أوباما يستغل جولته في آسيا لترسيخ حضور بلاده بالمنطقة وتعزيز صورة حكومته
واشنطن، 5 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): يبدأ الرئيس الامريكي باراك أوباما غدا السبت جولة في آسيا، حيث سيسعى لترسيخ حضور بلاده في هذه المنطقة ذات الاهمية المتزايدة، ولتعزيز صورة حكومته عقب الخسارة التي تعرض لها حزبه الديمقراطي في الانتخابات التشريعية.
وينطلق الرئيس الامريكي مساء اليوم الجمعة من واشنطن، ليصل غدا السبت إلى الهند، أولى محطات جولته التي تمتد لعشرة ايام، وتضم ايضا كلا من إندونيسيا، وكوريا الجنوبية حيث سيشارك في قمة مجموعة العشرين (جي 20)، إلى جانب اليابان حيث سيلقي بكلمة في قمة (أبيك).
وخلال هذه الجولة، لن يغفل أوباما عن متابعة الاوضاع في واشنطن، حيث اشار المتحدث الرئاسي روبرت جيبس إلى أن الرئيس الامريكي سيستغل هذه الفترة لدراسة ضم وجوه جديدة لفريقه الحكومي.
واوضح البيت الابيض ان هذه الجولة تهدف لترسيخ حضور الولايات المتحدة في آسيا، ولمواجهة صعود الصين ونموها المطرد.
وكان أوباما قد صرح الخميس بأن رحلته تهدف "لفتح أسواق جديدة لبيع منتجاتنا في آسيا، التي تعد أحدى كبرى الاسواق المتنامية في العالم، حتى نتمكن من خلق وظائف جديدة هنا في الولايات المتحدة".
وبدا من هذه التصريحات ان اوباما غير بشكل طفيف من بؤرة تركيزه، في كلمات استشعر انها موجهة للجمهوريين، بعدما تمكنوا من السيطرة على مجلس النواب والحصول على مزيد من المقاعد بمجلس الشيوخ، خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت يوم الثلاثاء الماضي.
وليس على الرئيس الامريكي اقناع الكونجرس باهمية تنقلاته الخارجية فحسب، بل سيكون عليه ايضا اقناع قادة الدول الاجنبية بانه لا زال محتفظا بقوته كرئيس.
فقد يستغل البعض، كالرئيس الصيني هو جينتاو، أي بادرة ضعف قد تصدر من أوباما، لكسب نقاط في المنافسة التي تجمع بين حكومتي بلديهما، حول قضايا مثل تحديد سعر صرف العملات او اضطرابات في الموازين التجارية.
وعلى كل حال يصر البيت الأبيض على ألا تؤثر نتائج الانتخابات البرلمانية على السياسة الخارجية للبلاد.
ويستهل أوباما الجولة بالهند، حيث ينتظر ان يركز على اجراء مباحثات مع رجال الاعمال، لتعزيز العلاقات التجارية مع شريك يحتل المركز الـ14 من حيث حجم مبادلاته التجارية مع الولايات المتحدة، على الرغم من ارتفاع عدد مستهلكيه البالغ مليار نسمة.
وستكون اتفاقية التعاون النووي بين الجانبين، والأوضاع في باكستان وأفغانستان، والبرنامج النووي الإيراني من بين القضايا التي سيتناولها أوباما خلال زيارته للهند، حيث سيمكث ثلاثة ايام، في اطول زيارة يجريها لدولة خلال عاميه بالسلطة.
وفي إندونيسيا، من المقرر ان يزور أوباما مسجد الاستقلال، الاكبر في البلاد، وسيدلي هناك بكلمة عن الديمقراطية للمجتمع الإسلامي، على غرار الخطاب الذي وجهه للعالم الإسلامي العام الماضي من القاهرة.
وستكون العاصمة الكورية الجنوبية سيول ثالث محطات جولته، حيث سيشارك في قمة مجموعة العشرين.
وسيعقد أوباما على هامش القمة اجتماعا ثنائيا مع الرئيس الصيني هو جينتاو، لبحص قضايا حقوق الانسان، والملفين النووين لكوريا الشمالية وإيران، وسعر صرف اليوان.
كما سيحاول خلال القمة الضغط على ألمانيا والصين لدفع معدلات الطلب الداخلي، وتقليل الاعتماد على الصادارت، والمساهمة في خفض عدم التوزان الشديد في الاقتصاد العالمي.
وسيختتم الرئيس الأمريكي جولته في مدينة يوكوهاما اليابانية، حيث سيشارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، سعيا لانفتاح اقتصادات المنطقة على المنتجات الامريكية.
وسيتسغل هذا المنتدى ايضا لعقد لقاء ثنائي مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ليعود بعدها إلى واشنطن.