ألمانيا تضرب في اليورو و تفقده كل مكاسب يوم الجمعة الماضي
استطاع سعر صرف اليورو هذا اليوم أن يرتفع محققاً ملامسة لأعلى مستوى له منذ 15/أيلول/2011 الماضي عند سعر 1.3913 دولار لليورو الواحد وسط التفاؤل الذي ساد بعد أن اتجهت الدول العظمى الـ 20 لطلب أن يزيد صندوق النقد الدولي تدخلّه في أزمة الديون السيادية لتخفيفها و تقليل احتمالات امتدادها. لكن، جاءت ألمانيا هذا اليوم لتضرب في اليورو و يسقط من ذلك المستوى الأعلى الذي تحقق هذا اليوم.
قالت المستشارة الألمانية بوضوح بأن " الأحلام التي تتجه لتخيّل بأن حزمة الإنقاذ الحالية سوف تكون قادرة على حل كل المشاكل، لن تجد لها مكاناً في وقت قد لا تكون الحزمة قادرة على الوفاء بما هو متوقّع منها". كما قال الناطق الرسمي باسم ميركل" ستيفن سيبرت " في مؤتمر صحفي في برلين هذا اليوم، بأن الأزمة الأوروبية سوف تمتد بالتأكيد إلى العام المقبل.
إن مثل هذه التصريحات كانت صعقة للأسواق المالية دفعت في مؤشرات الأسهم الأوروبية للانخفاض فاقدة كل مكاسبها المبكّرة و ليتداول مؤشر داكس الألماني على انخفاض يقارب 0.11% فيما نرى بأن مؤشر كال الفرنسي أيضاً و قد انخفض بمقدار 0.16%.
إن عودة الخوف إثر تصريحات ألمانيا اليوم سببت انخفاضاً حاداً في سعر صرف اليورو، و هذا الانخفاض دفع سعر صرف اليورو ليفقد كل مكاسبه التي تحققت يوم الجمعة الماضية و لامس إثره الأدنى عند مستوى 1.3763 دولار لليورو الواحد.
إن التحليل الفني يظهر بأن الانخفاض الذي حصل حسّاس جدا، حيث أن عودة التداول فوق مستوى 1.3825 هي مفتاح عودة الإيجابية لسعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي، لكن استقرار التداول ما دون ذلك المستوى قد يكون دافعاً لأن نرى مزيداً من الضغوط السلبية اللحظية.
انخفاض الجنيه الإسترليني متأثراً في حالة القلق في الأسواق المالية
انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني بالرغم من المكاسب المبكّرة التي حققها اليوم، حيث نرى بأن سعر صرف الجنيه الإسترليني قد انخفض بعد ملامسته للأعلى عند مستوى 1.5847 دولار للجنيه الإسترليني الواحد و ليحقق الأدنى عند سعر 1.5728 دولار للجنيه.
موجة الدولار الصاعدة التي حصلت مقابل الجنيه الإسترليني و مقابل العديد من العملات الأجنبية كانت بسبب الاندفاع نحو جني الأرباح في الأسواق المالية ذات العائد المرتفع، و ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي كان دافعاً للجنيه لينخفض.
الانخفاض الذي شهده سعر صرف الجنيه الإسترليني اليوم دفعه للتداول ما دون مستويات 1.5780، و الثبات ما دون هذا المستوى يعتبر سلبي بحسب التحليل الفني، و الثبات في المستويات الحالية أفقد الجنيه الإسترليني كل ما اكتسبه خلال جلسة يوم الجمعة، و في حال أغلقت تداولات هذا اليوم ما دون مستوى 1.5780، فيعتبر عندها التحليل الفني بأن الاختراق الذي حصل لهذا المستوى خلال جلسة يوم الجمعة مجرّد اختراق وهمي.
الدولار الأمريكي يرتفع مقابل الين في محاولة جديدة للخروج من النطاق الجانبي
أظهرت البيانات الاقتصادية اليابانية اليوم انخفاضاً في نمو الإنتاج الصناعي مقارنة في التقديرات السابقة للمؤشر العائد لشهر آب الماضي، حيث نرى بأن الإنتاج الصناعي انخفض نموّه إلى 0.4%. هذا الانخفاض أعاد إيقاظ قلق المتداولين من أن يقوم بنك اليابان في التدخّل مجدداً في أسواق صرف العملات الأجنبية لخفض سعر صرف الين الياباني، حيث أن ذلك قد يساعد على زيادة الصادرات اليابانية مما يحسّن الاقتصاد الذي ما زال يعاني من أسوأ فتراته.
موجة الدولار الصاعدة التي حصلت اليوم بفعل القلق الذي عاد ليجوب الأسواق المالية تجاه أزمة الديون السيادية الأوروبية دفعت في سعر صرفه للارتفاع من مستوى 77.05 إلى مستوى 77.45 ين للدولار الأمريكي الواحد، محاولاً بذلك مرّة أخرى أن يخرج من النطاق الجانبي الذي تداول فيه بين مستويات 77.70 و 76.00 منذ التاسع من شهر آب الماضي.
التحليل الفني يظهر لنا ميلاً إيجابياً، لكن هذا الميل الإيجابية بحاجة لتأكيده أن نرى استقراراً فوق مستوى 77.70 و ذلك لتأكيد الخروج من النطاق الجانبي، و في حال نجح الدولار في تحقيق ذلك، فقد نرى موجة صاعدة أخرى للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني. لكن يجب أن نعلم بأن فشل الثبات فوق المستوى المشار له، يعتبر سلبي على الزوج و قد يسبب عودة انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني.