جلبت أزمة اليورو للخزينة الهولندية ثروة ضخمة بفضل الانخفاض التاريخي لأسعار الفائدة. وغطت هذه الثروة المفاجئة تقريبا كل التكاليف الإضافية اللازمة مثل القرض الطارئ لليونان وإنقاذ البنوك المتعثرة، لكن خبراء الاقتصاد يحذرون:" يجب أن لا نحسب أنفسنا أغنياء".
ترتب الأزمة في اليونان على دافعي الضرائب الهولندية دفع الأموال فقط، حسب الفكر السائد، وهو أمر مربح وفقا لحسابات صحيفة دي فولكس كرانت. تراجعت اسعار الفائدة على السندات الحكومية بعد عام 2007 إي عام واحد قبل أزمة الائتمان. عرفت هولندا انخفاضا تاريخيا لأسعار الفائدة بين عامي 2009 و2011 مما جلب لها مبلغ 7,5 مليار يورو.
هذه الأسعار المنخفضة للفائدة كانت نتيجة لازمة اليورو: اعتبرت هولندا بلدا يمكن الاستثمار فيه دون خوف المستثمرين من خسارة أموالهم.
الامتنان
هل يجب على هولندا أن تكون ممنونة لليونان بسبب هذه الثروة الضخمة المفاجئة؟ "هذا أمر مبالغ فيه" يقول الخبير الاقتصادي تون فورست من جامعة فراي يونيفيرسيتايت في أمستردام. ويضيف قائلا" إن الفائدة التي ندفعها الآن اقل وهذا أمر جيد. لكن علينا أن ننتظر ما إذا كنا سنسترد كل أموالنا من اليونانيين. إذا لم يحصل ذلك، فهذا يعني إننا سنتكبد في نهاية المطاف خسائر ضخمة".
اما هارالد بينينك من جامعة تلبورخ يقول" إن الفائدة المنخفضة هي من الآثار الجانبية غير المقصودة للازمة. كنا نفضل لو انه لم يكن هناك من أزمة أصلا، لانها ستكلفنا أكثر من 7,5 مليار يورو. تكفي فقط حقيقة أن النمو الاقتصادي في العام المقبل لن يكون 2% بل صفر. ان فرق 2% على الدخل القومي البالغ 600 مليار يورو سيكلف الاقتصاد الهولندي 12 مليار يورو".
التقشف
لن يستفيد المواطن الهولندي إلا قليلا من هذه الثروة غير المتوقعة( 7,5 مليار) كما يعتقد تون فورست ويقول" إن التخفيضات المالية التي قررتها الحكومة سوف تستمر. أما الأمر الجيد هو ان الفائدة على الرهن العقاري ستنخفض، وسيلاحظ المواطن هذا الأمر".
في وقت يحذر زميله هارالد بينينك من أن المواطن نفسه سيضطر ربما إلى دفع الكثير من الأموال ويقول"اذا أعفينا اليونانيين من دفع قسم من ديونهم، يتوجب وضع المزيد من الأموال في صندوق الطوارئ من اجل منع انتقال العدوى( الأزمة) اليونانية إلى اسبانيا وايطاليا. هذا المبلغ الإضافي سيأتي من جيب دافعي الضرائب. ومن المحتمل ان تكلفنا هذه ألازمة أكثر بكثير من 7,5 مليار يورو".
يوهان كروييف
على هولندا أن لا تحسب نفسها غنية كما يعتقد بينينك ويقول" ان 7,5 مليار مبلغ كبير، لكن ما يتوجب علينا أن نقدمه لأوروبا من اجل حل هذه الأزمة أكثر بكثير من هذا المبلغ".
قال أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كروييف ذات مرة "كل المساوئ لها مزايا " لكن لو كان كروييف خبيرا اقتصاديا لاعتبر أن العكس هو الصحيح.