الاقتصاد الأمريكي يقف على أعتــاب أسبوع تتصدره البيانات التضخمية والصناعية وبيانات مبيعــــات التجزئة
يعود لنا الاقتصاد الأمريكي في الأسبوع المقبل من المزيد من البيانات والأخبار الاقتصادية المهمة والرئيسية، عقب الهدوء الذي شهدناه خلال الأسبوع الماضي، مع الإشارة إلى أن العنوان الرئيس والذي يصح أن نطلقه على تداولات الأسبوع المقبل هو: "أسبوع البيانيات التضخمية"، حيث تتركز بيانات الأسبوع المقبل على التضخم، ناهيك عن صدور بيانات تتعلق بأداء قطاع الصناعة، إلا أن الترقب سيبقى سيد الموقف على الرغم من زخم البيانات.
حالة الترقب تلك ستكون مزيجاً من الترقب والحذر والقلق، حيث لا يزال جمهور المستثمرين في حيرة من أمره حيال موضوع إقرار البنك الفدرالي الأمريكي لجولة ثالثة من التخفيف الكمي، أو حتى تفاصيل تلك الجولة، وسط إحجام رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي عن الحديث صراحة عن ذلك الموضوع، إلا أنه ما فتئ يؤكد على أن البنك الفدرالي الأمريكي يقف على أهبة الاستعداد لدعم عجلة النمو في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبالعودة إلى بيانات الأسبوع المقبل، نستهل الحديث ببيانات قطاع الصناعة الأمريكي، حيث سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي في الأسبوع المقبل قراءة مؤشر نيويورك الصناعي، والذي من المتوقع أن يظهر انكماش أنشطة القطاع الصناعي خلال شهر أيلول/سبتمبر، في حين من المتوقع أن يظهر مؤشر الانتاج الصناعي تباطؤ وتيرة النشاط الصناعي في آب/أيلول، أما معدل استغلال الطاقة، وهو مقياس لكيفية استخدام أكبر عدد من الموارد في العملية الانتاجية والتصنيعية، فمن المتوقع أن يشهد ثباتاً بالمقارنة مع القراءة السابقة.
هذا وسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي أيضاً خلال الأسبوع المقبل قراءة مؤشر فيلادلفيا الصناعي والخاصة بشهر أيلول/سبتمبر، والذي من المتوقع أن يظهر انكماش الأنشطة الاقتصادية في قطاع الصناعة التحويلية ضمن مقاطعة فيلادلفيا، أي أنه سيؤكد على بيانات مؤشر نيويورك، علماً بأن القطاع شهد انكماشاً في الآونة الأخيرة بسبب ضعف الأنشطة الاقتصادية بالمجمل، وتباطؤ عجلو التعافي في الولايات المتحدة، وسط استمرار المعوقات في إثقال كاهل الاقتصاد الأمريكي.
وعلى صعيد آخر فسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي أيضاً خلال الأسبوع المقبل مؤشر مبيعات التجزئة، والذي يحسب أكثر من نصف إنفاق المستهلكين، حيث تشير التوقعات إلى نمو مبيعات التجزئة خلال آب/أغسطس، بشكل متواضع وبأدنى من النمو السابق، ذلك بأن مستويات الإنفاق بشكل عام في الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال ضعيفة، في حين لا بد لنا من التأكيد على أن مستويات الإنفاق بحاجة إلى المزيد من الوقت قبيل أن ترى انتعاشاً قوياً في معدلاتها.
وسينصب تركيز المستثمرين خلال الأسبوع المقبل على على بيانات التضخم كما أسلفنا، حيث سيعلن الاقتصاد الأمريكي عن أرقام مؤشري أسعار المنتجين والمستهلكين على حد سواء خلال الأسبوع المقبل، في قراءات شهر آب/أغسطس، حيث من المتوقع أن يظهر كلا المؤشرين أن كلاً من التضخم الرئيس والتضخم الجوهري شهدا انخفاضاً خلال آب/أغسطس الماضي.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيكون على موعد قبيل ذلك مع بيانات مؤشر أسعار الواردات والخاصة بشهر آب/أغسطس، حيث من المتوقع أن نشهد انخفاضاً في تلك الأسعار، كما وسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع المقبل أيضاً مؤشر أسعار المستهلكين في قراءته الخاصة بالشهر ذاته، حيث تشير التوقعات إلى أن المؤشر سيؤكد على أن أسعار المستهلكين لا تزال مكبوحة الجماح، وبالتحديد فإن التوقعات تشير إلى أن المؤشر انخفض خلال آب/أغسطس ليستقر عند 0.2%، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت ارتفاعاً بنسبة 0.5 بالمئة، أما على الصعيد السنوي فمن المتوقع أن يستقر المؤشر ليصل إلى 3.6%، في حين تؤكد التوقعات ذاتها على أن مؤشر أسعار المستهلكين الجوهري سيستقر عند 0.2 بالمئة، بينما سيرتفع على الأرجح وبشكل طفيف إلى 1.9 بالمئة على صعيده السنوي.
ولا يزال البنك الفدرالي الأمريكي يشعر بالارتياح حول مستقبل التضخم في الاقتصاد الأمريكي، حيث يواصل رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي التأكيد على أن مستويات التضخم لا تشكل أية عقبات أمام عجلة انتعاش الاقتصاد الأمريكي، عقب تأكيده مؤخراً على أن مسببات ارتفاع معدلات التضخم مؤخراً كانت مؤقتة، بل وبدأت بالتلاشي.
نهاية البيانات الرئيسية الصادرة ستكون مع مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين في القراءة التمهيدية لشهر أيلول/سبتمبر، والذي من المتوقع أن يرتفع خلال الشهر الحالي نظراً لثقة المستهلكين بسياسة الفدرالي الأمريكي، حيث أشار البنك الفدرالي مؤخرا بأنه يقف على أهبة الاستعداد لدعم الاقتصاد الأمريكي، ليواصل سيره نحو التعافي...