شار جيرهارد شوبرت، رئيس المعادن الثمينة في بنك الإمارات دبي الوطني، إلى أن الطلب على الذهب سيبقى قوياً في ظل أزمة الديون السيادية الحالية التي تعصف بأوروبا، وتباطؤ وتيرة التعافي في الولايات المتحدة، وحالة عدم اليقين التي تكتنف الاقتصاد الصيني. جاء ذلك في إطار ندوة حوارية انعقدت في سوق دبي المالي تحت عنوان "فرص التنويع في الذهب"، وحضرها مجموعة من كبار المسؤولين والمتداولين في بورصة ناسداك دبي، وسوق دبي المالي، وسوق أبوظبي للأوراق المالية، وبورصة دبي للذهب والسلع. وأشار شوبرت إلى أن عوامل الاقتصاد الكلي وسلوك المستهلكين هي السبب وراء قوة الطلب على الذهب الذي لم تعد أهميته تقتصر على كونه مجرد ملاذ آمن للمستثمرين.
تزايد أهمية الذهب
وأضاف شوبرت: تتنامى في الوقت الحاضر أهمية الذهب كفئة للأصول ووسيلة لتنويع المحافظ، وذلك نتيجةً لعدم استقرار الساحتين السياسية والاجتماعية. ولا شك أن حالة الارتياب إزاء العملات الإلزامية في جميع أنحاء العالم تعد عاملاً إضافياً يسهم في تعزيز مكانة الذهب كبديل للنقود. وقال: نظراً لازدياد الدخل المتاح في الأسواق الناشئة، فإن الذهب يغدو خياراً استثمارياً يستقطب البنوك المركزية، وصناديق الثروات السيادية، وصناديق المعاشات، والمستثمرين الأفراد.
واستبعد شوبرت احتمال نشوء أي فقاعة للذهب، وقال: لا تنحصر استثمارات الذهب في عمليات المضاربة، بل يتم استثماره كفئة للأصول عبر العديد من مجالات الأعمال. وعلى سبيل المثال، تحولت البنوك المركزية إلى القيام بعمليات الشراء الصافي في حركة تعزى إلى القرارات السياسية أكثر من كونها تتعلق بالسعر.
أسعار الذهب
وأشار شوبرت إلى أن أسعار الذهب واصلت ارتفاعها بوتيرة ثابتة خلال العقدين الماضيين مقارنة بسندات الخزينة. وأردف: لطالما كان الذهب ملجأً آمناً في أوقات التضخم والاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية. ولهذا السبب ما زالت نظرتنا إيجابية حيال المعدن الثمين في ظل الظروف الحالية.
ونوّه إلى ضرورة أن يتتبع المستثمرون مجرى الأحداث خلال النصف الثاني من عام 2012، وأن يضعوا في حسبانهم نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي سيتم إجراؤها العام القادم، علاوةً على فهم الكيفية التي سيتم بها حل أزمة الديون الأوروبية؛ إذ من المرجح لهذه العوامل أن تؤثر على حجم الطلب على الذهب من قبل العملاء والمستثمرين. أما على المدى القصير، فيرجح شوبرت أن يكون الطلب أكبر من حجم المعروض.
تنويع المحفظة الاستثمارية
قال رئيس المعادن الثمينة في بنك الإمارات دبي الوطني: يجب أن يتم تنويع المحفظة وفقاً لمستوى الاستعداد لمواجهة المخاطر؛ لكننا ننصح بأن تشمل محفظة كل مستثمر انكشافاً على الذهب بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10%؛ إذ يعد هذا الأمر سياسة تأمين وتحوّط جيدة للحماية من حالات عدم اليقين وفشل السياسات العالمية، كما يشكل استراتيجية فعالة ومجدية بالنسبة للاستثمارات والحكومات.
وهناك العديد من القنوات للاستثمار في الذهب مثل معدن الذهب، وعقود الذهب الآجلة، والصناديق التي يتم تداولها في البورصات، وشهادات الذهب؛ علماً أن كل واحدة من هذه القنوات تتمتع بمزايا فريدة خاصة بها. واختتم شوبرت حديثه قائلاً: تتيح هذه القنوات المتنوعة مزايا مختلفة لكافة شرائح العملاء.
ولكنني أعتقد أن العقود الآجلة تعد الخيار الأمثل بالنسبة للمتداولين أنصاف المحترفين والمستثمرين الخبراء؛ ذلك لأن هذه العقود هي الأداة الأسرع والأكثر سيولة، ولا تتطلب سوى استثمار مبدئي صغير لشراء قيمة عالية جداً.