حالة من الترقب والحذر تعتلي سماء الأسواق المالية قبيل صدور تقرير الوظائف الأمريكي .. والتوقعات تشير إلى نجاح الاقتصاد الأمريكي في خلق 68 ألف وظيفة خلال آب/أغسطس
هو اليوم الأخير من الأسبوع، حيث تترقب الأسواق صدور تقرير الوظائف عن الاقتصاد الأكبر في العالم -الاقتصاد الأمريكي-، وتشير التوقعات إلى أن التقرير سيظهر استمرار بحث قطاع العمالة الأمريكي عن استقراره بل وحتى تراجع أنشطة القطاع خلال شهر آب/أغسطس، لتشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي خلق حوالي 68 ألف فرصة عمل خلال الشهر الماضي، بتأثير مباشر من ضعف الأوضاع الاقتصادية في الآونة الأخيرة في شتى كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي قاد أرباب العمل إلى التخوف من توظيف أيدي عاملة جديدة، بل وعلى العكس ربما قاموا بالاستغناء عن بعض الوظائف في مسعى منهم لخفض التكاليف، في ظل ضعف مستويات الطلب في الداخل والخارج.
وسيصدر تقرير الوظائف المرتقب في تمام الساعة 8:30 بتوقيت نيويورك، حيث تشير التوقعات إلى أن معدل البطالة ثبت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر آب/أغسطس عند 9.1%، هذا وستظهر وزارة العمل الأمريكية بأن القطاع الصناعي أو بالأصح -التغير في وظائف القطاع الصناعي- لم ينجح في خلق أي فرصة عمل جديدة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت خلق 24 ألف فرصة عمل قبيل شهر، هذا إلى جانب توفير القطاع الخاص أو لنكن أكثر دقة فإن التغير في وظائف القطاع الخاص بلغ خلال شهر آب/أغسطس 95 الف فرصة عمل، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 154 ألف وظيفة.
ويتأثر معدل التغير في الوظائف بالاستغناء المؤقت عن الوظائف أو بتأثير من توفير فرص العمل المؤقتة، وسط ما يشهده الاقتصاد الأمريكي من تباطؤ في عجلة تعافيه وانتعاشه، حيث تظهر البيانات المتتالية يوماً بعد يوم بأن الاقتصاد الأمريكي فقد الكثير من زخمه خلال الفترة الماضية، وفي كافة القطاعات تقريباً، فقد شهدنا تراجع وتيرة الأنشطة الاقتصادية في قطاع الصناعة، قطاع المنازل، إلى جانب قطاعات أخرى، الأمر الذي يصب في بوتقة إعلان الفدرالي الأمريكي لجولة ثالثة من خطط التخفيف الكمي لدعم الاقتصاد، مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيحتاج إلى المزيد من الوقت لتعويض الخسائر المسجلة في الوظائف والتي شهدناها في خضم الأزمة، عندما خسر الاقتصاد الأمريكي حوالي 8.5 مليون وظيفة.
وعلى ما يبدو فإن أرباب العمل عادوا إلى خلق فرص عمل جديدة ولكن بحذر واعتدال، مع الإشارة إلى أن وتيرة خلق فرص العمل كانت تتسم بالاعتدال خلال الفترة الماضية، إلا أنها لا تزال ضعيفة ومخيبة للآمال، ولكن وبشكل عام فإن ذلك يعمل على اكساب الدخل الشخصي مزيداً من القوة، الأمر الذي شهدناه في تقرير الدخل بداية الأسبوع الحالي، حيث ارتفعت معدلات الدخل بنسبة 0.3% خلال شهر تموز/يوليو، وبالتالي فقد ارتفعت معدلات الإنفاق، حيث شهدنا ارتفاع معدلات الإنفاق بنسبة 0.8% خلال تموز/يوليو، وهذا فإن مستويات الدخل والإنفاق لا تزال ضعيفة بشكل عام في الاقتصاد الأمريكي، مع العلم بأن الإنفاق يشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي ويساعد الاقتصاد الأمريكي على التعافي والانتعاش.
وستناول التقرير أيضاً معدل الدخل في الساعة، حيث تشير التوقعات إلى أن معدل الدخل في الساعة ارتفع خلال شهر آب/أغسطس بنسبة 0.2% بالمقارنة مع قراءة تموز/يوليو والتي كانت مسجلة عند 0.4%، هذا على الصعيد الشهري، أما على الصعيد السنوي، فمن المتوقع أن يظهر المؤشر ارتفاعاً بنسبة 2.2% بالمقارنة مع أرقام الشهر السابق والتي بلغت 2.3%، بينما معدل ساعات العمل الأسبوعية فمن المتوقع أن تستقر وتظهر ثباتاً خلال شهر آب/أغسطس عند الرقم المسجل في السابق أيضاً عند 34.3.
الأوضاع الاقتصادية شهدت تراجعاً عزيزي القارئ، فالأنشطة الاقتصادية تواصل مساعيها للاستقرار في قطاع المنازل، القطاع الصناعي، قطاع العمل، وبقية القطاعات، الأمر الذي قد لا يساعد الاقتصاد الأمريكي على تسجيل معدلات نمو قوية، بل ويعمل على إبطاء عجلة التعافي والانتعاش، في حين يكمن القلق الأساسي في ارتفاع معدلات البطالة وتشديد شروط الائتمان، لتعمل تلك العوامل على تدمير الأنشطة في الاقتصاد الأمريكي، نظراً لكونها تحد من معدلات الإنفاق.