بيانات أوروبا تقلق المتداولين، و تكسب الدولار قوّة
انخفضت الشهية الاستثمارية و قابلية المخاطرة في الأسواق المالية هذا اليوم بعد أن أصدرت ألمانيا بيانات أشارت إلى أن الاقتصاد الألماني بالكاد تجنّب الانكماش و حقق نمواً أقل من التوقعات لا يتعدّى 0.1% خلال الربع الثاني من هذه السنة. كذلك، أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي نمواً ضعيفاً أقل من التوقعات أيضاً، محققاً الاقتصاد نمواً في الناتج المحلي الإجمالي مقداره 0.2% و هذا أيضاً ما دون التوقعات.
كذلك، لو نظرنا إلى بيانات الميزان التجاري، فقد أظهرت البيانات الأوروبية إلى توسّع في العجز وصولاً إلى مستوى 1.6 مليار يورو بالنسبة للقيمة المعدّلة موسمياً، هذا و نرى بأن بيانات بريطانيا اليوم أظهرت ارتفاعاً مقلقاً في مستوى التضخم الذي وصل إلى 4.4% ليحد هذا من قدرة البنك البريطاني في دعم الاقتصاد الملكي.
إن هذه البيانات جعلت المتداولين يعودون للنظر في خطورة أزمة الديون الأوروبية و تأثيرها العميق على الاقتصاد بل على الاقتصاد الدولي كله، و هذا ما سبب موجة من جني الأرباح في أسواق الأسهم، و سببت اتجاهاً نحو الأصول الآمنة و الأصول المخفضة العائد، و هذا ما أكسب الدولار الأمريكي قوّة هذا اليوم مقابل سلّة العملات الأجنبية دفعت في مؤشر الدولار للارتفاع من مستوى 73.80 إلى مستوى 74.16 و ما زال المؤشر الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلّة العملات الست الرئيسية في العالم يتداول قريباً من الجزء الأعلى من نطاق تداولات هذا اليوم.
البيانات الاقتصادية التي ظهرت أضعفت اليورو، و جعلت سعر صرفه مقابل الدولار الأمريكي ينخفض من الأعلى الذي تحقق عند سعر 1.4455 دولار لليورو الواحد وصولاً إلى المستوى الأدنى لهذا اليوم عند سعر 1.4356 دولار لليورو الواحد. بالنسبة للتحليل الفني، فهو يظهر أهمية صمود مستوى 1.4365 من أجل الإبقاء على فرصة عودة الاتجاه الصاعد بسرعة، و إلا كان على الزوج اختبار مستويات الدعم 1.4300 بل ربما اختبار مستوى 1.4255 في حال تم كسر الدعم الأول المشار له. من الأعلى، فمستوى المقاومة 1.4410 يمثّل أول العوائق الفنية أمام الزوج و التي تفصله عن الأعلى الذي تحقق اليوم.
حيرة كبيرة اعترت المتداولين بعد صدور بيانات التضخم البريطاني هذا اليوم، فارتفاع مستوى التضخم قد يحد من قدرة البنك البريطاني على القيام بسياسات تسهيل ائتماني جديدة، بل و يعتقد البعض بأن هذا الارتفاع في مستوى التضخم يتطلّب رفعاً في الفائدة، لكن في نفس الوقت، لا يستطع البنك رفع الفائدة دون النظر إلى الاقتصاد الذي يقف عند حافة الانكماش فيما الاقتصاد الدولي ككل يتباطأ و الاقتصاد الملكي كذلك.
بالرغم من أن بيانات التضخم التي صدرت كان من المفترض بها دفع الجنيه الإسترليني للارتفاع بشكل قوي هذا اليوم، لكن المتداولين يعتقدون بأن رفع الفائدة في بريطانيا حالياً أمر مستبعد جداً، و قد يكون ارتفاع التضخم سبب لقلق جديد على أداء الاقتصاد البريطاني. و مع موجة ارتفاع الدولار، انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم من سعر 1.6400 وصولاً للأدنى عند مستوى 1.6321 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
التحليل الفني ليس متفاءل جداً في الجنيه، إذ أن الجنيه تبدو عليه ملامح الاتجاه الهابط بما أنه عاجز عن الثبات فوق مستوى 1.6475-1.6500، و الثبات ما دون تلك المستويات قد يبقي الضغوط السلبية على الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بل قد يدفعه للانخفاض نحو الدعم 1.6335 و الذي بكسره قد نرى امتداد الاتجاه الهابط أكثر.
كالعادة، نجد الين الياباني يحاول اكتساب العزم الصاعد مستفيداً من حالة القلق و التشاؤم التي تسود الأسواق المالية، لكن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم مقابل سلّة العملات الأجنبية حد من اتجاه سعر صرف الين الصاعد. بل أن المتداولين قلقون من حصول تدخل في سعر صرف الين الياباني إلا أنهم لا يقومون ببيعه في ظل حالة التشاؤم الحالية. لذلك، نرى سعر صرف الين الياباني يتداول في نطاق جانبي للجلسة الخامسة على التوالي، و هذا اليوم، تداول الزوج بين مستوى 76.68 و مستوى 7.90 ين للدولار الأمريكي الواحد في نطاق ضيق جداً.
يمثّل مستوى الدعم 76.25 خط الدفاع الأخير أمام الدولار الأمريكي، فالثبات فوق هذا المستوى فنياً هو الذي يمنع انزلاق الدولار أمام الين. فيما، لو تم كسر هذا المستوى فقد نرى اتجاهاً هابطاً للدولار مقابل الين الياباني. في المقابل، على الدولار الأمريكي إثبات كفاءته و قدرته على الاستقرار فوق المقاومة 77.40 من أجل إثبات أنه قادر على الخروج من النطاق الجانبي و دخول موجة صاعدة مقابل الين الياباني.
الآن، نحن في انتظار البيانات الأمريكية، و هذه البيانات تشمل بيانات المنازل و الإنتاج الصناعي، و توقعات بيانات المنازل تشير إلى احتمال انكماش حد في المنازل المبدوء إنشائها إلى جانب ان بيانات الإنتاج الصناعي من المحتمل أن تشير إلى بعض التحسّن. في حال أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية سلبية، فقد نرى الدولار الأمريكي يكتسب المزيد من العزم الصاعد بسبب طلبه في ظل الابتعاد عن الأصول المرتفعة العائد، بينما لو شهدنا مفاجأة في الأسواق و استطاعت البيانات أن تظهر لنا سلبية أقل من المتوقع أو إيجابية، فقد نرى الدولار الأمريكي يعود للانزلاق مقابل سلّة العملات الأجنبية المرتفعة العائد منها على وجه الخصوص.