بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
في ظل هذه الازمة وظل عدم الامان بين كل الشعبان نفتخر نحن السعوديين بولائنا لمكنا ولاء ملكنا لنا
قدم حزمة منح ملكية ثانية بمئات المليارات شملت السكن والبطالة والصحة والرواتب
الملك عبد الله للشعب السعودي: صفعتم الباطل بالحق والخيانة بالولاء
خادم الحرمين الشريفين متوجها في كلمته المتلفزة امس إلى السعوديين (رويترز) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| الرياض- من صبحي رخا |
أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن فخره بالشعب السعودي الذي اعتبره «صمام الأمان لوحدة الوطن»، مؤكدا أنه «صفع الباطل بالحق، والخيانة بالولاء» برفضه الاستجابة لدعوات التظاهر للأسبوع الثاني على التوالي.
ووجه الملك عبد الله أيضا خلال كلمته القصيرة التي تلتها عديد الأوامر الملكية بمزايا اجتماعية واقتصادية جديدة الشكر مجددا للعلماء والمفكرين وقوات الأمن لدورهم في مواجهة «صوت الفرقة ودعاة الفتنة».
وجاءت كلمة الملك عبد الله أمس، في ظل دعوات متكررة للأسبوع الثاني على التوالي لتنظيم تظاهرات في عدد من مدن المملكة لم تلق استجابة من المواطنين السعوديين.
وقال الملك عبد الله في كلمته موجها حديثه الى الشعب السعودي. «كم أنا فخور بكم... والمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم... أقول ذلك ليشهد التاريخ... وتكتب الأقلام... وتحفظ الذاكرة الوطنية بأنكم بعد الله صمام الأمان لوحدة هذا الوطن وأنكم صفعتم الباطل بالحق. والخيانة بالولاء وصلابة إرادتكم المؤمنة».
وأشاد الملك عبد الله في كلمته أيضا بموقف «العلماء في هيئة كبار العلماء أو خارجها الذين وقفوا ديانة للرب عز وجل وجعلوا كلمة الله هي العليا في مواجهة صوت الفرقة ودعاة الفتنة» وذلك في إشارة لفتوى الهيئة التي حرمت التظاهرات في المملكة.
كما أشاد «بمفكري الأمة وكتابها الذين كانوا سهاماً في نحور أعداء الدين والوطن والأمة»، وأعرب عن ثقته بوعي المواطنين السعوديين للحفاظ على أمن واستقرار الوطن وقال: «وبكل اعتزاز أقول للجميع ولكل مواطن ومواطنة إن أي أمة ترفع كلمة الحق لا خوف عليها، وأنتم في قلبها الأمناء على الدين وأمن واستقرار هذا الوطن».
وخص الملك عبد الله بالشكر في ختام كلمته القصيرة «الرجال البواسل في القطاعات العسكرية كافة وخاصة رجال الأمن في وزارة الداخلية»، معتبرا إياهم «درع هذا الوطن واليد الضاربة لكل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره».
وشملت الأوامر الملكية الجديدة (21 أمرا ملكيا) تقديم مزيد من المنح الاجتماعية والقروض السكنية وإعانة البطالة ورفع الحد الأدنى لرواتب العاملين في الدولة، وإنشاء هيئة لمكافحة الفساد.
ومن أبرز الأوامر الملكية صرف راتب شهرين لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، وصرف مكافأة شهرين لجميع طلاب وطالبات التعليم العالي الحكومي.
ومن بينها صرف إعانة بطالة لجميع الباحثين عن عمل في القطاعين العام والخاص بمبلغ ألفي ريال شهريا على أن يتم صرفها مطلع العام الهجري الجديد بعد نحو 8أشهر، وذلك لإعطاء الفرصة لوزارة العمل لتقوم بتلقي طلبات الباحثين عن العمل، وحصرها، والتأكد من صحة بياناتها ومطابقتها لضوابط استحقاقها، واتخاذ القرارات التنفيذية اللازمة لها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. وشدد على ضرورة مبادرة رجال الأعمال لزيادة نسب السعودة في القطاع الخاص ومحاسبة كل من يتهاون في تطبيق ذلك.
وشملت الأوامر اعتماد الحد الأدنى لرواتب فئات العاملين كافة في الدولة من السعوديين بثلاثة آلاف ريال شهرياً إضافة إلى زيادة غلاء المعيشة السابقة بنحو 15 في المئة.
وقرر الملك عبد الله اعتماد بناء 500 ألف وحدة سكنية في مناطق المملكة كافة لمحدودي الدخل، وتخصيص مبلغ إجمالي لذلك 250 مليار ريال، على أن تتولى الهيئة العامة للإسكان مسؤولية تنفيذ هذا المشروع، وكذلك رفع سقف القروض التي يقدمها صندوق التنمية العقارية للمواطنين لبناء منازلهم من 300ألف ريال الى 500ألف ريال.
كما قرر الملك عبد الله إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على أن ترتبط بالملك مباشرة، وتشمل مهام الهيئة القطاعات الحكومية كافة، ولا يستثنى من ذلك كائنٌ من كان، وتسند إليها مهام متابعة تنفيذ الأوامر والتعليمات الخاصة بالشأن العام، ويدخل في اختصاصها متابعة أوجه الفساد الإداري والمالي.
ووجه بتشديد الرقابة على الأسواق لضبط الأسعار، وزيادة عدد المراقبين على الأسواق، وإيقاع الجزاء الرادع على المتلاعبين بالأسعار والتشهير بهم دون تردد كائناً من كان المخالف.
وشملت الأوامر الملكية اعتماد مبلغ 16مليار ريال لوزارة الصحة لتنفيذ المزيد من مشاريع الرعاية الصحية.
وقدم الملك عبد الله دعما إضافيا لوزارة الداخلية باستحداث 60ألف وظيفة عسكرية للوزارة في مختلف قطاعاتها الأمنية، ولوزارة الدفاع بترقية جميع الضباط والأفراد إلى الرتب الأعلى مباشرة.
ووجه الملك عبد الله بإلزام وسائل الإعلام باحترام العلماء «من خلال عدم المساس أو التعرض لمُفتي عام المملكة، وأعضاء هيئة كبار العُلماء، بالإساءة أو النقد»، وشدد الأمر الملكي في هذا الخصوص «على وسائل الإعلام كافة الالتزام التام بما ذكر، وفي حال وجود ملحوظات فيمكن إبلاغها لوزير الإعلام للرفع لنا عنها، ومن يتجاوز ذلك يُرفع لنا عنه، على أن تُعاد دراسة نظام المطبوعات والنشر ولائحته التنفيذية لتتناسب العقوبة مع الفعل، على أن تنهى الدراسة في مدة أقصاها شهر واحد من تاريخه». كما وجه بتقديم المزيد من الدعم لهيئة كبار العلماء عبر إنشاء المزيد من فروع لجان الفتوى، وكذا إنشاء «مجمع فقهي»، ليكون مُلتقىً علمياً تُناقَشُ فيه القضايا والمسائل الفقهية، تحت إشراف الهيئة، وقدم دعما إضافيا للعديد من الهيئات الدينية والخيرية الأخرى.
وهذه هي ثاني حزمة منح ومساعدات يقدمها الملك عبد الله لمواطنيه منذ عودته من رحلته العلاجية في 23فبراير الماضي، حيث أصدر قبيل وصوله 13 أمرا ملكيا بالعديد من القرارات الاقتصادية والاجتماعية شملت منحا وعلاوات وقروض بلغ مجموعها نحو 35مليار دولار، لكن الحزمة الثانية التي قدمها الملك عبد الله أمس تعتبر الأكبر والأوسع حيث جاءت استكمالا للحزمة الأولى وتضمنت أوامر بإعانات محددة ومبالغ محددة، وتوسعت لتشمل العديد من قطاعات الدولة الأخرى المدنية والعسكرية.
مفتي السعودية يدعو
إلى عدم «إذلال» الإنسان المخالف
الرياض - يو بي اي - حذر المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رجال «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (الشرطة الدينية) من الشماتة والفضيحة والاستهزاء بالمخطئين وعدم «إذلال» الإنسان المخالف.
كما نبه في حوار له مع «مجلة الحسبة» الصادرة عن الهيئة إلى أن «الذم والقدح في حق رجال الحسبة، أمر محرم شرعا»، بل يجب كما قال «أن نحبهم ونتعاون معهم ونشد عضدهم وننصحهم فهم ليسوا بمعصومين».
ودعا «الهيئة» إلى «تقوى الله والرفق والحلم على من يعالجون مخالفاتهم»، وقال: «أرجو من إخواني في الهيئة أن يتقوا الله وأن يسلكوا طريق الرفق والحلم والأناة، الرفق بمن يدعونه وبمن يغيرون ما عنده من منكر».
وتابع: «على رجال الحسبة (الهيئة) أن يبينوا برفق للمخالف المنكر، وأنه مخالف للشرع بأدلة الكتاب والسنة، ويكون ذلك برفق ولين». وأكد أنه «ينبغي لرجال الهيئة أن يوضحوا للمخالف أننا ما أمرناك ونهيناك إلا استنقاذا لك من الشر وليس الهدف إذلال الإنسان أو السيطرة عليه، لا، المهم إصلاح المخالف».
وقال: «من غير اللائق قدح الناس في العلماء والأئمة ورجال الأمر بالمعروف».
وعن القول ان العلماء في السعودية ليس لديهم علم بالواقع، علّق آل الشيخ على ذلك بأن «عالم الشريعة حينما يفتي في أي نازلة إنما يفتي بما دلّ الكتاب والسنة عليه، مع تصوّر حقيقة وواقع النازلة وحيثياتها، وفي الكتاب والسنة بيان لكل شيء».
وأما عن «الحرية» التي كثيرا ما يطالب بها المخالفون، فقال: «الحرية لا يجب أن تحملك على ترك واجب ولا على فعل محرم، وإنما رأي تقوله وتنطق به بقصد الحق لا لأجل الخروج على المنهج الصحيح، أو الإثارة والتحريض على ولاة الأمور»