التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
الذهب يزحف نحو القمّة التاريخية مجدداً
نستطيع أن نرى سعر الذهب و هو يرتفع لليوم الرابع على التوالي، و رغم أن الميل الصاعد تباطأ إلى حد ما، لكننا نرى السعر حالياً يتداول في مستويات أقرب من السعر القياسي الأخير الذي تحقق للذهب عند سعر 1814.00 دولار للأونصة. استطاع سعر الذهب يوم أمس أني يغلق جلسة نيويورك عند مستوى 1789.00 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.11% خلال الجلسة، فيما كان قد أغلق جلسة لندن عند مستوى 1790.00 دولار للأونصة في سعر القطع المسائي. من الملاحظ بأن سعر الذهب انخفض يوم أمس مقارنة في افتتاح جلسة لندن، حيث أن السعر انخفاض حوالي دولارين مقارنة في سعر افتتاح الجلسة الصباحي في سعر القطع عند 1792.00 دولار، لكن بشكل عام، نستطيع أن نرى تداولات إيجابية في نيويورك، و كذلك في التجارة الالكترونية على مستوى يوم أمس عامة.
استمر الميل الصاعد لتداولات سعر الذهب، و نرى سعر الذهب اليوم يتداول عند مستوى 1793.50 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.25% من إغلاق نيويورك أمس، و هذا الميل الصاعد سببه اتجاه المتداولين نحو الذهب كملاذ آمن بعد أن أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي بأن الاتحاد الأوروبي يشهد ضعفاً و تباطؤاً اقتصادياً أرجع المتداولون سببه إلى أزمة الديون السيادية. أزمة الديون السيادية ما زالت تدفع المتداولين للقلق، و القلق في الأسواق المالية يدفع المتداولين للبحث عن الملاذ الآمن، و مع انخفاض جاذبية الدولار بسبب توقعات قيام الفيدرالي بسياسة تخفيف كمي ثالثة قد تؤدي إلى ضعف في الدولار، كذلك نرى بأن العديد من البنوك المركزية في العالم أصبحت تنوّع احتياطياتها النقدية بل أيضاً تغيّر بعض السندات الأمريكية ضمن احتياطياتها و هذا سبب آخر يدفع تلك الجهات للذهب.
لم يقتصر يوم أمس الاتجاه الصاعد في المعادن الثمينة على الذهب، بل شهد كل من سعر الفضة و البلاتين ارتفاعاً مقداره 0.80% و 1.32% على التوالي، و أغلق سعر الفضة تداولات أمس عند سعر 40.23 و البلاتين عند مستوى 1837.00 دولار للأونصة. فتدفّق السيولة نحو أسواق المعادن الثمينة أفادت كل من سعر الفضة و البلاتين إلى جانب الارتفاع الذي شهده الذهب. لكن، لنلاحظ بأن ارتفاع سعر الذهب يوم أمس كان الأقل في جلسة نيويورك ضمن المعادن الثمينة الثلاث، و هذا يمكن أن نرجعه إلى أن المتداولين حاولوا البحث عن أصول مرتفعة العائد للاستثمار فيها بعد أن انعطفت تداولات مؤشرات الأسهم الأمريكية صعوداً بعد الانخفاض الذي شهدته منتصف الجلسة، و بهذا أصبح المتداولون مع اتجاههم نحو البحث عن الملاذ الآمن لتقليص المخاطرة يبحثون عن فرص للمضاربة في السعر السوقي، و استفاد بذلك كل من سعر الفضة و البلاتين، فيما البيانات الاقتصادية التي صدرت أمس مشيرة إلى ارتفاع في أسعار المنتجين ساعدت البلاتين على الارتفاع بأكثر مما حصل في كل من سعر الفضة و الذهب.
تستمر هذا اليوم التداولات الإيجابية للذهب، فنرى سعر الذهب يتداول بارتفاع مقداره 0.25% كما أشرنا، فيما ارتفع سعر الفضة بشكل طفيف جداً لا يتعدّى 0.02% في هذه اللحظات و يتداول سعر الفضة عند مستوى 40.24 دولار للأونصة. بالنسبة لسعر البلاتين هذا اليوم، فقد انخفض بمقدار 0.05% ليتداول الآن عند مستوى 1836.000 دولار للأونصة الواحدة.
تداولات مختلطة في جلسة آسيا هذا اليوم، لكنها مالت للسلبية في معظم مؤشرات الأسهم الرئيسية في آسيا، منها انخفاض مؤشر شنغهاي الصيني بمقدار 1.61% و كذلك انخفاض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.25% و انخفاض في مؤشر هانج سينج الذي يتداول الآن بانخفاض يقارب 1.30%. أشارت بيانات اليابان هذا اليوم إلى انكماش في صادرات اليابان بأكثر مما كان متوقعا، حيث شهدت صادرات البضائع انكماشاً مقداره 3.3%، فيما القلق من أزمة الديون السيادية الأوروبية و أزمة الدين الأمريكي إلى جانب التباطؤ في نمو الاقتصاد الدولي، أسباب تدفع المتداولين لجني الأرباح عند أي شعور في عدم الارتياح، و اليوم سببت حالة تجنّب المخاطرة انخفاضاً في أسواق الأصول المرتفعة العائد الآسيوية مما دفع في سعر البلاتين للانخفاض.
هذا اليوم، نحن في انتظار بيانات التضخم الأمريكية، و هذه البيانات مختصة في التضخم. التوقعات تشير إلى أن مؤشر سعر المستهلك الأمريكي ربما يكون قد انخفض إلى مستوى 3.3% خلال السنة التي تنتهي في شهر تموز الماضي، لكن في القيمة الجوهرية، فالتوقعات تظهر احتمال ارتفاع طفيف من 1.6% غلى 1.7% في مستويات الأسعار. كذلك، نحن في انتظار مؤشر فيلادلفيا الصناعي و طلبات الإعانة الأسبوعية إلى جانب بيانات المؤشرات القائدة، و هذه البيانات قد تكون محرّكة للأسواق المالية مما قد ينعكس على سعر الذهب و سائر المعادن الثمينة الأخرى.