العملات تتداول في جنون
أزمة الديون ، البرلمان الألماني، مع تصريح الفيدرالي الأمريكي و حفنة من البيانات الأوروبية
وافق البرلمان الألماني على توسيع سلطات صندوق الإنقاذ الأوروبي، حيث صوّت 523 نائباً على قبول التوسيع فيما اقتصر الرفض على 85 نائباً، و بذلك تم اعتماد الخطة كما كان متوقعاً. لكن، لم يكن تجاوب الأسواق المالية كما يجب، بل نرى بأن أسواق الأسهم الأوروبية تتداول في تذبذب مع ميل للحذر و السلبية، فالمتداولون الآن في حيرة كبيرة خصوصاً بعد تصريح برنانكي الذي أشار فيه إلى أن الولايات المتحدة في أزمة حالياً، و ذلك بسبب ارتفاع مستوى البطالة فوق 9.0% منذ عام 2009، وهذا ما يحد من قدرة الاقتصاد الأمريكي على التعافي.
كذلك، يعي المتداولين بأن أي خطط يتم الموافقة عليها يجب أن تثبت كفاءتها في أنها قادرة على دعم الاتحاد الأوروبي و منع تعمّق أزمة الديون السيادية. لكن، نرى بأن هنالك تكهنات في الأسواق المالية الدولية تشير إلى أن العالم مقبل على فترة عصيبة و ربما " ذوبان " في الاقتصاد الدولي، و أظهرت نسبة 53% من تصويت أجري بأن احتمال مشاكل في القطاعات المصرفية خلال الـ 12 شهر القادم وارد. و أظهر أكثر من ثلث المصوتين احتمال أن نرى تدهور في الاقتصاد الدولي بسبب أزمة الديون و أشار ثلاث أرباع المصوتين بأن منطقة الاتحاد الأوروبي سوف تقع في ركود بسبب أزمة الديون.
لذلك، شهدنا العملات الأجنبية تتداول اليوم في جنون! فتارة نرى التفاؤل و الارتفاع في أسعار العملات المرتفعة العائد مقابل الدولار الأمريكي و الين الياباني، و تارة أخرى نراها تقلّص من مكاسبها مقابل الدولار، و هذا كله دلالة على أن الثقة التي تحصل يشوبها دوماً حالة من القلق و الحذر.
البيانات الاقتصادية الإيجابية التي صدرت من ألمانيا اليوم أظهرت انخفاضاً غير متوقع في نسبة البطالة من 7.0% إلى 6.9%، حيث تراجع العاطلون عن العمل بمقدار 26 ألفاً و هذا يعتبر جيد، إلا أن بيانات الثقة الأوروبية أظهرت سلبية مما قلل من إيجابية هذه البيانات. بذلك، لم يستطع اليورو الاحتفاظ في كل المكاسب التي حققها، خصوصاً مع القلق من آثار أزمة الديون السيادية على الاتحاد الأوروبي عامة بل على الاقتصاد الدولي كلّه.
حركة سعر صرف اليورو
ارتفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم ليلامس الأعلى له عند مستوى 1.3678 يورو للدولار الأمريكي الواحد إثر التفاؤل الذي حصل بعد موافقة البرلمان الألماني على التوسعة، كذلك ساعدت بيانات ألمانيا على الموجة الصاعدة لليورو مقابل الدولار و التي بدأت من مستوى 1.3517. لكن، لا يخفى على أحد مقدار التردد و الخوف من تبعات أزمة الديون السيادية و التي يبدو جلياً لنا بأنها قد تكون أعمق و أسوأ مما يُشار له.
إن التحليل الفني يظهر بأن الموجة التصحيحية لليورو مستمرة، خصوصاً مع الثبات فوق مستوى 1.3600 معظم جلسة اليوم، و الثبات فوق هذا المستوى قد يكون قادراً على دفع الزوج لتمديد الموجة الصاعدة. لكن، في أي لحظة تعود التداولات لتستقر تحت سعر 1.3515، فقد يفشل التصحيح الصاعد الحالي و يثبت بأنه انتهى ليستمر الزوج في اتجاهه الهابط الإجمالي.
يبدو بأن الحقيقة التي انكشفت أمام أعين المتداولين تجاه تأثيرات أزمة الديون السيادية الأوروبية لن تسمح للموجة الصاعدة بالامتداد على اليورو، و هذا ما يؤكد أن اليورو الآن في موجة تصحيحية صاعدة مقابل الدولار و ليس في موجة صاعدة جديدة إلا إذا حصلت ظروف اقتصادية تلغي ذلك، و يبدو أن ذلك مستبعد في الوقت الراهن.
الجنيه الإسترليني يعوّض خسائر أمس مقابل الدولار
رغم بعض البيانات السلبية التي صدرت من الاقتصاد الملكي هذا اليوم، إلا أن بيانات الموافقات على القروض العقارية لشهر آب أظهرت نمواً مقداره 0.5 مليار جنيه إسترليني مقارنة في الشهر السابق له و الذي بلغ 0.3 مليار. لكن، لا نستطيع ربط حركة الجنيه الإسترليني الإيجابية في مثل هذه البيانات، فالبيانات الاقتصادية تميل للسلبية بشكل عام و تظهر أن المملكة المتحدة ليست في وضع تحسد عليه، و أنها تتأثر بشكل مباشر من أزمة الديون السيادية في أوروبا.
ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم بعد ملامسته للأدنى عند مستوى 1.5541 ليرتفع محققاً الأعلى عند سعر 1.5701 دولار للجنيه الواحد، لكن مع بعض القلق في الأسواق المالية، فضل المتداولون الاتجاه قليلاً للدولار لجني بعض الأرباح مما سبب ارتفاعه مقابل الجنيه ليتداول الزوج حالياً في مستويات إيجابية، لكنها بعيدة عن الأعلى الذي تحقق.
في الحقيقة، كل تداولات هذا اليوم لم تخرج عن نطاق تداولات يوم الثلاثاء الماضي، و هذا يدل على أن الموجة الصاعدة على الجنيه الإسترليني آخذة في التباطؤ، و تؤكد نظرة التحليل الفني بأن الجنيه الإسترليني في مجرّد موجة تصحيحية صاعدة مقابل الدولار الأمريكي، و رغم أن هذه الموجة من غير المستبعد استمرارها، إلا أن محدودة الاتجاه الصاعد ليبقى الزوج تحت 1.5780 يعطي احتمال بأن يعود الاتجاه الهابط في وقت قريب.
يوم ممل آخر لحركة زوج الدولار مقابل الين الياباني
تداول زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم في نفس نطاقه المعتاد ضمن 76 ين للدولار الأمريكي الواحد. تداولات اليوم كانت و ما زالت بين مستوى الزوج الأدنى 76.39 و الأعلى 76.77 ، و القليل من الميل الصاعد اليوم نراه لصالح الدولار الأمريكي، لكن ما زالت حالة التوتّر و التذبذب الكبير تسود حركة الدولار مقابل الين، رغم النطاق الضيق المذكور.
إن التداول بين مستوى 76.95 و 75.80 يبقي على التحليل الفني حيادياً هذا اليوم، و يجب على الزوج الخروج من هذا النطاق من أجل تأكيد الاتجاه المقترح للفترة القادمة، و في حال استطاع الدولار الأمريكي الثبات فوق المستوى الأعلى المشار له، فقد نراه يمدد من مكاسبه مقابل الين الياباني.