اليورو ما زال يعاني فقدانه ثقة المتداولين بأسواق الفوركس
بسبب تأجيل قروض المساعدات المالية لليونان و المقدّرة بـ 17 مليار يورو حتى منتصف الشهر المقبل، نرى المتداولين الآن قلقين تجاه احتمالية وقوع اليونان في مشاكل كبيرة حتى ذلك الوقت خصوصاً و أن وزراء المالية الأوروبيين ربطوا تقديم هذه المساعدات مع شرط قيام اليونان بإجراءات تقشفية كبيرة و جدّية، و هذا ما يقلق تجاهه المتداولين حقاً إذ أن هنالك توتر سياسي في اليونان إزاء هذا الأمر.
بذلك، نرى بأن اليورو ما زال يشهد ضغوطاً واضحة مقابل الدولار الأمريكي منذ افتتاح تداولات هذا الأسبوع و استمرت هذه الضغوط السلبية خلال الجلسة الأوروبية الآن. ساعد كذلك ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية على بقاء اليورو تحت الضغط السلبي، حيث نرى مؤشر الدولار يتداول في ارتفاع هذا اليوم حول مستويات 75.35 نقطة. إذ نرى المتداولين يتجّهون نحو الأصول المنخفضة العائد في ظل ابتعادهم عن الاستثمارات المرتفعة العائد بسبب انخفاض قابلية المخطرة.
القلق تجاه كفاءة الاقتصاد الدولي مقلقة فعلاً، و هذا السبب هو الذي يكسب الدولار القوّة، فمع الاستغناء عن الاستثمار في الأصول المرتفعة العائد، نرى الدولار ينعم في القوّة خصوصاً بعد تخفيض بنك جولدمان ساكس توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي في ظل البيانات الاقتصادية السلبية التي تظهر. و كل هذه الظروف الاقتصادية السلبية، كانت وراء التشاؤم الذي يسود الأسواق المالية.
أظهرت بيانات أوروبا هذا اليوم ميلاً للإيجابية بالنسبة للمبيعات الصناعية، لكن في المقابل لا يستطيع المتداولون التغاضي أي لحظة عن مخاطر امتداد أزمة الديون الأوروبية، خصوصاً مع بيانات ألمانيا التي أظهرت انخفاض نمو أسعار المتجين، و بذلك انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم بعد ملامسته الأعلى عند سعر 1.4295 و لامس بعد ذلك الأدنى عند مستوى 1.4189 دولار لليورو الواحد. ما زلنا نرى تداولات سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي أقرب من النطاق الأدنى لتداولات الزوج هذا اليوم، و قريباً من مستوى الدعم 1.4220. لكن، بحسب التحليل الفني، فالتداول ما دون مستوى 1.4325 قد يبقي على الميل الهابط للزوج و الذي قد يدفع فيه للانخفاض بشكل واضح نحو مستويات قد تصل إلى 1.4090 خلال جلسات هذا الأسبوع.
بالنسبة للجنيه الإسترليني فهو يتداول على بعض الارتفاع على مستوى تداولات هذا اليوم، لكن في الحقيقة، هذا الاتجاه الذي يتخّذه الجنيه الإسترليني ما هو إلا تعويض للخسائر التي تكبّدها الزوج عند الافتتاح هذا اليوم. تداول سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم بين الأدنى 1.6107 و الأعلى 1.6184 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، فيما نرى بأن الزوج حالياً يحاول تعويض خسائر الافتتاح هذا اليوم بعد أن أغلق جلسة يوم الجمعة الماضي عند 1.6171 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و بذلك نرى حتى الميل الإيجابي الصاعد لسعر صرف الجنيه، ما زال يقع ضمن الاتجاه العام الهابط له.
بحسب التحليل الفني، الاتجاه الصاعد على الجنيه الإسترليني بحاجة لمزيد من الجهد، فالتداول تحت 1.6210 قد يبقي على الضغوط السلبية عليه و قوّة الدولار الأمريكي في حال استمرت فقد نرى اختباراً لمستويات ما دون 1.6100 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
حتى الين الياباني، فلم يستطع الوقوف أمام قوّة الدولار الأمريكي، حيث نرى بأن الدولار الأمريكي يتداول بارتفاع هذا اليوم مقابل الين الياباني في ظل طلب الدولار الأمريكي بكثافة كملاذ آمن، فنرى سعر صرف الدولار و قد ارتفع بعد أن لامس الأدنى عند الحاجز النفسي 80.0 ين للدولار الأمريكي الواحد ليحقق الأعلى عند 80.36 ، بشكل عام، تبدو تداولات الزوج هزيلة جداً في ظل الافتقار إلى البيانات الاقتصادية الهامة هذا اليوم و انتظار البيانات المتوقعة لاحقاً هذا الأسبوع.
بشكل عام، تعتمد حركة الزوج على مستوى الدعم 79.65، فبكسر هذا المستوى قد نرى مزيداً من الاتجاه الهابط، إلا أن ثباته قد يكون سبباً لمحاولات تحقيق اختراق لمستوى 80.75 و الذي باختراقه قد نرى بعض الميل للصعود.