مؤشر أسعار المستهلكين يؤكد على ارتفاع تكاليف المعيشة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال تموز/يوليو
بدأ الاقتصاد الأمريكي يوماً جديداً، حيث استهل يومه بالتأكيد على أن تكاليف المعيشة ارتفعت خلال تموز/يوليو في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحسب مؤشر أسعار المستهلكين، الذي أكد على ما جاء به كل من مؤشر أسعار المنتجين يوم أمس الأربعاء، ومؤشر أسعار الواردات قبيل ذلك.
حيث بالنسبة لأسعار المستهلكين عن شهر تموز/يوليو فقد ارتفعت بنسبة 0.5% بأعلى من القراءة السابقة والتوقعات، في حين ارتفعت أسعار المستهلكين على الصعيد السنوي بنسبة 3.6% بأعلى من التوقعات وبتطابق مع القراءة السابقة.
وبالحديث عن أسعار المستهلكين الجوهرية - تلك المستثنى منها أسعار الغذاء والطاقة - فقد ارتفعت خلال تموز/يوليو بنسبة 0.2% بأدنى من القراءة السابقة وبتطابق مع التوقعات، أما على الصعيد السنوي فقد ارتفعت أسعار المستهلكين الجوهرية بنسبة 1.8% بأعلى من القراءة السابقة وبأعلى من التوقعات التي بلغت 1.7%.
وأظهرت المؤشرات الفرعية في التقرير الصادر أن أسعار الطاقة ارتفعت بنسبة 2.8% خلال تموز/يوليو، في حين ارتفعت أسعار الخدمات بنسبة 0.2%، أما أسعار المنازل فقد ارتفعت بنسبة 0.2%، في حين ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 0.4%، كما وارتفعت أسعار النقل والمواصلات بنسبة 1.5%، وأخيراً فقد ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسبة 0.9%.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن أسعار النفط الخام الأمريكي شهدت ارتفاعاً خلال شهر تموز/يوليو لتصل في أواخر الشهر إلى 95.80 دولار أمريكي للبرميل، بينما كانت أسعار النفط في بداية الشهر عند 94.99 دولار أمريكي للبرميل، علماً بأنها حققت أعلى مستوى لها خلال الشهر عند 100.62 دولار للبرميل، والأدنى عند 93.44 دولار أمريكي للبرميل، حيث عزي ذلك الارتفاع إلى الاضطرابات التي شهدتها ولا تزال تشهدها مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كارثة اليابان الطبيعية، ناهيك عن انخفاض الدولار الأمريكي.
ذلك الارتفاع في أسعار الطاقة أسهم من جهته في ارتفاع الأسعار بشكل عام في الولايات المتحدة الأمريكية، علماً بأن البنك الفدرالي الأمريكي أكد في آخر تصريحاته على أن مسببات التضخم بدأت بالتلاشي في الولايات المتحدة الأمريكية، وأكد أيضاً على أن مستويات النمو ستبدأ بالتسارع في منتصف العام الجاري، وعلى ما يبدو بأن أياً من هذا أو ذاك لم يحصل!!!
وإذا ما دققنا النظر في الأرقام التي جاء بها تقرير أسعار المنتجين الذي صدر أمس وتقرير أسعار المستهلكين اليوم نجد بأن التضخم لا يزال بعيداً عن دائرة القلق بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، وذلك وسط استمرار المشاكل الاقتصادية التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي، مثل معدلات البطالة المرتفعة وتشديد شروط الائتمان، ناهيك عن ارتفاع مديونية الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع مسؤولوا إدارة أوباما إلى التأكيد يوم أمس على أن الرئيس يعد لخطة شاملة من شأنها تخفيض عجز الميزانية، وخلق المزيد من فرض العمل.
كما وصدر أيضا عن الاقتصاد الأمريكي تقرير طلبات الإعانة التي شهدت ارتفاعاً للأسبوع المنتهي في الثالث عشر من آب/أغسطس إلى 408 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 399 ألف طلب وبأسوأ من التوقعات التي بلغت 400 ألف طلب، في حين ارتفعت طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في السادس من آب/أغسطس الجاري إلى 3702 ألف طلب مقابل القراءة السابقة المعدلة والتي بلغت 3695 ألف طلب وبأسوأ من التوقعات التي بلغت 3700 الف طلب.
يذكر بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال بحاجة إلى المزيد من الوقت لتحقيق الاستقرار التام، حيث أن الاقتصاد بدأ بإظهار بوادر التراجع في أنشطته الاقتصادية، كما أن البنك الفدرالي أشار أن مرحلة التعافي للاقتصاد الأمريكي تشهد تباطؤ ملحوظ في الفترة الحالية، فهل ستكون خطة أوباما كفيلة بدعم الاقتصاد ودفعه لتسجيل مستويات نمو جيدة؟ ما علينا سوى انتظار تفاصيل الخطة والتي سيتم الإعلان عنها في عيد العمال الأمريكي في الخامس من أيلول/سبتمبر المقبل!!!