرق مبتكرة، فنحو 2.5 مليار شخص في العالم لا يصل إلى الخدمات المالية، ونحو 33 في المئة من الشباب لا يتوقع أن يكون ليهم معاملات بنكية في الخمسة سنوات المقبلة، وبالتالي فمن البديهي أن العملة الرقمية ستوفر في الوقت وفي تسهيل وصول الناس إلى الخدمات المالية والرقمية.
وأوضح «كاري» أن حماية المعاملات المالية يمكن ان يكون أجدى وأكثر سهولة ومرونة عند التعامل بالعملة الإلكترونية.
وبيّن أن انتشار العملة الرقمية حول العالم سيكون سريعا في السنوات المقبلة، لافتا إلى أن المترددين في تبني العملة سيكونون مضطرين لقبولها والتعامل بها في مرحلة ما، وأن الكثير من الشركات الكبرى حاليا تقبل هذه العملة وتتعامل بها.
وتشير تقارير قطاع التداول الرقمي إلى أن متوسط حجم المعاملات باستخدام العملة الرقمية (Bitcoin) يبلغ 105.6 ملايين دولار في اليوم، وتقدر القيمة السوقية للعملة الرقمية (Bitcoin) بنحو 6.5 مليارات دولار. وتعد (Bitcoin) واحدة من أكثر العملات الرقمية استخداماً بالإضافة إلى ريبل (Ripple)، وداش (Dash)، وأورو كوين (Auroracoin).
32 عضواً من اللاعبين الرئيسيين في القطاع
يتكون المجلس من 32 عضواً من اللاعبين الرئيسيين المحتملين في قطاع التعاملات الرقمية بما في ذلك مجموعة من الجهات الحكومية والمصارف الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمناطق الحرة وشركات التكنولوجيا العاملة في مجال التعاملات الرقمية وسيسهم أعضاء المجلس في لعب دور مهم عبر تبادل الأفكار المبتكرة والاتجاهات المتوقعة لقطاع التداولات المالية باستخدام العملات الرقمية.
وتشمل قائمة أعضاء المجلس كلاً من: مكتب دبي الذكي، حكومة دبي الذكية، مركز دبي المالي العالمي، دبي القابضة، تيكوم للاستثمار، شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، بنك الإمارات دبي الوطني، مصرف الإمارات الإسلامي، مركز بي للسلع المتعددة، مايكروسوفت، ساب، آي بي إم، سيسكو،، سوق دوت كوم، كريم، بنك المشرق، إنفو سيس، ومضة، بربيرتي فايندر دوت كوم، كراكين، بيت أواسيس، أومبير لابس، أسنرو لابس، يلو باي، سمارت ستارت فوند، إيثيريوم، فيكتور كوينغ، برايفيتي، ديجيتوس، نتوورك انترناشيونال وغيرها.
وسيسهم المجلس في دعم مختلف الجهات الحكومية والشركات الخاصة في دولة الإمارات لتعزيز فهم استخدامات هذه التكنولوجيا والجوانب التنظيمية المرتبطة بها، وإجراء مشاريع تجريبية لاختبار مدى استعداد الأسواق لتبني العملات الرقمية. وسيتم تنفيذ المشروع التجريبي الأول (BitOasis) من قبل مركز دبي للسلع المتعددة في مجال تسجيل وتطبيق العقود المرنة باستخدام منصة بلوك تشين (Blockchain). أما المشروع التجريبي الثاني كراكن بيتكوين إكسشنج (Kraken Bitcoin Exchange)، فسيساعد مركز دبي للسلع المتعددة على توظيف منصة بلوك تشين (Blockchain) في عمليات التمويل الإسلامي.
منصة
تدعم منصة بلوك تشين (Blockchain) أكثر من 2 مليون محفظة للعملة الرقمية بيتكوين (Bitcoin) وهي مدعومة من أنظمة تشغيل آبل وأندرويد وشبكة الإنترنت. وهي متاحة في جميع أنحاء العالم بأكثر من 15 لغة، ويمكن للمستخدمين إرسال العملة الرقمية من خلال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، مع الحفاظ على خصوصية المستخدم ومستويات الأمن والحماية.