المستثمرون بانتظار مبيعات التجزئة و زلزال اليابان يسيطر على الأسواق قبل بدء الجلسة الأمريكية
بدأت تداولات هذا الأسبوع بهدوء و لكن عودة البيانات الاقتصادية حول العالم يوم أمس قادت الأسواق المالية لاضطرابات كبيرة، حيث شهدنا أكبر عجز تجاري في الصين منذ ما يقارب السبع سنوات، بالاضافة إلى تخفيض التصنيف الائتماني لاسبانيا، ناهيك عن البيانات السيئة التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي، هذا و ننتظر اليوم مؤشر مبيعات التجزئة، في حين ننتظر أيضا ردة فعل الأسواق الأمريكية على الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان اليوم.
انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية بما يقارب 2 بالمئة يوم أمس عقب انتشار موجة كبيرة من التشاؤم بين المستثمرين حول مستقبل الاقتصاد العالمي، حيث جاء العجز التجاري في الصين ليؤكد على استمرار الضعف في مستويات الطلب على مستوى العالم، في حين أعاد تخفيض التصنيف الائتماني من قبل مؤسسة موديز الخوف إلى المستثمرين حول أزمة الديون الأوروبية.
أما الولايات المتحدة فقد أصدرت بيانات مخيبة للآمال من قطاعي التجارة و العمالة، حيث أثار ذلك الشكوك حول مدى استقرار التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة، في حين ننتظر اليوم مؤشر مبيعات التجزئة لشهر شباط و الذي من المتوقع أن يشير إلى ارتفاع بقيمة 1.0 بالمئة مقارنة بالارتفاع السابق بقيمة 0.3%.
و من المتوقع أيضا أن يرتفع مؤشر مبيعات التجزئة الذي يستثني المواصلات بقيمة 0.7% مقارنة بالارتفاع السابق بقيمة 0.3% أيضا, أما مبيعات التجزئة باستثناء المواصلات و الوقود فمن المتوقع ارتفاعها بقيمة 0.4% مقارنة بالارتفاع السابق بقيمة 0.2 بالمئة.
جدير لاذكر أن مبيعات التجزئة تمثل ما يزيد عن نصف انفاق المستهلكين الأمريكيين، و بالتالي فان ارتفاع مبيعات التجزئة يعكس ارتفاع مستويات الانفاق، مما يعني ارتفاع معدلات النمو، حيث يشكل انفاق المستهلكين ما يقارب من ثلثي النمو الاقتصادي الأمريكي، و لكن انفاق المستهلكين يبقى محدودا ضمن وتيرة معتدلة في ظل استمرار التحديات الاقتصادية و التي يشكل ارتفاع معدلات البطالة أهم هذه التحديات.
بدأت معدلات البطالة بالانخفاض خلال الشهور الأخيرة الماضية و لكن معدلات البطالة تبقى مرتفعة جدا و قريبة من مستويات تاريخية، حيث كان قد صدر تقرير العمالة لشهر شباط خلال الأسبوع السابق و أشار إلى انخفاض معدلات البطالة إلى 8.9 بالمئة، و لكن يبقى مستقبل قطاع العمالة مليئا بالاضطرابات في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر بشكل عام على أنشطة القطاع بشكل خاص و على الأنشطة الاقتصادية بشكل عام.
انتقالا إلى مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين، حيث ننتظر القراءة التمهيدية لشهر آذار، و من التوقع أن تتراجع مستويات الثقة إلى 76.3 مقارنة بقراءة شهر شباط بقيمة 77.5، حيث أن ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير لا بد و أنه قد أثر على معدلات الثقة، خصوصا فيما يتعلق بالتطلعات المستقبلية لمعدلات التضخم، فقد ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ 29 شهرا ليصل الخام الأمريكي لمستويات 107 دولار للبرميل.
ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على الأنشطة الاقتصادية حول العالم، حيث ارتفعت أسعار النفط نتيجة للتوترات السائدة حاليا في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، و يبقى الصراع في ليبيا دائرا بين الثوار و القوات التابعة للعقيد معمر القذافي، و يخشى المستثمرون أن تنتشر هذه الاضطرابات إلى دول أخرى غنية بالنفط في المنطقة و أهمها السعودية، و التي في حال حدوث أي اضطراب في امداداتها النفطية، فلا نستبعد وصول أسعار النفط إلى مستويات 200 دولار أمريكي للبرميل.
سيصدر اليوم أيضا مؤشر مخزونات الأعمال لشهر كانون الثاني، و الذي من المتوقع أن يرتفع بقيمة 0.8 بالمئة مطابقا للارتفاع السابق. و سيصدر عن كندا اليوم مؤشر صافي التغير في عدد الوظائف لشهر شباط، حيث من المتوقع أن يرتفع بقيمة 25 ألف وظيفة مقارنة بالارتفاع السابق بقيمة 69.2 ألف وظيفة، أما معدل البطالة فمن المتوقع انخفاضه ليصل إلى 7.7% مقارنة بالقراءة السابقة بقيمة 7.8%.
أما فيما يتعلق بالزلزال الذي شهدته اليابان، فيعتبر هذا الزلزال الأسوأ منذ مئة و أربعين سنة، حيث تسبب الزلزال الذي بلغت قوته 8.9 على مقياس ريختر بدمار هائل بالاضافة إلى موجة تسونامي بلغ ارتفاعها 10 أمتار، حيث تسبب الزلزال بعدد من الوفيات بالاضافة إلى اصابات بين المواطنين ناهيك عن الدمار و الحرائق التي لحقت بالمباني و الممتلكات، حيث أشارت التقارير إلى اندلاع حرائق في مصفاة تقرير للنفط بالاضافة إلى مصنع للحديد.
هذا و قد انخفضت مؤشرات الأسهم الآسيوية خصوصا في ظل انتشار رسائل تحذير حول موجات تسونامي متوقعة في عدد كبير من الدول المحيطة بالمحيط الهادي، و قد تبعت مؤشرات الأسهم الأوروبية نظيرتها الآسيوية للانخفاض، و من المتوقع أيضا انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية في بداية تعاملات اليوم، حيث انخفضت مؤشرات الأسهم في تعاملاتها الآجلة بما يزيد على 1 بالمئة قبل بداية الجلسة الأمريكية.