أسواق العملات بين الاضطراب و الأسعار القياسية
حقق الدولار النيوزلندي أعلى سعر تاريخي له اليوم عند مستوى 0.8764، فيما الدولار الأسترالي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 28 عاماً مضت عند سعر1.1079، فيما الفرنك السويسري ارتفع إلى أعلى سعر قياسي هذا اليوم عند 0.7993 فرنك للدولار الأمريكي الواحد. في المقابل، انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مجدداً مقابل سلّة العملات الأجنبية هذا اليوم ليحقق الأدنى له منذ الخامس من شهر أيار الماضي قبل أن يرتد و يرتفع مقابل سلّة العملات، و الين الياباني ما زال يتداول قريباً من أعلى مستوياته تاريخياً التي تحققت في الـ 17 من شهر آذار الماضي.
الاضطراب يسود أسواق صرف العملات الأجنبية، فالثقة منخفضة في الأسواق المالية، و الاتجاه نحو طلب الملاذ الآمن و الأصول المنخفضة العائد واضحة، لكن في نفس الوقت، لا يتجّه المتداولون نحو الدولار الأمريكي بشكل كبير كما اعتدنا، فأزمة الديون الأمريكية و مخاطر تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة أصبح قلقاً جديداً في الأسواق المالية إلى جانب أزمة الديون الأوروبية التي ترافق ضعفاً عاماً في الاقتصاد الدولي يرافقه ارتفاع كبير في مستويات التضخم.
بيانات أستراليا اليوم أظهرت ارتفاعاً في التضخم نحو مستوى 3.6%، فيما بيانات أوروبا أظهرت انخفاض أسعار الواردات الألمانية بمقدار 0.6% خلال الشهر الماضي و انخفاض نمو التدفقات النقدية إلى 2.2% في الاتحاد الأوروبي، بل و شهدنا بيانات انخفاض الثقة في الأعمال الإيطالية. في بريطانيا أيضاً، شهدنا بيانات من بريطانيا أظهرت انخفاضاً في الثقة في الأعمال أيضاً، و كل تلك البيانات ساعدت على أن تتحرك العملات بعنف مقابل الدولار، فارتفع الدولار الأسترالي، و انخفض سعر صرف اليورو و كذلك الجنيه الإسترليني.
بعد أن لامس سعر صرف اليورو الأعلى له هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي عند 1.4536 دولار لليورو الواحد، عاد ليشهد ضغوطاً سلبية أعادته للتداول في مستويات قريبة من الأدنى الذي حققه اليوم عند 1.4441، و كذلك نرى بأن الضغوط السلبية مستمرة على الزوج حالياً في ظل عمليات جني أرباح سادت الأسواق المالية ترافقت مع انخفاض آخر في الثقة في الأسواق المالية و انخفاض في معظم مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية. يشير التحليل الفني إلى أن عودة الزوج للتداول ما دون مستوى 1.4490 أعاد الضغوط السلبية على الزوج، فالثبات ما دون هذا المستوى قد يكون سبباً لاختبار مستويات الدعم الأقرب حول 1.4410، فيما كسر هذا المستوى قد يسبب مزيداً من السلبية وصولاً إلى مستوى 1.4375 على الأقل.
بالنسبة للجنيه الإسترليني، فبعد ملامسة مستوى 1.6438 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، انخفض بشكل حاد ليحقق الأدنى عند مستوى 1.6354 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و هذا الانخفاض حتى هذه اللحظة يعتبره التحليل الفني تصحيح، إذ أن الثبات فوق مستوى 1.6365 قد يبقي على الميل الصاعد على الزوج بشكل كبير، فيما الثبات فوق 1.6310 يبقي على احتمال عودة الإيجابية وارداً.
ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم في بعض التصحيح لم يكن قادراً على دفعه للارتفاع مقابل الين الياباني، فالتشاؤم في الأسواق المالية ينعكس على زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني لصالح الين بسبب تصفية مراكز مالية استخدمت الين الياباني سابقاً لتزويد المتاجرة مرتفعة العائد، و بسبب ذلك انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم مقابل الين الياباني من مستوى 78.01 إلى مستوى 77.55 و ما زلنا نرى تداولات الزوج تميل للسلبية.
ما زلنا في انتظار بيانات أمريكية هامة جداً اليوم، لكن لا يجب أن ننسى في خضم هذه البيانات انتظار المتداولين لأي مستجدات من الولايات المتحدة تجاه رفع سقف الدين العام و تخفيض العجز، حيث أن هذه الأمور هي التي تحرّك الثقة في الأسواق المالية في الوقت الراهن.