التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
الذهب يرتفع بأكثر من مئة دولار خلال يومين
ارتفع سعر الذهب نحو مستويات فوق 1770.00 دولار للأونصة الواحدة ليكتسب أكثر من مائة دولار خلال يومين، فقد ارتفع خلال جلسة نيويورك يوم أمس 3.23% و أغلق بارتفاع مقداره 53.80 دولار عند سعر 1717.20 دولار للأونصة، و هذا اليوم، نرى بأن السعر اكتسب العزم الصاعد مرّة أخرى ليحقق الأعلى تاريخياً عند مستوى 1772.25 دولار للأونصة خلال التداولات الالكترونية.
إن الارتفاع الكبير في الذهب سببه اتجاه نحوه كملاذ آمن و تحوّط من التضخم و محاولة لتعويض المتداولين خسائر أسواق الأسهم و السلع. فنرى خلال جلسة الولايات المتحدة يوم أمس مؤشر داوجونز الأمريكي و قد انخفض بمقدار 5.55% و انخفض مؤشر داكس الألماني أمس بمقدار 5.02% و انخفض مؤشر كاك الفرنسي 4.68% فيما مؤشر فوتسي البريطاني انخفض بمقدار 3.39%. حالة من التشاؤم الكبير تسود الأسواق المالية عقب تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، فيما نرى بأن الأوضاع تزداد سوء في الأسواق المالية في ظل اتجاه المتداولين نحو الخروج من الأسواق و ترك الأصول المرتفعة العائد التي تتسم في المخاطرة.
هذا اليوم خلال الفترة الآسيوية، شهدنا انخفاضاً في معظم المؤشرات الرئيسية، منها انخفاض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.68% و انخفض مؤشر هانج سينج بأكثر من 3.10% و هذه التداولات تشير إلى مدى التشاؤم الذي يحيط في الأسواق المالية. مؤشرات السلع انخفضت، منها مؤشر S&P GSCI الذي انخفض بمقدار 25.15 نقطة و أغلق جلسة أمس عند مستوى 620.60 نقطة و كذلك انخفض سعر برميل النفط بشكل حاد جداً من مستويات فوق 85.00 دولار يوم أمس ليلامس الأدنى اليوم عند سعر 75.70 دولار للبرميل الواحد.
كل ذلك رافقه بيانات من الصين هذا اليوم أظهرت ارتفاع مستوى التضخم في الصين إلى مستوى 6.5%، و هذا الارتفاع في التضخم كان فوق التوقعات التي أشارت إلى احتمال ارتفاع نحو مستوى 6.3%. و باجتماع ارتفاع التضخم الكبير في عديد من الدول، و الضعف الاقتصادي في دول أخرى، شهدت الأسواق المالية دماراً شاملاً دفع في المتداولين إلى الذهب كملاذ آمن و احتياطي ضد التضخم.
تحرّك سعر الفضة خلال جلسة نيويورك يوم أمس بإيجابية، و اكتسب 1.85% و أغلق عند سعر 39.03 دولار للأونصة، لكن في الحقيقة، حتى هذا الإغلاق يعتبر سلبي لسعر الفضة، حيث أن السعر في لندن في سعر القطع كان عند مستوى 39.86 و الارتفاع الذي سجّل في سعر الفضة كان على شكل استلام البورصات الأمريكية سعر الفضة عند مستويات متدنية. بالنسبة للبلاتين، فقد انخفض يوم أمس بمقدار 0.17% و أغلق عند سعر 1713.00 دولار للأونصة الواحدة، فالقلق على النمو في الاقتصاد الدولي يقلق المتداولين على الطلب المحتمل للبلاتين بما أنه معدن مرتبط في الصناعة مما يجعل البلاتين يتداول متأثراً في ضغوط سلبية بين الحين و الآخر.
في هذه اللحظات، نرى سعر الذهب اليوم يتداول بارتفاع مقداره 2.04% بعد أن حقق الأعلى تاريخياً عند 1772.25، و يتداول سعر الذهب الآن يتداول حول مستوى 1752.20 دولار للأونصة. بالنسبة لسعر البلاتين، فقد ارتفع أيضاً بمقدار 0.35% ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1719.00 دولار، لكن كما نرى، فالبلاتين يتداول في نطاق محدود نسبياً. أما سعر الفضة الآن، فهو يتداول على انخفاض مقداره 0.44% حول سعر 38.86 دولار للأونصة، و هذا لأن الفضة استقطبت خلال الفترة الماضية الكثير من المضاربين في السعر السوقي، و الذين تركوا الفضة اليوم للاستفادة من الموجة الصاعدة للذهب.
أزمة الديون السيادية الأوروبية اجتمعت مع تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، و نضيف على هذا التباطؤ العميق في الاقتصاد الدولي و ارتفاع مستويات التضخم. كل هذه أسباب تقلق المتداولين في الأسواق المالية دافعة تلك الأسواق لأن تشهد موجات حادة من الانخفاض في الأصول المرتفعة العائد، و هذا في النهاية يصب في صالح الذهب. ارتفاع التضخم يتطلّب تحوّط من خلال الذهب، التباطؤ الاقتصادي و مخاطر الركود تتطلب احتياطي ملاذ آمن من الذهب، و كذلك أزمات الدين تجلب الذين اعتادوا على السندات سابقاً إلى الذهب، و بذلك نرى الميل الإيجابي مستمر.
حتى هذه اللحظة، فشل صانعو القرار في تهدئة الأسواق المالية أن يهدّئوا قلق المتداولين، و اليوم نحن في انتظار قرار الفائدة و السياسة المالية من البنك الفيدرالي الأمريكي، و هذا ما سوف ننتظره لنرى هل سوف يستطيع الفيدرالي الأمريكي تهدئة الأسواق أم لا، لكن لا يجب أن ننسى بأن هنالك احتمالات طرح خطّة تخفيف كمي ثالثة، و هذا ما يعتقده المتداولون، و مثل هذه الخطط من شأنها أن تدعم الذهب في حال تم إقرارها.