جني الأرباح ما زال يسيطر على أسواق المعادن الثمينة

[ابو تراب]

رغم محاولات الذهب و الفضة يوم أمس لتعويض الخسائر التي تكبدها كل منهما، إلا أن جلسة نيويورك انتهت يوم أمس على انخفاض في أسواق المعادن الثمينة. الانخفاض الذي حصل دعمه انخفاض في سعر برميل النفط و كذلك عمليات جني أرباح حصلت بعد أن ارتفع سعر الذهب نحو مستويات قياسية جديدة وصلت إلى 1447.00 دولار و ارتفاع سعر الفضة نحو مستوى هو الأعلى منذ حوالي 31 عاماً عند سعر 38.16 دولار.
هذا اليوم أيضاً، نرى بأن الاتجاه الهابط يسيطر على أسواق المعادن الثمينة، و ترافق هذا الاتجاه الهابط مع ميل للهبوط في عديد من السلع و الأصول في العالم. أسواق الأسهم الآسيوية اليوم تداولت في تذبذب، لكن المؤشرات الرئيسية مالت للهبوط رغم ارتفاع البعض الآخر. أغلق مؤشر نيكاي الياباني هذا اليوم على انخفاض مقداره 0.21% و انخفض كذلك مؤشر شنغهاي الصيني بمقدار 1.00%، بالنسبة لمؤشر هانج سينج، فنراه الآن يتداول بانخفاض مقداره 0.11%.
أغلقت مؤشرات السلع الرئيسية تداولات نيويورك يوم أمس على انخفاض، حيث انخفض مؤشر S&P GSCI بمقدار 8.25 نقطة و أنهى التداول عند مستوى 710.48 نقطة و كذلك انخفض RJ/CRB للسلع -الذي يتأثر بشكل أكبر في أسواق المعادن الثمينة من المؤشر الأول- بمقدار 4.71 نقطة و أنهى التداول عند 354.86 نقطة.
من الملاحظ أن عمليات جني الأرباح خلال تداولات يوم أمس سادت الأسواق المالية في العالم بشكل عام، و رغم اختلاط الأداء، لكن نرى الميل الواضح للهبوط. بالنسبة لأسواق المعادن الثمينة، أنهى سعر الذهب تداولات نيويورك يوم أمس عند مستوى 1420.90 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.65% و كذلك أنهى سعر الفضة تداولاته عند مستوى 37.16 دولار بانخفاض مقداره 0.43%. البلاتين فقد حوالي 0.51% عندما أغلق تداولات نيويورك عند سعر 1739.00 نقطة.
ما يجدر الإشارة له، هو أن إغلاق نيويورك للذهب و الفضة و البلاتين كان أعلى من إغلاق لندن في السعر المعدّل للمعادن الرئيسية الثلاث، حيث أغلق سعر الذهب تداولات لندن عند 1417.00 دولار في السعر المثبّت و أغلق سعر الفضة عند 36.62 دولار فيما البلاتين خلال جلسة لندن ارتفع و لم ينخفض، حيث ارتفع من مستوى 1728.00 صباحاً إلى مستوى 1730.00 في السعر المسائي المثبّت.
من هنا، نرى بأن بعض الطلبات اتجهت لأسواق المعادن الثمينة يوم أمس، و الذهب خلال جلسة نيويورك كان الأكثر انخفاضاً فيما الفضة كان سعرها الأقل انخفاضاً خلال جلسة نيويورك، و هذا ما يشير إلى أن قوى مضاربة استغلّت انخفاض الأسعار لدخول عمليات شراء مضاربة في السعر السوقي.
ما زالت الحاجة لطلبات الملاذ الآمن قائمة، فأزمة الديون الأوروبية و الاضطراب في اليابان بسبب الكوارث الطبيعية و الإشعاعية ما زالا يعطيان تشاؤماً كبيراً في الأسواق المالية الدولية. من بريطانيا هنالك تهديدات في عودة الاقتصاد للركود في وقت ارتفعت فيه مستويات الأسعار إلى أكثر من ضعف القيمة المرغوبة من البنك البريطاني. و العديد من الدول في الشرق الأوسط تشهد اضطراباً سياسيا. لكن في الحقيقة، يقل حالياً طلب الذهب و يتجّه المستثمرون نحو أدوات أخرى.
ارتفعت أسعار سندات الخزانة الأمريكية يوم أمس بشكل كبير و شهدنا ارتفاع العقود الآجلة لسندات الخزانة الأمريكية أمد استحقاق 10 و 30 عاماً، بالنسبة لسندات الخزانة الألمانية ارتفعت أسعارها أيضاً يوم أمس بعد انخفاض واضح فيها مما يبرر اتجاه المتداولين للسندات بدل أسواق المعادن الثمينة للملاذ الآمن. لكن هذا اليوم، نرى عودة الانخفاض في أسعار العقود الآجلة الأمريكية لسندات الخزانة و فقدت سندات الخزانة الألمانية كل مكاسب يوم أمس و تتداول على انخفاض بسبب مخاوف أزمة الديون الأوروبية و كذلك انخفاض شعبية الحزب الحاكم في ألمانيا مما يهدد في أن لا تستمر ألمانيا في دعم الدول الأوروبية المتعثّرة جراء أزمة الديون.
إذن، بما أننا نرى الميل الهابط لأدوات الخزانة و كذلك نرى الميل الهابط لأسعار السلع و العديد من الأصول، و أسعار المعادن الثمينة تنخفض بفعل انخفاض طلبات الملاذ الآمن، أين يتّجه المتداولون؟ هنالك نظرية تشير إلى أن المتداولون الآن يفضّلون العملات الآمنة، و منها الفرنك السويسري الذي استطاع أن يرتفع خلال تداولات يوم أمس و هذا اليوم مقابل العديد من العملات الأجنبية. نرى كذلك اتجاهاً للدولار حصل خلال الأسبوع الماضي ، و بهذا نرى تنقّلاً في السيولة بين طلبات الملاذ الآمن بين العملات. قد تكون هذه النظرية صحيحة حالياً و نضيف عليها الاتجاه الصاعد العام لمؤشرات الأسهم الأمريكية الذي يجذب المتداولون. رغم انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس بشكل واضح، إلا أننا نرى اتجاهاً صاعداً قوياً لها و عادت اليوم المؤشرات لتعوّض جزء كبير من الخسائر التي تكبّدتها سابقاً مما يوضّح لنا انتقال السيولة إلى أسواق الأسهم الأمريكية إلى جانب الانتقال بين العملات كملاذ آمن. ففرصة الاستثمار في أسواق رأس المال الأمريكية تبدو جيدة خصوصاً مع البيانات الاقتصادية التي تثبت استمرار التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية في وقت ما زالت فيه مستويات التضخم مقبولة مما لا يستدعي تغيير كبير في سياسيات الفيدرالي الأمريكي.
نرى سعر الذهب اليوم يتداول على انخفاض، سعر الذهب الآن يتداول حول مستوى 1419.10 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.13% و في هذه اللحظات يتداول سعر الفضة حول مستوى 37.03 بانخفاض مقداره 0.35% من إغلاق نيويورك يوم أمس. بالنسبة للبلاتين، فنراه الآن يتداول ببعض الارتفاع مقداره 0.06% عند سعر 1740.00 دولار للأونصة الواحدة. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 03:29 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:29 بتوقيت غرينتش ).
في الحقيقة، نرى اليوم ارتفاعاً في سعر البلاتين، لكن هذا الارتفاع يعد قليلاً جداً مقارنة في الاتجاه الهابط الذي حصل يوم أمس و لا يجب أن نتبع الحركة اللحظية للمعادن الثمينة. إجمالي حركة هذا الأسبوع ما زالت هابطة بشكل عام و عمليات جني الأرباح مستمرة. لكن اليوم نرى بعض الانخفاض في سعر صرف الدولار الأمريكي مما قد يكون سبباً في بعض الطلب على المعادن الثمينة، إلا أن تأثير الدولار الأمريكي حالياً على المعادن قد يكون محدوداً عندما ينخفض و يكون أكثر وضوحاً عندما يرتفع، و ذلك لأن المعادن في الأصل عند مستويات مرتفع قد لا تشجّع المضاربين الذين يتجهّون لأسواق المعادن الثمينة بناءً على حركة الدولار.

[ابو تراب]

رغم محاولات الذهب و الفضة يوم أمس لتعويض الخسائر التي تكبدها كل منهما، إلا أن جلسة نيويورك انتهت يوم أمس على انخفاض في أسواق المعادن الثمينة. الانخفاض الذي حصل دعمه انخفاض في سعر برميل النفط و كذلك عمليات جني أرباح حصلت بعد أن ارتفع سعر الذهب نحو مستويات قياسية جديدة وصلت إلى 1447.00 دولار و ارتفاع سعر الفضة نحو مستوى هو الأعلى منذ حوالي 31 عاماً عند سعر 38.16 دولار.
هذا اليوم أيضاً، نرى بأن الاتجاه الهابط يسيطر على أسواق المعادن الثمينة، و ترافق هذا الاتجاه الهابط مع ميل للهبوط في عديد من السلع و الأصول في العالم. أسواق الأسهم الآسيوية اليوم تداولت في تذبذب، لكن المؤشرات الرئيسية مالت للهبوط رغم ارتفاع البعض الآخر. أغلق مؤشر نيكاي الياباني هذا اليوم على انخفاض مقداره 0.21% و انخفض كذلك مؤشر شنغهاي الصيني بمقدار 1.00%، بالنسبة لمؤشر هانج سينج، فنراه الآن يتداول بانخفاض مقداره 0.11%.
أغلقت مؤشرات السلع الرئيسية تداولات نيويورك يوم أمس على انخفاض، حيث انخفض مؤشر S&P GSCI بمقدار 8.25 نقطة و أنهى التداول عند مستوى 710.48 نقطة و كذلك انخفض RJ/CRB للسلع -الذي يتأثر بشكل أكبر في أسواق المعادن الثمينة من المؤشر الأول- بمقدار 4.71 نقطة و أنهى التداول عند 354.86 نقطة.
من الملاحظ أن عمليات جني الأرباح خلال تداولات يوم أمس سادت الأسواق المالية في العالم بشكل عام، و رغم اختلاط الأداء، لكن نرى الميل الواضح للهبوط. بالنسبة لأسواق المعادن الثمينة، أنهى سعر الذهب تداولات نيويورك يوم أمس عند مستوى 1420.90 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.65% و كذلك أنهى سعر الفضة تداولاته عند مستوى 37.16 دولار بانخفاض مقداره 0.43%. البلاتين فقد حوالي 0.51% عندما أغلق تداولات نيويورك عند سعر 1739.00 نقطة.
ما يجدر الإشارة له، هو أن إغلاق نيويورك للذهب و الفضة و البلاتين كان أعلى من إغلاق لندن في السعر المعدّل للمعادن الرئيسية الثلاث، حيث أغلق سعر الذهب تداولات لندن عند 1417.00 دولار في السعر المثبّت و أغلق سعر الفضة عند 36.62 دولار فيما البلاتين خلال جلسة لندن ارتفع و لم ينخفض، حيث ارتفع من مستوى 1728.00 صباحاً إلى مستوى 1730.00 في السعر المسائي المثبّت.
من هنا، نرى بأن بعض الطلبات اتجهت لأسواق المعادن الثمينة يوم أمس، و الذهب خلال جلسة نيويورك كان الأكثر انخفاضاً فيما الفضة كان سعرها الأقل انخفاضاً خلال جلسة نيويورك، و هذا ما يشير إلى أن قوى مضاربة استغلّت انخفاض الأسعار لدخول عمليات شراء مضاربة في السعر السوقي.
ما زالت الحاجة لطلبات الملاذ الآمن قائمة، فأزمة الديون الأوروبية و الاضطراب في اليابان بسبب الكوارث الطبيعية و الإشعاعية ما زالا يعطيان تشاؤماً كبيراً في الأسواق المالية الدولية. من بريطانيا هنالك تهديدات في عودة الاقتصاد للركود في وقت ارتفعت فيه مستويات الأسعار إلى أكثر من ضعف القيمة المرغوبة من البنك البريطاني. و العديد من الدول في الشرق الأوسط تشهد اضطراباً سياسيا. لكن في الحقيقة، يقل حالياً طلب الذهب و يتجّه المستثمرون نحو أدوات أخرى.
ارتفعت أسعار سندات الخزانة الأمريكية يوم أمس بشكل كبير و شهدنا ارتفاع العقود الآجلة لسندات الخزانة الأمريكية أمد استحقاق 10 و 30 عاماً، بالنسبة لسندات الخزانة الألمانية ارتفعت أسعارها أيضاً يوم أمس بعد انخفاض واضح فيها مما يبرر اتجاه المتداولين للسندات بدل أسواق المعادن الثمينة للملاذ الآمن. لكن هذا اليوم، نرى عودة الانخفاض في أسعار العقود الآجلة الأمريكية لسندات الخزانة و فقدت سندات الخزانة الألمانية كل مكاسب يوم أمس و تتداول على انخفاض بسبب مخاوف أزمة الديون الأوروبية و كذلك انخفاض شعبية الحزب الحاكم في ألمانيا مما يهدد في أن لا تستمر ألمانيا في دعم الدول الأوروبية المتعثّرة جراء أزمة الديون.
إذن، بما أننا نرى الميل الهابط لأدوات الخزانة و كذلك نرى الميل الهابط لأسعار السلع و العديد من الأصول، و أسعار المعادن الثمينة تنخفض بفعل انخفاض طلبات الملاذ الآمن، أين يتّجه المتداولون؟ هنالك نظرية تشير إلى أن المتداولون الآن يفضّلون العملات الآمنة، و منها الفرنك السويسري الذي استطاع أن يرتفع خلال تداولات يوم أمس و هذا اليوم مقابل العديد من العملات الأجنبية. نرى كذلك اتجاهاً للدولار حصل خلال الأسبوع الماضي ، و بهذا نرى تنقّلاً في السيولة بين طلبات الملاذ الآمن بين العملات. قد تكون هذه النظرية صحيحة حالياً و نضيف عليها الاتجاه الصاعد العام لمؤشرات الأسهم الأمريكية الذي يجذب المتداولون. رغم انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس بشكل واضح، إلا أننا نرى اتجاهاً صاعداً قوياً لها و عادت اليوم المؤشرات لتعوّض جزء كبير من الخسائر التي تكبّدتها سابقاً مما يوضّح لنا انتقال السيولة إلى أسواق الأسهم الأمريكية إلى جانب الانتقال بين العملات كملاذ آمن. ففرصة الاستثمار في أسواق رأس المال الأمريكية تبدو جيدة خصوصاً مع البيانات الاقتصادية التي تثبت استمرار التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية في وقت ما زالت فيه مستويات التضخم مقبولة مما لا يستدعي تغيير كبير في سياسيات الفيدرالي الأمريكي.
نرى سعر الذهب اليوم يتداول على انخفاض، سعر الذهب الآن يتداول حول مستوى 1419.10 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.13% و في هذه اللحظات يتداول سعر الفضة حول مستوى 37.03 بانخفاض مقداره 0.35% من إغلاق نيويورك يوم أمس. بالنسبة للبلاتين، فنراه الآن يتداول ببعض الارتفاع مقداره 0.06% عند سعر 1740.00 دولار للأونصة الواحدة. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 03:29 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:29 بتوقيت غرينتش ).
في الحقيقة، نرى اليوم ارتفاعاً في سعر البلاتين، لكن هذا الارتفاع يعد قليلاً جداً مقارنة في الاتجاه الهابط الذي حصل يوم أمس و لا يجب أن نتبع الحركة اللحظية للمعادن الثمينة. إجمالي حركة هذا الأسبوع ما زالت هابطة بشكل عام و عمليات جني الأرباح مستمرة. لكن اليوم نرى بعض الانخفاض في سعر صرف الدولار الأمريكي مما قد يكون سبباً في بعض الطلب على المعادن الثمينة، إلا أن تأثير الدولار الأمريكي حالياً على المعادن قد يكون محدوداً عندما ينخفض و يكون أكثر وضوحاً عندما يرتفع، و ذلك لأن المعادن في الأصل عند مستويات مرتفع قد لا تشجّع المضاربين الذين يتجهّون لأسواق المعادن الثمينة بناءً على حركة الدولار.