اليورو يلتقط أنفاسه بعد موجة هابطة صباح اليوم
بيانات سلبية من أوروبا
لم تظهر هذا اليوم بيانات أوروبا أي إيجابية حقيقية، بل أظهرت بيانات مؤشر ZEW مزيداً من التشاؤم، حيث أظهر المؤشر للشعور العام تجاه الاقتصاد الأوروبي انخفاضاً أكبر في الثقة و ارتفاعاً في التشاؤم ظهر على المؤشر بانخفاض من مستوى 40.0- إلى مستوى 44.6-، كذلك، نرى بأن مؤشر ZEW الألماني أظهر ميلاً سلبياً في الثقة بالنسبة للشعور العام تجاه الاقتصاد و ظهر ذلك على شكل انخفاض من مستوى 53.5 إلى 43.6 نقطة في المؤشر.
إن هذه البيانات أثقلت على اليورو الذي تأثّر سلباً في الأصل من تخفيض التصنيف الائتماني لديون اليونان السيادية من قبل منظمّة S&P، و كذلك أشارت المنظّمة بأن التوقعات المستقبلية للديون سلبية في وقت نرى فيه الاقتصاد يتباطأ. و هذا التخفيض في التصنيف الائتماني كان بمثابة شعلة القلق التي اجتاحت الأسواق اليوم و تركّزت على اليورو ليندفع نحو الأسفل ملامساً الأدنى له عند سعر 1.3590 دولار لليورو الواحد.
الإيجابية التي ساعدت اليورو على الارتفاع
لكن، استطاع اليورو جمع العزم الكافي مجدداً و استطاع التقاط أنفاسه في ظل انتظار المتداولين لقرار الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه الذي بدأ اليوم، و الذي سوف يصدر القرار منه غداً، و التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يقرّ تعديلاً في سياساته من خلال تغيير اتجاهه من امتلاك الأصول قصيرة الأمد إلى امتلاك الأصول طويلة الأجل، و هنالك توقعات رغم أنها قليلة أظهرت بأن الفيدرالي قد يقرّ خطّة تخفيف كمي ثالثة لدعم الاقتصاد.
ساعد كذلك سداد اليونان لكوبونات إصدارين من السندات تصل قيمتها إلى حوالي 769 مليون يورو، و هذا الارتياح ساعد على ارتفاع سعر صرف اليورو ليستغل بعض الضعف في سعر صرف الدولار الأمريكي. كذلك، ارتفعت أسواق الأسهم الأوروبية و هذا ما جذب استثمارات و مضاربات نحو أوروبا، كان اليورو وسيطاً فيها مما سبب دفعة أخرى لسعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
بذلك، انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مع اقترابنا من موعد إصدار قرارا لفيدرالي غداً، و استفاد سعر صرف اليورو من ذلك ليرتفع معوضاً خسائر اليوم كلها و يقلبها نحو مكاسب محققاً الأعلى عند سعر 1.3719 دولار لليورو الواحد.
إن التحليل الفني يظهر بأن استقرار سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي فوق الحاجز الفاصل 1.3665 يبقي على احتمال أن يتم تعويض خسائر الأسبوع التي بدأت من خلال تكوين فجوة سعرية، و الثبات فوق المستوى المشار له قد يكون سبباً لدفع سعر صرف اليورو نحو اختبار مستوى 1.3800-1.3805 دولار لليورو الواحد.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
بانخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي و قليل من التحسّن في أسواق العائد المرتفع، استطاع سعر صرف الجنيه الإسترليني الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم. لكن، لو نظرنا إلى حركة سعر صرف الجنيه الإسترليني اليوم و يوم أمس كمجموع تداول، سوف نرى بأن سعر صرف الجنيه الإسترليني تداول اليوم مقابل الدولار في مستويات سلبية مقارنة في افتتاح يوم أمس، و كذلك إغلاق يوم الجمعة الماضي. فكل ما استطاع عمله الجنيه اليوم هو تقليص الخسائر التي تكبّدها مقابل الدولار الأمريكي.
بعد أن لامس سعر صرف الجنيه الإسترليني الأدنى له مقابل الدولار الأمريكي عند سعر 1.5653 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، ارتفع محققاً الأعلى له عند سعر 1.5733 دولار للجنيه، لكن نستطيع أن نرى جلياً الضعف الذي يعاني منه الجنيه الإسترليني بسبب استقرار الزوج ما دون مستويات المقاومة الفنية حول 1.5780، و قد لا يكون أمام الجنيه الإسترليني أي فرصة لأن يثبت جدارته ما لم يحقق استقراراً فوق 1.5935. إن عودة سعر صرف الجنيه لمستويات ما دون الدعم 1.5720، قد تسبب موجة هابطة للجنيه الإسترليني تعيده للتداول السلبي الشديد مقابل الدولار الأمريكي.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
ضعف الدولار الأمريكي هذا اليوم قابله أيضاً بعض الضعف في الين الياباني، ما نستطيع أن نصف فيه تداولات الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بتداولات شديدة التذبذب لكنها في نطاق ضيق نسبياً. حيث نرى بأن الزوج تداول هذا اليوم بين مستوى 76.75 و مستوى 76.39 ين للدولار الأمريكي الواحد، و كل هذه التداولات تقع في نطاق تداولات الزوج خلال جلسة أمس، بل هي ضمن نطاق تداول الزوج الذي بدأ منذ العاشر من الشهر الماضي.
حتى هذه اللحظة، يثبت لنا صمود مستوى 75.80 بأن الدولار الأمريكي يعمل جاهداً على تحقيق موجة صاعدة حقيقية، حيث أن ذلك الدعم هو الذي يمنح الدولار الأمريكي فرصة لأن يعاود الارتفاع مقابل الين الياباني. لكن في الحقيقة، يجب أن نعلم بأن كسر ذلك المستوى قد يسبب مزيداً من الهبوط في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، ربما نحو مستويات قياسية مرتفعة للين الياباني مقابل الدولار الأمريكي.
بالعودة للجلسة الآسيوية قليلاً، سوف نرى بأن بيانات اليابان اليوم أظهرت انخفاضاً في أداء النشاطات الاقتصادية، حيث شهدنا انخفاضاً في قيمة المؤشر القائد من مستوى 106.0 إلى 104.6، كذلك انخفاض في مؤشر المستجدات لشهر تموز من مستوى 109.0 إلى 107.1، و هذا ما يعطي انطباعاً باستمرار الضعف الاقتصادي الياباني، و بالتالي ارتفاع احتمالات أن يقوم بنك اليابان بتدخل في أسواق صرف العملات لمحاولة إيقاف ارتفاع سعر صرف الين الياباني الذي بارتفاعه تتضرر الصادرات اليابانية بشكل كبير.