إلى متى سوف يصمد اليورو أمام كل هذه الضربات
تلقى اليورو هذا اليوم ضربات موجعة جديدة من بيانات اقتصادية هامة اعتدنا أن تكون مؤثرة جداً في سعر صرف اليورو، من هذه البيانات بيانات مؤشر IFO للثقة في الأعمال الألمانية الذي انخفض إلى 108.7 من مستوى 112.9، كذلك مؤشر IFO الألماني لتقييم الوضع الحالي الذي أظهر انخفاضاً من 121.4 إلى 118.1، فيما مؤشر IFO للتوقعات، أظهر انخفض الثقة من مستوى 105.0 نحو مستوى 100.1 ليقف عند الحد الفاصل بين التشاؤم و التفاؤل.بالنسبة لبيانات الطلبات الصناعية، فقد أظهرت الطلبات الصناعية الأوروبية انخفاضاً واضحاً في وتيرة النمو خلال شهر حزيران أوصلت القطاع لحد الانكماش بمقدار 0.7%.
إن هذه البيانات الاقتصادية كانت بمثابة ضربات موجعة لليورو، حيث أن هذه البيانات دفعت سعر صرف اليورو للانخفاض بشكل حاد نحو مستواه الأدنى لهذا اليوم عند سعر 1.4377 دولار لليورو الواحد. لكن، استطاع اليورو مقاومة هذه التأثيرات السلبية و الصمود أمام سلبية البيانات ليرتفع مجدداً و يحقق الأعلى له عند سعر 1.4475 دولار لليورو الواحد، حيث نرى بأن المتداولين يتوقعون أن يتم الإعلان عن سياسة تخفيف كمي أمريكي جديدة، قد تكون قادرة على دعم الاقتصاد الأكبر في العالم و منه تتحسّن الاقتصاديات الأخرى.
يكمن السؤال الآن، إلى متى سوف يكون اليورو قادراً على تحمّل كل هذه الضربات الموجعة ؟ أزمة الديون السيادية تقلق المتداولين، فيما البيانات الاقتصادية تظهر لنا تأثّر النمو الاقتصادي و النشاطات الاقتصادية في هذه الأزمة إلى جانب الانخفاض في أداء الاقتصاد الدولي. يبدو بأن المتداولون الآن يأملون في خطّة دعم من الفيدرالي الأمريكي يوم الجمعة، و هذا ما انعكس على أداء أسواق الأسهم الأوروبية التي تتداول بإيجابية، و منها نرى اليورو و قد تجاهل بيانات أوروبا و ألمانيا السلبية اليوم ليستمر في اندفاعه الصاعد.
بحسب التحليل الفني، إن مستوى 1.4455 يمثّل فاصلاً هاماً أمام الزوج، حيث أن هذا المستوى استطاع كبح جماح العديد من محاولات الاندفاع الصاعد خلال الفترة المقبلة، و يحتاج اليورو لأن يحقق استقراراً فوق هذا المستوى ليستطيع تحقيق مزيد من المكاسب أمام الدولار الأمريكي قد تصل به إلى مستويات حول 1.4565. لكن، فشل الزوج في الاستقرار فوق 1.4455 قد يسبب موجة هابطة لإعادة اختبار مستوى 1.4410 و ربما 1.4365.
لم يكن الحظ حليفاً هذا اليوم للجنيه الإسترليني كما كان مع اليورو، فالجنيه الإسترليني لم يتلقّى الطلب الجيد و نراه يتداول في سلبية مقابل الدولار الأمريكي فاقداً معظم مكاسب يوم أمس. حيث انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني بعد أن لامس الأعلى له عند سعر 1.6532 دولار للجنيه الإسترليني الواحد لينخفض مجدداً و يصل نحو مستويات 1.6463 و حالياً يتداول الزوج قريباً جداً من مستوياته الأدنى هذا اليوم.
إن فشل الجنيه الإسترليني مراراً في أن يحقق اختراقاً لمستوى 1.6615-1.6630، كذلك الفشل في الثبات فوق الفاصل الهام 1.6550، سبب يعطي احتمال أن تستمر الضغوط السلبية على الزوج. لكن في المقابل، على الدولار إثبات كفاءته أمام الجنيه بدفعه لكسر مستوى 1.6420 دولار للجنيه الإسترليني الواحد ليثبت بأن الضعف العام للدولار لا يشمل تداولاته أمام الجنيه الإسترليني.
ضعف الدولار الأمريكي يسيطر على تداولات زوج الدولار مقابل الين الياباني، حيث نرى بأن الزوج فقد كل مكاسب هذا الأسبوع و انخفض لليوم الثاني على التوالي، حيث انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم من الأعلى عند سعر 76.87 ين للدولار الأمريكي الواحد، و انخفض ليلامس مستوى 76.45 ين للدولار الأمريكي الواحد. إن تحذيرات الحكومة و صانعي القرار اليابانيان في أن يبتعد المتداولون عن اعتبار الين الياباني ملاذاً آمنا، لم تكن قادرة على تخفيف عزم الين الياباني الصاعد، حيث أن ارتفاع سعر صرف الين الياباني مقلق جداً بالنسبة للحكومة اليابانية و يهدد الاقتصاد، لكن مع هذا، نرى المتداولين حالياً يبيعون الدولار الأمريكي، و منها يكتسب الين الياباني العزم الصاعد.
أمامنا هذا اليوم بيانات اقتصادية هامة جداً من الولايات المتحدة، إن هذه البيانات مرتبطة في النمو بشكل خاص، و تشير البيانات إلى أن طلبيات البضائع المعمّرة قد شهدت نمواً مقداره 2.0% خلال شهر تموز الماضي، فيما طبيات البضائع المعمّرة من غير السيارات شهدت انكماشاً مقداره 0.5%، و هذه البيانات قد يكون وقعها على الأسواق المالية واضحاً، فبيانات سلبية أكثر من المتوقع، قد تكون مدعاة للاعتقاد أكثر بأن الفيدرالي سوف يقوم باتخاذ إجراء سياسة تخفيف كمي في القريب العاجل.