أرفع للإخوة المتداولين هذا التوجيه
للأخ الوافي رحمه الله
-----------
و الصلاة على سيد الخلق .. و من بعثه الله رحمة للعالمين
نبينا محمد .. صلى الله عليه و سلم
و صلى الله على آل بيته .. و صحابته الكرام .. و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
كلامي هذا موجه الى أخي المتداول البسيط .. الذي يسعى في طلب رزقه ليسد حاجته من حطام الدنيا الفانية
أخي المتداول البسيط
أعجب من شخص يبدأ السوق بدون ذكر الله .. و دعاء السوق .. و قد نسي الله
و الله قريب منه يجيب دعوة الداعي اذا دعاه ..
أعجب من أحدكم لا يكثر الصلاة على سيد الخلق .. و هو الذي خيره ربه بين خلود في الدنيا .. و أختار قرب الحبيب ..
فعجبا لمن يفتن بدنيا أعرض عنها خير المرسلين .. و أختار ما عند الله
و ما عند الله خير و أبقى ..
أعجب لأحدكم ينام وهاجس الاستيقاظ للسوق في خلده .. و يوصي أهله .. و يوقت الساعة و المزامير ..
و ينام قرير العين .. و ليس في خلده هاجس أن يستيقظ للصلاة ..
و نسي أن المال مال الله .. يؤتيه من يشاء .. و يسلبه ممن يشاء ..
أخي المتداول البسيط
يعز علي أنك ترى السوق يصعد .. و يفوتك الربح ..
و تدخل السوق .. و ينتهي يومك بخسارة ..
يعز علي أنك متمسك بأسهمك تنتظر صعودها .. و لا تصعد ..
و ترى غيرها قد حقق أرباحا فلكية في فترة قصيرة .. فتتحسر ..
يعز علي أنك تتخبط من سهم إلى سهم .. و من محلل فني إلى محلل فني آخر .. و من هذا المنتدى إلى آخر غيره ..
و تعود إلى فراشك .. كما الأسد الجريح يزأر .. و قد أثخنته الجراح
يالها من جراح مؤلمة .. و لكن الأسد لا يستسلم .. و يعود من صباح اليوم التالي في جولة أخرى
تنتهي .. بموال يطول شرحه .. و لكن كأنه ينكأ جراحا جديدة .. لم تندمل بعد ..
أخي المتداول البسيط
اسمع لهذه القصة .. أخبرني رجل من كبار موظفي شركة ارامكو السعودية .. ممن يتقاضون مرتبات هي أشبه بأرقام سرعة الضوء .. يقول لي .. كنت فيما مضى أنتظر يوم 27 من الشهر الميلادي على أحر من الجمر .. فهو يوم إيداع الرواتب في البنك .. و أحيانا أضطر للاستلاف من صهري أو من زملائي مئة أو مئتين حتى ينزل الراتب في الحساب .. أيام بؤس نسيتها .. فمن الله علي و دخلت سوق الأسهم .. فأدركت الركب الأخضر .. و من كثرة النقود بدأت لا أعلم ماذا دخل الحساب اليوم .. و ماذا خرج منه .. و أعطيت أحد أخوتي وكالة شرعية ليتابع عقاراتي و إيداعاتي .. فأنا رجل مشغول .. مشغول جدا .. وفي أحد الأيام و أنا أراجع حساباتي .. و جدت مبلغا كبيرا دخل الحساب .. و ليس عليه أي تعليق .. فصرفت الليل كله أبحث من أين أتى هذا المبلغ .. و اتصلت على أخي .. و قال أنا لم أودع شيئا في حسابك .. و أذن الفجر و أنا على هذا الحال .. ذهبت الى الفجر متأخرا .. فأدركت الجماعة .. و صليت السنة بعد الفجر .. فتذكرت و أنا ساجد .. أن اليوم هو يوم نزول الرواتب .. فعرفت من أين أتى المبلغ .. فبكيت في سجودي أمام عظمة العظيم .. أمام عظمة الغني .. أمام جبروت الجبار .. أمام رحمة الرحيم .. الآن أيها العبد الضعيف .. لا تعلم أن لك مرتبا ينزل في آخر الشهر .. الآن أدركت أنك مهما بلغت فأنت من طين .. لا تسوى أنت و هذه الدنيا عند الله جناح بعوضة .. فقال .. فرغت من صلاتي .. و أقسمت أن لا آخذ منه شئ .. و أولي القربى أولى بالوصل ..
فهل أنت يا أخي .. تذكرت أن لك قريبا محتاجا .. أو أخا لك مديونا ألجمه الحياء و التعفف .. او عمة أو خالة مسكينة .. ترى أن قيمة البيتزا و الوجبات السريعة التي تأكلها أنت و أطفالك تسد حاجتها لشهر .. أتق الله في نفسك .. و اعلم أن ما على التراب تراب .. و أن المال مال الله .. و هو قادر على سلبه منك ..
أخي المتداول البسيط
هل سالت نفسك يوما .. لماذا أخسر .. و غيري يكسب
هل قيمت تصرفاتك لشهر مضى .. و وقفت على مواطن الخلل
دعني أخبرك شيئا مهما .. من أناس بسطاء مثلي .. أستمع اليهم .. جلهم من أقاربي
الخلل ليس في التحليل .. و ليس في المنتدى .. و ليس في أحد آخر
الخلل بكل بساطة في سلوكك كمتداول .. أنت تعامل هذا السوق كأنه مركز تجاري للتبضع ..
و هذا غير صحيح .. لأن في المركز التجاري تعرف من سرقك .. إن كان هنالك سرقة ..
أما هنا في سوق الأسهم ..
فأنت من سرق نفسه .. و أنت المسروق .. و أنت السارق .. و أنت رجل الأمن
أخبرني أحدهم اليوم .. أنه اخرج ربحا طيبا اليوم من سهم سدافكو .. قلت له كيف ؟
قال أحفظ سلوكه .. ينزل 80 فأشتريه .. و يصعد ريالين فأبيعه .. و هكذا حالي طوال اليوم ..
قلت له .. و لماذا لم تأخذ بتوصية أحد .. قال .. ثقل رأسي و أختلطت علي الأمور .. فاخترت أن يكون لي سهما مدللا .. و سيأتي اليوم الذي أعرف كيف يكون لي سهم اتفائل به .. فضحكت .. فقلت له .. أستمر على هذا و سيأتي يوم تضحك على كل من يحلل .. و يقول أن السوق صاعد أو هابط .. فلن يهمك صعود أو هبوط .. مادام عندك وسيلة الصيد .. سواء كنت في سفح الوادي .. أو في رأس جبل ..
أخي المتداول البسيط
هل سألت نفسك يوما لماذا يعاندك الحظ .. أو كما يقولون "وين ما تطقها عوجا"
أتريد الإجابة الصادقة ..
لأنك تؤمن بالحظ .. و المسلم الذي يحسن الظن بربه يؤمن بالرزق ..
و أن للرزق ربا يبسطه لمن يشاء .. و يقدره على من يشاء ..
و لكنه قال " و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ..
فكيف تغامر بنقودك و نقود غيرك كلها في سوق مخاطره عالية .. و بدون علم و دراية .. و تجري خلف كل مزمار .. هل تعلم أن جميع من يزمرون متعلقين .. و ليس ضروريا أن يكون ارجافا .. بل حالة نفسية أو هستيرية تنطلق عفويا ممن لحقتهم الخسارة .. و بعضهم محللون كبار متعلقين .. و شاهدناهم و رأيناهم .. اللهم لا شماتة ..
أخي المتداول البسيط
كم بلغت خسارتك .. أتعلم أن حجم خسائر البعض .. هي مرتبات عشر سنوات لمحللين متمرسين تستقدمهم من بلاد الهند أو السند .. بالطبع لا تعلم .. و لن تعلم .. و إن علمت .. فقد علمت متأخرا ..
هل تعلم أن هناك محللون في الخفاء .. لا يظهرون على الناس .. و أجورهم عالية جدا .. و برسالة إلى زبائنهم يستطيعون توجيه السوق .. و قلبه في ثواني .. نحن نرصد تحركاتهم عبر التحليل الفني .. و لكن كل شخص و إمكانياته .. فما كل ما يعرف يقال ..
هل تعلم أن هنالك من قد يراقب حسابات بعض العملاء الأقوياء و يبني قراراته عليها ..
و هل تعلم أن هذا العميل أحيانا .. بل ربما دائما .. يفعلها كطعم لك و لغيرك .. فيزف اليك الخبر صديق في البنك .. أو ما إلى ذلك ..
و لكنك تنسى دائما .. أن هذه نقود الهامور .. فيها جلطة دماغية .. لو لم يحسن التصرف و الدهاء ..
و أخيرا ..
قابل أحد الزملاء رجلا من أثرياء الكويت الفاعلين في السوق .. و قد فقد بصره وجاء للعلاج في الولايات المتحده ..
يقول الرجل .. ردوا الي بصري .. و خذوا مالي كله .. و أن أردتم أكثر من ذلك أحضرته لكم ..
و آخر نصيحه
كيف ترجو الرزق من إنسان مثلك .. و هو لا يستطيع أن يملك رزق نفسه ..
.. و أحذر أن تلتقط سكينا ساقطة من أعلى ..
الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله
أبو عبدالرحمن