تظهر بيانات صندوق النقد الدولي بأن ليبيا تمتلك احتياطيات كبيرة من الذهب، و بحسب ما أشار له الصندوق، فليبيا تمتلك الآن احتياطي كبير يضعها ضمن المراكز الـ 25 الأولى في العالم للدول التي تملك احتياطيات من الذهب. هنالك أحاديث تشير بأن الذهب في ليبيا يتم استخدامه لتمويل المقاتلين من المرتزقة، لكن ليس هنالك تأكيدات كبيرة على ذلك إلا أن الحقيقة تشير بأن رفع النقد الأجنبي في ليبيا أصبح أمر صعب جداً و بذلك من المنطقي أن يتم استخدام الذهب بدلاً عنه.
الظروف السياسية في الشرق الأوسط ما زالت غير مستقرة. إن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط يجعل من الذهب ملاذاً آمنا مطلوباً من العديد من الجهات. لو نظرنا إلى بيانات التضخم البريطانية يوم أمس، سوف نرى بأننا أمام ارتفاع كبير في مستويات التضخم لتصل إلى 4.4% و هذه الحالة من ارتفاع التضخم تظهر في الصين و العديد من الدول الناشئة. ارتفاع مستوى التضخم يشجّع على طلب الذهب لتغطية مخاطره.
بالنسبة للاقتصاد الدولي، أزمات جديدة تضرب في النمو أهمها الكارثة في اليابان و تصعيب شروط الائتمان في الصين إلى جانب الارتفاع في سعر برميل النفط و العديد من الظروف الأخرى. و هذا بالتالي يجعل جهات من المتداولين يتجّهون نحو الذهب لتغطية مخاطر ضعف النمو و انخفاض وتيرة التعافي الاقتصادي بل و مخاطر استمرار انكماش بعض الدول مثل بريطانيا و عودة اليابان إلى الركود مجدداً.
بسبب هذه الظروف، نرى سعر الذهب ما زال مستقراً في مستوياته المرتفعة و يتداول بإيجابية. حيث استطاع سعر الذهب يوم أمس أن يغلق تداولات نيويورك على ارتفاع مقداره 0.12% عند سعر 1428.80. في جلسة لندن، نرى أيضاً بأن سعر الذهب أغلق على ارتفاع، أغلق سعر الذهب جلسة لندن يوم أمس في السعر المثبّت عند مستوى 1426.00 مرتفعاً من مستوى الافتتاح الصباحي 1425.50 دولار للأونصة الواحدة. هذا اليوم، نرى استمراراً في ارتفاع سعر الذهب، و نرى سعر الذهب في هذه اللحظات * يتداول عند مستوى 1429.30 بارتفاع مقداره 0.03% من إغلاق نيويورك يوم أمس.
مالت تداولات مؤشرات الأسهم للانخفاض خلال تداولات يوم أمس، فبعد موجات متتالية من الصعود عادت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس لتصحح قليلاً و أغلق مؤشر داوجونز الأمريكي على انخفاض مقداره 0.15% بعد جلسة متذبذبة جداً. بالنسبة لتداولات آسيا هذا اليوم، نرى مؤشر نيكاي الياباني و قد انخفض بمقدار 1.65% عندما أغلق و كذلك مؤشر هانج سينج فنراه الآن يتداول بانخفاض يقارب 0.24% في هذه اللحظات*. هنالك مؤشرات أخرى تتداول بإيجابية، لكن بشكل عام شهدنا اليوم بعض الميل لجني الأرباح في أسواق الأسهم بعد جلسات إيجابية جداً.
المضاربة في الفضة ما زالت قائمة، و نرى سعر الفضة و قد أغلق جلسة يوم أمس على ارتفاع مقداره 0.78% في نيويورك عند سعر 36.38 دولار للأونصة الواحدة. لكن هذا اليوم، نرى بعض التصحيح الهابط و فقد سعر الفضة حوالي 0.22% ليتداول في هذه اللحظات * عند مستوى 36.30 دولار. تتسم الفضة في استقبالها لمضاربات كبيرة جداً، و هذا ما يجعل سعر الفضة يشهد بعض جني الأرباح عندما تسود هذه الحالة في أسواق أخرى. لكن في المقابل، نرى سعر الفضة يقترب بشكل تدريجي إلى أعلى مستويات منذ 31 عاماً مضت بفعل المضاربة التي اختلطت في طلبات الاستثمار على أمل عودة الاستقرار في الأسواق المالية الدولية مجدداً بعد إعلان اليابان عن السيطرة على المفاعل النووي و كذلك مساعدة الدول العظمى لها.
بالنسبة للبلاتين، نراه يتقلّب بشكل شديد، بالرغم من أن العديد من شركات السيارات في اليابان من المحتمل أن تعود لتمارس أعمالها الاعتيادية بشكل تدريجي، إلا أننا نرى قلقاً عاماً في أن يأخذ ذلك وقتاً طويلاً. مع موجة التصحيح في مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس شهدنا أيضاً البلاتين يشهد ضغوطاً سلبية خصوصاً بعد ظهور بيانات أسعار المنازل الأمريكية التي أظهرت انكماشاً مقداره 0.3% في أسعار المنازل لشهر كانون الثاني الماضي.
انخفض سعر البلاتين يوم أمس بمقدار 0.74% و أغلق جلسة نيويورك عند مستوى 1733.00 دولار للأونصة، لكن اليوم نرى البلاتين و قد عاد للتداول الإيجابية و استطاع تحقيق ارتفاع مقداره 0.23% عندما تداول في هذه اللحظات حول سعر 1737.00 دولار للأونصة. لا يجب الأخذ في حركة البلاتين ليوم واحد فقط ، بل على عكس الذهب و الفضة، نرى بان محصلّة تداولات يوم أمس و هذا اليوم هي هبوط في سعر البلاتين بينما المحصلّة هي ارتفاع في سعر الذهب و الفضة كإشارة إلى أن البلاتين متأثر بشكل أكثر وضوحاً في عماليات جني الأرباح في الأسواق المالية إلى جانب القلق من مقدار التعافي في الاقتصاد الدولي.
نحن الآن أمام حالة من الاستجابة لعمليات جني الأرباح التي حصلت في الأسواق المالية، حيث أننا نرى الذهب ما زال يستخدم لطلب الملاذ الآمن بل و نرى بأن بعض عمليات جني الأرباح من الأصول المرتفعة العائد اتجهت نحو الذهب كملاذ آمن و احتياطي بدل السيولة النقدية، فيما الفضة ما زالت تستفيد من انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي و الارتفاع في سعر برميل النفط و هذا ما يبقي على عمليات جني الأرباح خفيفة عليها مقارنة في الاتجاه الصاعد و عمليات الشراء. لكن البلاتين، فنراه يتأثر بشكل أكبر من الذهب و الفضة في عمليات جني الأرباح في الأسواق إذ أن البلاتين المعدن الأقرب لأن يكون معدناً صناعياً و يتأثر في حالة الثقة في الأسواق المالية بشكل أكبر.