التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
الذهب عند أسعار قياسية جديدة، و لا يتوقّف عن الارتفاع
فشل صانعو القرار الأمريكي في الوصول لاتفاق لرفع سقف الدين العام الأمريكي يوم أمس الأحد، سبب موجة من القلق في الأسواق المالية دفعت المعادن الثمينة للارتفاع إثر طلبها كملاذ آمن من حالة عدم اليقين التي أصبحت تسيطر على توقعات التصنيف الائتماني للديون الأمريكية. احتفظت الولايات المتحّدة الأمريكية في أعلى تصنيف ائتماني عند AAA من عام 1917، لكن خلال هذا الشهر، أبدت شركات التصنيف الائتماني و خدمات المستثمرين استعداداً لخفض التصنيف الائتماني للديون الأمريكية لأوّل مرّة في حال عجز الجمهوريون و الديمقراطيون من الوصول لقرار موحّد تجاه خفض العجز و رفع سقف الدين العام.
إثر ذلك، شهدت أسواق المعادن الثمينة موجة طلب كبيرة و ارتفع سعر الذهب إثرها نحو مستويات قياسية جديدة هذا اليوم، هذا بعد أن شهدنا أداء إيجابي في أسواق المعادن الثمينة خلال جلسة الجمعة الماضي عندما أغلق سعر الذهب على ارتفاع مقداره 0.64% حول مستوى 1600.30 دولار للأونصة، كما و قد أغلق كل من سعر الفضة و البلاتين على ارتفاع مقداره 1.91% و 0.51% على التوالي، ليغلق سعر الفضة جلسة نيويورك عند مستوى 40.07 و سعر البلاتين عند مستوى 1791.00 دولار للأونصة الواحدة.
خلال جلسة هذا اليوم، نرى بأن سعر الذهب اندفع مجدداً نحو الأعلى، ليلامس أسعاراً قياسية جديدة و يتداول في هذه اللحظات بارتفاع مقداره 1.00%، حيث أن سعر الذهب اليوم يتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1616.30 دولار للأونصة. بالنسبة لسعر الفضة، فقد ارتفع هذا اليوم أيضاً، و بسبب تدفّق المضاربة إلى جانب طلبات الملاذ الآمن، استطاع سعر الفضة الارتفاع بمقدار 1.25% عندما تداول سعر الفضة الآن حول مستوى 40.57 دولار للأونصة. بالنسبة للبلاتين، فقد انخفض هذا اليوم، و قلّص مكاسب نيويورك يوم الجمعة الماضي و يتداول الآن بانخفاض مقداره 0.17% عند سعر 1788.00 دولار للأونصة. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:23 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:24 بتوقيت غرينتش ).
اتّسمت أسواق الأسهم الآسيوية هذا اليوم في السلبية إثر القلق من أن لا يحقق صانعو القرار الأمريكي الاتفاق المنشود، كذلك هنالك بعض الشك في الأسواق المالية تجاه خطّة الإنقاذ التي تم اقتراحها لليونان الأسبوع الماضي، حيث أن هنالك فئات من المتداولين يعتقدون بأن هذه الخطة التي وضعت قد لا تكون كافية لجعل اليونان تتجنّب الإفلاس أو تجنّب امتداد أزمة الديون السيادية إلى دول أوروبية أخرى.
انخفض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 0.81%، و نرى انخفاضاً حاداً و قد أصاب مؤشر شنغهاي الصيني المركّب مقداره 2.75%، فيما نرى تداولات مؤشر هانج سينج و سيئول و تايوان كلها تزيد عن انخفاض مقداره 0.90%، و هذا يدل على مدى القلق الذي يجوب الأسواق المالية الآن.
ما يجول في الخاطر الآن هو سبب تخفيض وكالة موديز لتصنيف ديون اليونان، حيث أن المنظّمة قامت اليوم بتخفيض التصنيف الائتماني لليونان بواقع 3 نقاط كاملة من مستوى Caa1 إلى مستوى Ca، و أشارت الوكالة بأن خطّة الإنقاذ بحد ذاتها تعتبر خسائر لعديد من الدائنين، فيما قد تراجع المنظّمة هذه التصنيفات مع ظهور ملامح التحسّن و إلا سوف تحتفظ في ميلها السلبي في حال عدم ظهور ذلك. و هذا كان ما قصم ظهر الأسواق المالية هذا اليوم، و بالتالي اندفعت موجات من طلبات الملاذ الآمن نحو أسواق المعادن الثمينة.
في الحقيقة، طالما بقي القلق في الأسواق المالية تجاه أزمة الديون السيادية الأوروبية، و طالما لم يتوصّل صانعو القرار الأمريكي لاتفاق نحو رفع سقف الدين العام، قد تبقى الطلبات تتدفّق إلى أسواق المعادن الثمينة و أهمها الذهب، لكن هذا الأسبوع هنالك بيانات اقتصادية عديدة يجب مراقبتها، مع ترك التركيز على تطورات وضع أزمة الديون الأوروبية و الدين العام الأمريكي.
نختم هذا التقرير في تذكير هام جداً، و هو أننا نقترب هذا الأسبوع من موعد نهاية استحقاق عقود خيار على الذهب، و هذه العقود الآجلة و التداول عليها و تفعيلها قد يكون سبباً لأن نرى تذبذباً كبيراً جداً في سعر الذهب، إذ أن عقود الخيار إن تم تفعيلها و تنفيذها، تحصل بعضها عمليات جني أرباح كبيرة، و في حال حصل ذلك حقاً، فقد نرى التذبذب الحاد هذا الأسبوع